د.مسعود ناجي إدريس ||
اقسام العيون والآذان
فكما أن للحياة والموت بعدين وهما البعد المادي والروحي، فإن للعيون والأذنين والسمع والرؤية أيضًا بعدين ماديين وروحيين.
أي أن الله تعالى قد أعطى كل إنسان أربع أذنين وأربع عيون. أذنين خارجين لسماع المحتويات الخارجية وأذنين داخليتين لسماع صوت الغيب.
* العينين والأذنين الظاهرتين والماديتين *
البصر والسمع الظاهريين هما: الرؤية والسمع المادية والبيولوجية البحتة، ويمكن ملاحظة علاماتهما أثناء
الأكل والنوم، والتنفس والاستماع ورؤية مشاهد ممتعة ومثيرة للإعجاب.
إن القرآن الكريم وأحاديث المعصومين (عليهم السلام) لا تعير اهتماما كبيرا لهذا النوع من البصر والسمع كالحياة المادية والموت، ولكن يوصون فقط بشكر الله على هاتين النعمتين الظاهريتين بسبب فوائدهما مقارنة بالمحرومين من هذه النعمة.
️يذكر القرآن الكريم هاتين النعمتين ، إذا تم استخدامهما بشكل صحيح ، كأداتين قيمتين يمكن أن تكونا أساس السعادة البشرية.
️سورة الملك/الآية ۲۳《« قُلْ هُوَ الَّذِیْۤ اَنْشَاَكُمْ وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْاَبْصَارَ وَ الْاَفْـٕدَةَؕ-قَلِیْلًا مَّا تَشْكُرُوْنَ »》
️قال الإمام علي علیه السلام :« فقد البصر اهون من فقد البصيرة » [میزان الحکمة، ج 1، ص 423]
وبالتالي ، هناك الكثير من الأشخاص الذين يستخدمون هذين العنصرين فقط لأغراض بصرية وسمعية ، إذا كانت مجموعة منهم لا تتبع طريق السعادة ولا تنتفع روحيًا ، فهي في الواقع حيوانات مروضة ولا تسبب ضررًا لأنفسها وللآخرين.
سورة الاعراف/الآية ۱۷۹《 «أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ.» 》
الذين يسمعون والذين لا يسمعون
هناك أيضًا مجموعات تسيء إلى هاتين النعمتين الإلهيتين ؛ أي أنهم بهاتين النعمتين يشعرون بالحقائق المرئية والسمعية ؛ لكنهم يغلقون أعينهم وآذانهم أو يمرون بها بلا مبالاة ، ويتبعون طريق الظلام والأنانية والعناد والجهل ، ويديرون ظهورهم للحقائق ، ويكذبونها أيضًا.
سورة الانعام/الآية ۳۹《 «وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ» 》
يرى بعض المفسرين أن معنى هذه الآية والمقصود بها هو هؤلاء الصم والبكم والمقلدون الذين يتبعون القادة الضالين ويسلمون آذانهم لمثل هؤلاء وبالمقابل يصمون آذانهم عن أصوات القادة الإلهيين. لسوء الحظ ، في كل عصر وزمان ، تواجد بعض عناصر الشيطان المضللة فقد انحرفت هذه العناصر كالذئاب في ثياب الغنم والشياطين في ثياب الزاهدين والمتعبدين ، وبعض الأحيان ادعوا العرفانية بين الناس و ضلّوهم ، ابعدوهم عن الحقائق والوقائع وهذا ما نراه في عصرنا هذا .
سورة الانفال/الآية ۲۱《 «وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ»》
️إن تعبير سمعنا ولا يسمعون تعبير مثير للإعجاب يستخدم في هذه الآية عن الذين يعلمون الحق ولكن لا يعملون به ويستمعون لكنهم لا يتصرفون ضمن الأوامر ويضعون أنفسهم في مرتبة المؤمنين ظاهريا لكنهم لا يتبعون الأوامر الإلهية ويطيعونها.
أولئك الذين يمتلكون الأذن للسمع ويسمعون الألفاظ والكلمات ويفهمون معانيها، لكنهم لا يتصرفون وفقًا لها، أو يضعون سمعهم تحت تصرف المنحرفين والضالين ويتبعونهم، وكأنهم في الأساس صم وبكم، لأن هذه كلها شروط مسبقة للعمل والهداية، فعندما يكون العمل غير صحيح ولم يكن في مسير الحقيقة، فإنهم يعتبرون صم وبكم، بل أسوأ بكثير منهم...