د.مسعود ناجي إدريس ||
إن العدد المتزايد لأتباع الكنيسة الإنجيلية الأمريكية، التي تشكل حوالي ربع السكان الأمريكيين (70 مليون نسمة)، هو الأصل النظري الأكثر أهمية لليمين المسيحي. النواة المركزي لأتباع هذه الطائفة هم من المستبدين ويؤمنون بمعركة مستمرة بين الخير والشر. «العودة الثانية لسيد المسيح» في «آخر الزمان» بعد المرور بالخطوات التي تؤدي في النهاية إلى «حرب ودمار عظيمان»، هذا الفكر هو أحد الأسس العقائدية لهذه الطائفة. وفقًا لهذه المعتقدات، سيعود المسيح يومًا ما إلى الأرض وسيحكم لألف عام. وما سيقدم عليه تتم في سبع مراحل. [Dispensation.]
الآن يمرون بالمرحلة السادسة، أو مرحلة الكنيسة، والمرحلة التالية تسمى «آخر الزمان»، حيث ينزل المسيح إلى الأرض ويحيي المؤمنين المسيحيين. [End time].
ثم يظهر «ضد المسیح» على الأرض وسيسمي نفسه بالكذب منقذ اليهود. [Antichrist]
يعتقد البعض أن ما يجعل بعض أتباع هذه العقيدة يؤمنون به أنه سيكون قادرًا على استعادة السلام الظاهر في الشرق الأوسط. سيستمر حكم المسيح الدجال سبع سنوات وسيطلق عليه «الضيقة أو الامتحان الكبير ». [Tribulation. Armageddon].
يعتقد الإنجيليون أنه في هذه المرحلة، سيعود النبي عيسى، راكبًا جوادًا أبيض، إلى الأرض، يتبعه فرسان من المؤمنين ينزلون من السحاب ويتحركون معه. سيدخل عيسى المسيح الحرب منتصرًا، ويعيد إحياء المعابد اليهودية القديمة ويبدأ حكمًا يمتد لألف عام، ويظهر للناس جنةً وأرضًا جديدًا، وسيطفئ الشيطان إلى الأبد.
«المسيحية الأصولية» [Rebirth] في الماضي، كانت تعتمد على الأخلاق السليمة، لكن في العقود الأخيرة أصبحت سياسية بحتة . ويطلق على «الأصوليين» لقب « الأحياء والتجديد ». هذه الأسئلة تنطوي على نوع من الخبرة في اليقظة المعنوية أو مجرد ميل نحو أفكار سياسية معينة. يعتقدون أن التاريخ البشري ينتهي خلال معركة ما بعد آخر الزمان تسمى هرمجدون، ويبلغ ذروتها في الظهور الثاني للمسيح، بعد ذلك يتم إصدار الأحكام النهائية لجميع الأموات والأحياء.
يعتقد هذا التيار : أن من تدبير الله هو ان يمر الإنسان بسبع مراحل أو سبع مشيئات إلهية، إحداها هي «معركة هرمجدون النووية». [يطلق على هذا النظام ب«الانتظار لمشيئة الإله »]
مع بداية هذه الحرب المخيفة، سيصعد الصالحين إلى السماء وسيكونون في مأمن من مصيبة الحرب.
يوضح الكتاب الباقي من قبل «فريق لاهاي» هذه المعتقدات وقد نُشر في اثني عشر مجلداً وباع أكثر من 50 مليون نسخة في المجموع. تصف هذه المجموعة من الكتب معتقدات المسيحيين الإنجيليين حول المعارك التي ستحدث قبل وأثناء «الرجوع الثاني » للمسيح. بعض أتباع هذا التيار، بسبب اعتقادهم المبني على أساس أن التحرك نحو المواجهة النهائية لا ينبغي تعطيله أو إبطائه، لديهم رأي سلبي في العديد من الإجراءات المتخذة على الصعيد الدولي لذلك من الشخصيات التي يعتبرونه ضد المسیح هو الأمين العام للأمم المتحدة - بسبب بعض وظائفه المتعلقة بالحفاظ على السلام - .
أصبحت فعاليات العديد منهم نشطة للغاية في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر والصراع الفلسطيني، ووجدوا أسبابًا أخرى لحتمية «الحرب الكبرى والدمار». على حد تعبير «دولة جيبسون »، «مدير التحالف الإنجيلي العالمي»، «لقد تسبب العنف في جعل الناس يتساءلون عما إذا كان ظهور المسيح قريب؟ »
المهم في مناقشتنا هو أن المسيحيين الذين يعتبرون من ضمن البروتستانت الإنجيليين ولديهم على ما يبدو مثل هذه المعتقدات بدرجات متفاوتة قد شكلوا أكبر طائفة مسيحية في أمريكا ومع ذلك، ليس من الواضح أي جزء منهم يؤمن بهذه المعتقدات وأي جزء لا يؤمن بها. على أي حال وبحسب هذه المعتقدات يعتبر اليمين المسيحي في الولايات المتحدة أن إقامة سلام دائم وشامل وحقيقي في الشرق الأوسط ليست صعبة فحسب، بل مستحيلة أيضًا قبل مجيء المنجي» و «المعركة النهائية» وهذا التيار ينظر إلى «عملية السلام» و «اتفاقيات أوسلو» بعين الشك. كما أن ما سيتم شرحه في المستقبل، فإن الأرثوذكسية اللاهوتية لليمين المسيحي، بدورها، هي الأساس المبدئي لهذا التيار المؤيد لإسرائيل وقد وفرت قاعدة سياسية مهمة لمؤيدي الليكود في الولايات المتحدة وأعمال أناس مثل شارون في الأراضي المحتلة. وعليه، كان إنشاء إسرائيل عام 1948 تحقيقاً ل «نبوءة نبوية» ومقدمة لتحقيق نبوآت أخرى. لذلك، الاعتبارات الاستراتيجية أو السياسية أو القيم المشتركة وما في حكمها، والتي هي أساس التيارات غير الدينية لصالح إسرائيل لا تلعب دورًا رَئِيسِيًّا.
