د.مسعود ناجي إدريس ||
نقرأ في الروايات أن كل شيء بكى على الحسين -عليه السلام-. القمر والنجوم والشمس ورمال الصحراء وحتى الرياح التي تهب وحتى الحيتان في البحر، لماذا؟
لماذا بكت رمال الصحراء؟ لماذا حزن أسماك البحر؟ لماذا تعتم القمر والنجوم والشمس حزنا على سيد الشهداء؟ بالتأكيد لم يبد أنهم يعانون من أي ألم، لأن السهام والخناجر التي أصابت ذلك الجسد الشريف لم تؤذ الشمس وأسماك البحر، فلماذا بكوا كثيرا فلا بد أنهم عانوا وحُرموا مما كانوا ينتفعون منه، وخسروا منفعتهم، وهل هناك نفع أعظم من الإمامة.
استفاد الجميع من الإمام وحزنوا بسبب خسارته. الإمام قطب الدنيا وقلبها، ومن كان في الدنيا فهو محمي تحت ظله، فإذا فقدوه سيعانون المعاناة، فتتبع الآلام معاناتهم و، لذلك تلك المخلوقات لم تعرف النجاسة حيث (الرمل في الصحراء، وأسماك البحر، إلخ) يبكون عليه، ويبقى النجسان من البشر والجن غير مدركين لعدم وجود مثل هذا المحسن ويفرحون بموته، وهذا هو تفسير ذلك الحديث القائل: للحسين -عليه السلام- حرارة في قلوب المؤمنين... حتى لو لم يسمع المؤمنون شيئًا عن هذه المصيبة، فإنهم يندبون لأنهم يدركون فقدان قطب ومحور العالم.
يقول الراحل العلامة مغنية: قال قائل: هل الشيعة لا يملكون وسيلة للتعبير عن حبهم لأهل البيت عليهم السلام إلا البكاء؟ فأجبت:
نعم، بالإضافة إلى البكاء، لإثبات حبهم لأهل البيت، يتوسلون بالأئمة بطرق مختلفة، مثل إلقاء التحية والسلام على أهل البيت، والتحدث عن فضائلهم في التجمعات والمجالس، والذهاب والسفر لمسافات ليزوروا أضرحتهم المقدسة "