التقارير

اميركا في موسم الهجرة الى الصين..وحلم بلقنة افغانستان وآسيا الوسطى


 

محمد صادق الحسيني ||

 

كل ما يرد الينا بشكل متسارع هذه الايام من اخبار وتقارير حول التواجد الاميركي في غرب آسيا يشي بحقيقة واحدة لا تقبل الشك والترديد، الا وهي ان واشنطن هزمت عسكرياً هنا وانها بصدد اعادة تجميع قواتها للرحيل باتجاه الشرق الادنى لمواجهة ما تعتبره الخطر الاقوى والذي بات يهدد الامبراطورية الاميركية في الصميم.

ولنتذكر ما قاله الرئيس الصيني في ذكرى تأسيس الحزب الحاكم المئوية:

"لقد ولّى عهد التنمر على الصين الى غير رجعة "

وهذا الاعلان الصيني من اهم زعيم صيني بعد ماوتسي تونغ الذي لطالما وصف الامبريالية الاميركية بانها " نمر من ورق" اذا عنى شيئاً فانه يعني ان اميركا اصيبت بالشيخوخة المبكرة ، ولم تعد قادرة على لعب دور شرطي العالم.

من هنا يمكننا الاستنتاج بان واشنطن دخلت موسم الانسحاب من قواعدها العسكرية التي تربو على المائة قاعدة في العالم الى الداخل الاميركي وتركيز الصراع الخارجي في وجه الصين تحديداً وهو ما بدأه ترامب يوم رفع شعاره الشهير " اميركا اولاً".

انسحاب الجيوش الاميركية من افغانستان الذي وقعه ترامب ونفذه بايدن هو الانسحاب التقهقري المذل عن قيادة العالم ، والعودة الى ما قبل الهيمنة العسكرية الاميركية..!

وقد كان بايدن واضحاً في دفاعياته عن الانسحاب المتسارع والمتخبط من كابول يوم قال:

لم يعد بامكاننا البقاء اكثر ولم يعد مفيدا لنا بذل المزيد من الدماء هناك..!

وهذا يعني انتقال واشنطن من العسكريتاريا الى الحروب البديلة..!

ليس في افغانستان وحدها...

وانما في كل بقاع العالم...

هذا الامر  حسب تقدير كل المحللين الاستراتيجيبن سيستمر بقوة مروراً بسورية والعراق واليمن وصولا الى ترك حاميتهم المتقدمة الاكثر اهمية في تاريخهم الاستعماري المسماة " "اسرائيل"..!

سياتي اليوم الذي سيضحون بها لانها ستكون باتت ثقلا عليهم لايطيقونه يستنزف اقتصادهم  وروحهم..!

ولكن ماذا يريدون في افغانستان الان بعد هذه الهزيمة المرة ؟

انهم يحاولون بتخبط وعمى استراتيجي واضح تحويل التهديد الى فرصة كما يلي:

١- تحويل البلاد الى ساحة صراع قلقة تمنع الصين من تحقيق مشروعها العملاق المعروف -حزام واحد طريق واحد- والذي يعتمد في انطلاقته من آسيا المركزية  وافغانستان حلقة محورية فيه وكذلك الباكستان.

٢- اختراق البيت الروسي بحروب "داعشية " من خلال سياجه الامني الحيوي المعروف بدول منظمة التعاون الامني ( جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، اوزبكستان طاجيكستان تركمنستان ، قرقيزيتان) وصولا الى داخل الاتحاد الروسي ( الشيشان وداغستان ووو)...

٣- منع الهند من التواصل مع ضلعي القوة العالميبن الصاعدين اي الصين وروسيا، عبر اشغالها واغراقها بحرب النفوذ مع الباكستان في افغانستان.

٤-نقل خطر القاعدة واخواتها الداعشية الى داخل الباكستان ومنع هذا البلد الاسلامي من التحالف مع ايران وروسيا والصين لاهداف متعددة منها ضرب المشروع الصيني المذكور آنفاً ايضاً.

٥- محاولة ادخال ايران في تحد جديد عنوانه مواجهة دولة سنية اصولية "متشددة" على حدودها الشرقية ومحاولة اغراقها بحرب امنية استخباراتية وان امكن عسكرية استنزافية اشبه بالحرب العراقية الايرانية لاخراجها من فلسطين وسورية ولبنان وبالتالي اخماد شعلة الفصل الاخير من الهجوم الاسترايتجي  الذي يعد له محور المقاومة منذ سنوات لتحرير فلسطين.

٦- تتويج كل هذه الاهداف بالنجاح دون اي تكلفة مباشرة على الاقتصاد الاميركي ، ودون جيوش اميركية ، لا يتحقق حسب المخطط الاميركي الا بالدفع بقوة باتجاه حرب اهلية افغانية تؤدي الى تقسيم افغانستان الى امارات عرقية قومية مذهبية اولاها بدأت بامارة طالبان الپشتونية( انظروا الى اعلان الحكومة الطالبانية المؤقتة.).!

فالذي يعرف افغانستان جيدا تاريخاً وجغرافيا وموقع يعرف تماما ان البلاد لا يمكن ان تحكم بقبيلة الپشتون وتبقى مستقرة ...!

والغربي عموما والاميركي خصوصاً يعرف هذا تماماً ، لذلك قام وبشكل واضح ومريب:

اولا :بافشال محادثات الدوحة بين الافغان..!

وثانياً: بالمقابل نجح في التفاهم مع الطالبان الپشتونية وبمساعدة من حكومة اشرف غني الكارتونية العميلة التابعة له بتسليم البلاد مؤقتاً بعاصمتها كابول للطالبان..!

وترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لصراع اثني قبلي مذهبي اقليمي مفتوح حول مستقبل افغانستان...!

تاركاً عدة الشغل في هذه المهمة القذرة لادواته الصغيرة .. قطر .. الامارات .. وسائر كيانات النفط والغاز...!

فيما هو ذاهب الى بحر الصين لمواجهة المارد والتنين الذي بات يمسك بتلابيب الامبراطورية الاميركية المتهافتة..!

وحده الايراني الفطن والمتنبه جيداً ، و"المفتح "

٢٤ على ٢٤ يعتبر القارئ الجيد لما يحاوله الاميركي المنهزم والمهشم والمكسور...

 وبالمقابل القادر على تحويل التهديد الى فرصة..!

لقد نجح الايراني حتى الان في تعطيل ١٠ قواعد اميركية كانت تشاغب عليه من حدوده الشرقية

وهو بصدد تعطيلها قريبا على حدوده الغربية..

ومن ثم سيسعى مع "اكابر "

العالم الجديد عبر منتدى شانغهاي لنقل مركز السلطة العالمية اي مركز ثقل العالم  من الغرب الى الشرق..!

تاركاً واشنطن غارقة في وحل احلامها خائفة تترقب ، من اين ستأتيها البطشة الكبرى...!

بعدنا طيبين قولوا الله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك