د.مسعود ناجي إدريس ||
جواب: ما يدل على لزوم التدبر في القرآن قوله تعالى في سورة القمر:
{ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } [القمر : 15] ؟ وفي سورة النساء : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } [النساء : 82] ، وفي سورة محمد : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد : 24].
واما السنّة : فيدل على الأمرين - أن القرآن هاد وأنه يجب التدبر فيه - ما رواه الكليني في الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال : «إن هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدّجى فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور».
وما رواه في الكافي أيضا عن أبي عبد اللّه عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) : «أيها الناس إنكم في دار هدنة وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدّوا الجهاز لبعد المجاز». قال : فقام المقداد بن الأسود، فقال : يا رسول اللّه وما دار الهدنة؟ قال : «دار بلاغ وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وماحل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له تخوم وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الدجى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب ويتخلّص من نشب، فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلّص وقلّة التربّص»
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha