د.مسعود ناجي إدريس ||
اللقمة المشبوهة هي المال الذي لا يُعرف هل هو حلال أم حرام. قلة من الناس اليوم يمكن العثور عليهم ممن لا يفكرون في المال ؛ بدلا من ذلك ، يمكن تسمية العصر الحالي بعصر الثروة وتكديس المال. الاهتمام المفرط بالثروة والاموال جعل الناس يعملون عملين ، لدرجة أنهم في بعض الأحيان يجهلون ان كان هذا المال حلال أم لا ، فهم يسعون فقط للحصول على المال، وأحيانًا يقعون في شك بين الحلال والحرام ، حب المال يجذبهم هذه نبوءة نبي الإسلام الكريم (ص) الذي يقول: 《لياتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال امن حلال ام من حرام » ( كنز العمال ج ١١، ص ١٣٧ )
امر الإسلام هو أن المسلم لا يقترب من المال أو الطعام المشبوه ؛ لأن الاقتراب من هاوية المعاصي والحرام يزيد احتمال السقوط ، وهذا هو تفسير رسول الله (ص) قوله:《من وقع في الشبهات ، وقع في الحرام کالراعي حول الحمي يوشك أن يقع فيه الا ان لكل ملك حمي وان حمي الله تعالی محارمه》 ( مستدرك الوسائل، محدث نوري ، مؤسسة آل البيت ، قم ، اول ١٤٠٨ ق. ج١٧ ، ص ٣٢٣ )
قال الإمام الصادق (ع) :《 اورع الناس من وقف عند الشبهة》 ، ( الخصال، الشيخ صدوق، جامعة المدرسین ج١،ص ١٦ )
« يحكى أن والد اردبيلي أشتد به الجوع !مرّ على بستان تفاح ..وأكل تفاحة حتى ذهب جوعه ولما رجع إلى بيته بدأت نفسه تلومه فذهب يبحث عن صاحب البستان وقال له : بالأمس بلغ بي الجوع مبلغاً عظيماً وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهذا أنا اليوم أستأذنك فيها ..
فقال له صاحب البستان : والله لا أسامحك بل أنا خصيمك يوم القيامة عند اللّـَه !
فتوسل أن يسامحه ألا أنه أزداد أصراراً وذهب وتركه .. ولحقه حتى دخل بيته وبقي عند البيت ينتظر خروجه إلى صلاة ..فلما خرج وجد والد اردبيلي لا زال واقفاً فقال له :
يا عم إنني مستعد للعمل فلاحاً عندك من دون أجر .. ولكن سامحني ..!
قال له : أسامحك لكن بشرط !
أن تتزوج أبنتي ولكنها عمياء ،، وصماء ،، وبكماء ،، وأيضاً مقعدة ? لا تمشي فإن وافقت سامحتك .. قال له : قبلت أبنتك ! قال له الرجل :
بعد أيام زواجك فلما جاء كان متثاقل الخطى ، حزين الفؤاد .. طرق الباب ودخل قال له تفضل بالدخول على زوجتك فإذا بفتاة أجمل من القمر، قامت ومشت إليه وسلمت عليه ففهمت ما يدور في باله ، وقالت : إنني عمياء من النظر إلى الحرام .. وبكماء من قول الحرام ..وصماء من الإستماع إلى الحرام ..ومقعدة لا تخطو رجلاي خطوة إلى الحرام. وأبي يبحث لي عن زوج صالح فلما أتيته تستأذنه في تفاحة وتبكي من أجلها قال أبي أن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له.. حريٌُُ به أن يخاف الله في أبنتي فهنيئاً لي بك زوجاً وهنيئا لأبي بنسبك »
وبالطبع لابد أن ينشأ ابن مثل مقدس أردبيلي من مثل هذا الأب.
ملخص ما ذكر: تمامًا كما يحاول الشخص إبقاء طعامه بعيدًا عن أي تلوث ظاهر ، لذلك فهو يحتفظ بالطعام في علبة مغطاة بعيدًا عن الأيدي والأتربة الملوثة ، يجب أن يحاول إبقاء طعامه وعائلته بعيدًا عن الحرام....