د.مسعود ناجي إدريس ||
الخمس والزكاة من الضرائب الإسلامية الثابتة التي تخصصها الحكومة الإسلامية من هذا المصدر وتنفقه في حالات معينة من موازنتها. الزّكاة هي تزكية للمال ونماء وزيادة فيه، وزيادة في بركة العمر والولد والأهل، ومضاعفة لأجر المزكّي يوم القيامة.
الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة وهي الركن الثالث بعد الشهادتين والصلاة: <وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ.. » ( سورة البقرة / ٤٣)
تتشابه حكمة وجوب الخُمس والزكاة. ولعل من أهم فلسفات وجودهما هو توفير المال لحياة المحرومين والفقراء. وبطريقة تخفف عنهم ضغوط ومشقة حياتهم ، كما يقول الإمام موسى الكاظم (ع):《إن الله عز وجل وضع الزكاة قوتاً للفقراء وتوقيرة لأموالکم » ( الكافي / الشیخ الكليني / ج ٣ / ص ٤٩٧).
واعتبر الإمام الصادق(ع) سبب وجوب الزكاة هو : 《 امتحان للأغنياء ومساعدة للفقراء 》( جامع الاحادیث ج ۱ / ص ٩٦ )
تُذكر الزكاة أحيانًا كوسيلة لتطهير الناس واموالهم. حيث قال الله تعالى في القرآن: « خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم» ( سورة التوبة / ۱۰۳ )
إعطاء الخُمس والزكاة يحفظ المال ويزيد في بركته. في الواقع ، بدفع هذه الحقوق الإلهية ، يضمن الله ممتلكات الإنسان. قال النبي (ص) في هذا الصدد:《 اذا اردت ان يثري الله مالك فزكه» ( الكافي ج ٣ / ص ٤٩٧ )
اعتبر الإمام الصادق (ع) سبب البلاء وذهاب المال هو عدم دفع الزكاة. ( وسائل الشيعة ج ٦ ص ١٥ )
يقال : 《 اجتاحت بلاد فارس أسراب هائلة من الجراد ،أدت إلى وقوع مجاعة حصدت أعدادا كبيرة من الناس . مزارع واحد من قرية بقي بستانه أخضرا وأشجاره وارفة وثماره يانعة،لم يقترب منها الجراد . بعض الأهالي رفعوا شكوى الى الحاكم ضد صاحب البستان بحجة أنه يملك مبيدا للجراد ولم يطلع عليه أحد . أرسلت السلطة قوة عسكرية لمعاقبته . قال له الضابط: لماذا أخفيت مبيد الحشرات عن الناس وعن الدولة . قال المزارع إن الدواء الذي أستعمله كل الحاضرين يعرفونه و يرفضون استعماله . قال الضابط و ما هو هذا الدواء قال :*إنه الزكاة !* قال الضابط وهل يفرق الجراد بين بستان مزكى وبستان غير مزكى قال جرب . حمل العساكر الجراد إلى البستان مرات عديدة .
فكان الجراد يفر منه في كل مرة ... هنا ذكرهم صاحب البستان بقول النبي (ص) : *(حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة واستقبلوا أمواج البلاء بأمواج التضرع الى الله ).*》
في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) قال: يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة وعد منهم مانع الزكاة ثم قال: يا علي ثمانية لا يقبل الله منهم الصلاة وعد منهم مانع الزكاة ثم قال: يا علي من منع قيراطا من زكاة ماله فليس بمؤمن ولا بمسلم ولا كرامة يا علي تارك الزكاة يسأل الله الرجعة إلى الدنيا وذلك قوله عز وجل (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون)