د.مسعود ناجي إدريس ||
الحياة الطيبة تعني حياة نظيفة خالية من كل أنواع التلوث والقمع والخيانة والعداوة والأسر والذل وكل أنواع الهموم وكل ما يجعل الحياة غير سارة للإنسان وتحرمه من الراحة والسلام.
علي القاعدة سيكون نتيجة الحياة الطيبة ، هي الوصول لمجتمع يتمتع بالسلام والأمن والازدهار والمحبة والصداقة والتعاون وجميع المفاهيم الإنسانية البناءة.
ومن النتائج الأخرى للحياة النظيفة (الحياة الطيبة) أن يكون لديك مجتمع خال من التمرد والغطرسة والاحتكار والإهمال والجهل. . بطبيعة الحال ، فإن قلب الإنسان الذي يتمتع بحياة طيبة يكون لله فقط. يريد قربه ولا يخاف إلا من غضبه.
يبتعد عن العالم الفاني ويرى أن الله هو المدبر الحقيقي والمدير لكل الشؤون. نتيجة لذلك ، لن يكون للشيطان والأهواء النفسانية طريق داخله ، لكن السؤال الرئيسي هو كيف نحقق هذه المدينة الفاضلة؟
اليوم السؤال الأساسي والمهم للغاية هو كيف نعيش من أجل البشر الذين يعانون من أسوأ حالات الفشل وهم تحت ضغط الحياة الآلية والمجتمعات الصناعیة. حاولت العديد من المدارس المادية إيجاد إجابة للإنسان المعاصر المرتبك. تم اقتراح العديد من الإصدارات المختلفة وتجربتها ، لكننا ما زلنا نشهد زيادة معدل التوتر والقلق والضيق في المجتمعات البشرية.
إذا رجعنا إلى القرآن الكريم ، الذي هو الدليل الحقيقي للإنسانية ، فسنجد نسخة الشفاء والحل لهذا اللغز الصعب والمعقد في سورة نحل الآية 97. حيث اعتبر الله أن الشرط الوحيد لتحقيق الحياة الطيبة هو الأعمال الصالحة المتوافقة مع الإيمان ، وقد وعد الرجال والنساء الذين لديهم إيمان وعمل صالح ، بمنحهم حياة طيبة وجعل الحياة ممتعة لهم.
والجدير بالذكر أن لدينا نوعين من الأعمال في القرآن أولها العمل الحسن والثاني العمل الصالح، والفرق بين هذين الأمرين جدير جدا بالاهتمام. إن الطالب الذي يختار قسما خلال الفصل الدراسي ويأتي إلى الفصل قد قام بعمل حسن، ولكن عندما يتلقى الدروس باهتمام وفي نهاية امتحانات الفصل الدراسي يحصل على تقدير عالي بجهد كبير، فيمكن القول: لقد عمل عملا صالحا. الموظف الذي يحضر إلى مكان عمله في الوقت المحدد ويبقى حتى نهاية ساعات العمل عمله حسن، ولكن عندما يعتني بمشاكل الناس وعملائه ويحاول أن يؤدي واجباته الموكلة إليه وينال رضا الناس، يمكن أن يسمى عمله عملا صالحا.
وكذلك الحال في الصلاة، فإذا كانت الصلاة فريضة وواجب ديني فقط، فيمكن تسميتها عملا حسنا، ولكن عندما يطبق المصلي آثار الصلاة أي تجنب الفسق والشر في حياته عندئذ يمكن أن يسمى هذا العمل عملا صالحا، وكما ذكر الله، فإن أعمالنا لا يرفعها إلا الأعمال الصالحة.» والعمل الصالح یرفعه «(الآیة 10 سورة الفاطر)
في النهاية، دعنا نذكر أيضا هذه النقطة المهمة وهي أن أمامنا نوعين من الحياة ويجب أن نختار ونختبر أحدهما باستخدام قوة التفكير. ودعونا نتذكر أن هذا الاختيار سيحدد مصيرنا وكما نعلم، لا يمكن كتابة القدر من الأعلى.
ولكن يمكن رؤية هذين النوعين من الحياة في الآيتين 123 و 124 من سورة طه. حيث يقول الله؛ ستكون نتيجة اتباعك للهداية الإلهية» ألا یضل ولا یشقی«.
علي القاعدة من يبحث عن حياة سعيدة ونجاح وخلاص سيختار طريقة الحياة هذه. والنوع الثاني هو الآية 124 من سورة طه التي ذكرت أن من ابتعد عن ذكر الله ستكون له حياة بائسة في الدنيا وحياة قاسية ومرهقة، مظلمة وضيقة في الآخرة (نحشره یوم القیامة أعمى) لذا فإن المهمة واضحة ونتائج الاختيار واضحة جدا، والآن حان دورنا لاختيار "الحياة الطيبة" أم "المعيشة الضنكا "، أيهما ستختار؟
https://telegram.me/buratha