بالطبع، تمت مناقشة موضوع آخر الزمان بطرق مختلفة في عدة طوائف مسيحية، وحتى داخل اليمين المسيحي، هناك اختلافات في مواقف الأقسام المختلفة من قضية آخر الزمان وعلاقتها بدولة إسرائيل. .يرى بعضهم سيادة الله من منظور واسع، وعلى هذا الأساس يؤمنون أن الله قادر على فعل ما يشاء، وبالتالي ليس من الضروري أن تكون هناك وسيلة خاصة (حكومة مختارة) ليتمكن الله ان يحقق أهدافه الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن قضية تشكيل إسرائيل قضية خطيرة حتى الحرب العالمية الثانية، ولم تصبح خطيرة إلا بعد هذه الحرب. أحد أكبر نقاط الضعف في هذا الاعتقاد هو حقيقة الاعتقاد بأن النظام الإسرائيلي هو أحد أركان المسيحية لكن نرى ان النظام لم يلعب دورًا في المسيحية منذ ما يقرب من ألفي عام. هناك اعتقاد قوي بين بعض الإنجيليين أن تشكيل حكومة ضد المسيح بات وشيكًا بسببها سوف تسود ديكتاتورية سياسية واقتصادية قاسية بطريقة حتى الشراء والبيع العاديين يتطلب رخصة مسبقة. إنهم يعتقدون أن نبيًا كاذبًا قويًا ومذهبا عالميًا سيظهر لتعزيز مثل هذا النظام.
بالطبع، ليس بالضرورة كل أتباع تيار اليمين المسيحي يلتزمون بمثل هذه المعتقدات، وبعضهم لا يؤمن بالخطوات السبع، لكن البعض قد أمن أن تعاليم الكتاب الإنجيل يجب أن تتكيف مع ظروف العصر الجديد، وقد يستغرق الأمر قرونًا للعودة إلى قوانين الإنجيل والوفاء بها. لكن القادة السياسيين والمبشرين المسيحيين اليمينيين مثل باتريك روبرتسون» و «جيري فالول»، ومعظم مذيعي التلفزيون، وكذلك الملايين من أتباعهم، عادة ما يكون لديهم معتقدات متطرفة.
هناك عقيدة أخرى للكنيسة الإنجيلية وهي الإيمان بالمسيح باعتباره المخلص الوحيد. بينما أتباع طوائف بروتستانتية الأخرى والأكثر ليبرالية، مثل «المشيخيين» و«الميثوديين»، يرون المسيح على أنه احد الطرق للخلاص. هذه بشكل خاص واحدة من العقائد الهامة التي قادت الإنجيليين إلى دعوة أتباع الديانات الأخرى وكذلك أتباع الطوائف المسيحية الأخرى إلى الكنيسة الإنجيلية.
البرامج التلفزيونية الأكثر شعبية للقساوسة:
يحاول البرنامج التلفزيوني الشهير للقساوسة البروتستانت في الولايات المتحدة، والذي يحظى بحوالي 60 مليون مشاهد، باستمرار إقناع الناس بضرورة السعي وراء (الحرب) بدلاً من (السلام). يحاولون إثبات أننا في آخر الزمان باقتباس آيات من الإنجيل. لأنهم يعتقدون أن إسرائيل يجب أن تكون «مكان هبوط» الظهور الثاني للمسيح، فإنهم يحاولون جعل عبادة أرض إسرائيل طقسًا دِينِيًّا. قد تكون التداعيات السياسية في المواقف الأمريكية الحساسة مزعجة للغاية بسبب المعتقدين «بالانتظار لمشيئة الإله» . على سبيل المثال، صرح «جيمس وات»، وزير الداخلية الأمريكي الأسبق، في لجنة مجلس النواب: «بسبب الظهور الثاني الوشيك للمسيح، لا يمكنني أن أكون مشغولاً بتدمير مواردنا الطبيعية. »
لا تقتصر رسالة الانتظار لمشيئة الإله على الولايات المتحدة. في أغسطس 1985، قدمت هذه المجموعة مسرحية تسمى «المؤتمر الأول للمسيحيين الصهاينة»....
https://telegram.me/buratha