التقارير

انعكاسات ومؤشّرات معركة (سيف القدس )على الساحةِ العراقيّة


 

محمّد صادق الهاشميّ ||

 

١-      اتّضح من خلال المواقف الرّسمية، والشعبية،والسياسية في العراق ومواقف المرجعية، المتمثّل ببيان المرجع السيد السيستاني والمرجع الشيخ بشير الباكستاني، أنّ القضيّة الفلسطينيّة ما زالت تعيش في وجدان الشعب العراقي،وحوزته ومراجعه، وأثبتت المعركة  أنَّ الوعي الثوريّ لن يتراجع في العراق في هذا الخصوص.

٢-      ثبُت للرأي العام أنَّ أميركا فشلت في الضغط على العراق بأنْ يقبلَ التطبيع مُكرَهاً مع العمر الطويل للاحتلال، والمؤامرات التي مارستها أميركا في العراق، ويصحّ القول: أنَّ أميركا التي جعلت الهدف من احتلال العراق هو لفرض التطبيع عليه قهراً،ومحاربة البُعد الثوريّ العقائدي العميق، وإيجاد ثقافة تقف بالضد منه، لكن الأحداث الأخيرة في معركة (سيف القدس ) أثبتت فشل هذا الهدف في العراق بفعل مواقفه الراسخة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وتحوّل الى مصدر قلق جِدّي لإسرائيل .

٣-      العراق يمكن - بفعل مواقفه - أن يكون دولة مختلفة جوهريّاً في الآيديولوجية عن الدول العربية عموماً، والخليجية خصوصاً في التعامل مع المشروع الأمريكي، والموقف من الاحتلال الاسرائيلي، والفضل يرجع إلى وجود المرجعيات الثابتة في موقفها الشرعي المبدئي.

٤-      ثَبُتَ للقاصي والداني وإلى كل مراقب أنَّ العراق وإيران كلاهما يسيران برؤية واحدة،وثقافة تحرُّرية متطابقة فيما يخصّ القضيّة الفلسطينيّة، وهذا الموضوع محلّ اتفاق وإجماع حتى وإن كان هناك خلاف في بعض التفاصيل، إلّا أنّ المؤكّد أنّ أصل القضية الفلسطينية - كحقٍّ شرعيّ وضرورة دعم الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع- أصبحت من المُسَلَّمات في فكر الدولة العراقية، وفي ثقافة الشعب العراقي خصوصا بعد تأكيد المرجعية مواقف الأحزاب والقوى السياسية.

٥-      بحمد الله تمكّن الشعب العراقي أن يخرج بتظاهرات موحّدة، وهذا مؤشر على أنَّ القضية الفلسطينيّة قضيةٌ تشكِّل أمراً جوهريّاً، ومحلّ الإجماع متّفق عليه بلا إشكال .

٦-      منحتْ الأحداث في غزة والقدس والتطور في منهج المقاومة الفلسطينية  وضعف الإسرائيليين القوّةَ للمقاومة في العراق وقد ضَعُفَ منطق الجوكرية والخط العلماني العميل وأصبح خط الثّوار والمخلصين المقاومين هو الراجح، وهذا الأمر صار معلوماً لدى الرأي العام .

٧-      العزيمة الكبيرة والشجاعة، والانتصار والمعنويّات التي تحقّقتْ للثوّار الفلسطينيّين -بطبيعة الحال- انعكست إيجابياً على الرأي العام العراقي، والخط الاسلامي وهو بطبيعته ينعكس على معنويات الأمة في الانتخابات القادمة، ومن البديهي أن يجد الخط الإسلامي طريقه واضحاً ومؤيداً من الجمهور العراقي بعد هزيمة العملاء.

٨-      تبيَّنَ واتّضح وضوح الشمس أنَّ ثقافة الخطّ الثوريّ التحرريّ الذي  أَسَّسَهُ الشهيدان الصدران، والإمام الخمينيّ، والإمام الخامنئي -بلا إشكال- هو الثقافة الغالبة والأصيلة والواضحة، وهذا ما أثبتته الأحداث الراهنة، وأثبتت أنَّ ثقافة العملاء لا تكاد تبين.

٩-      شيعة العراق اليوم لهم الكعب المُعَلَّى في رفع راية العروبة والتّحرير، وليس الخليج العميل إذا كانت العروبة تعني الجهاد والتحرُّر والكرامة، أمّا إذا كانت تعني وفق منهج الخليج هو الهوان والعمالة  فإنَّ خطّاً عربيّاً فاصلاً بين القومية العربية الشجاعة  التي يحملها أحرار الشيعة في العراق والذين لا تلين لهم مواقف ولايفتّ لهم عضد، وبين عروبة العمالة والذل الخليجي، وبهذا  فإنَّ شيعة العراق وشعب العراق الحر سيكونوا نواة الانطلاق والتحرُّر لمواجهة المشروع الصهيوني في العالم العربي ويقفون مصدّاً ضد التطبيع لأنَّ الدماء التي سالت من الشعب الفلسطيني رفعت منسوب الكراهية ضد الأمريكان والصهاينة  ووسَّعت الهُوّة، وأنهتْ أيّ إمكانيّة للتطبيع، ودعوات السلام الزائفة خصوصاً بعد مشاهد التهجير والقتل والتدمير والقتل والإبادة الوحشية .

١٠-    أميركا في حرجٍ شديد؛ فهي لا تريد الانغماس في الدعم الاسرائيلي والانجرار الى تهييج مشاعر العراقيين والمقاومة بعد فتوى المرجع السيستاني خشية أن تخسر قواعدها ورصيدها في العراق، ويتألّب الجمهور أكثر ضدها، لذا فإنَّ السفير الامريكي وعموم سفراء المنطقة من البيت الابيض التزموا الصّمت.

١١-    أكَّدت معركة (سيف القدس) أنَّ مساحة المقاومة اليوم تتّسع إلى جغرافية تشكّل نصف الشرق الأوسط مساحةً، وأكثر منها ثقلاً عسكريّاً وعِدّةً، وعَدَداً، وثروات، فمن يتابع خريطة الصواريخ التي دكّت اسرائيل أصلاً ، وصناعةً، وانطلاقاً، واستعداداً وإسناداً، يجد مساحتها من قلب طهران الى غزة والقدس مروراً بالعراق وسوريا وجنوب لبنان، ومن أراد الاعتراض فليضرب رأسه بجدار اليأس والذل.

١٢-    وأخيراً نؤكِّد أنَّ الشعور العام للخط الإسلامي والثوريّ في العراق أنَّهُ منتصرٌ، فإنَّ الانتصار في القدس وغزة هو انتصار في بغداد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك