التقارير

هزيمة السعودية والخلافات الخليجية القت بضلالها على قوائم السنة في العراق


حال القوى السياسية السنية في العراق، ليس أفضل من باقي المكونات السياسية الممثلة للشيعة والأكراد بل هم يمرون باسوء حالاتهم منذ عام 2003، فقد انقسموا إلى قائمتين رئيستين وقوائم اخرى متشضية فيما يشترك الجميع بالتنافس على الزعامة والقيادة الداء الذي اصابهم في مقتل في كل الدورات الانتخابية السابقة والحالية ،وبعدما فشلت الجهود في جمعهم بتحالف انتخابي واحد اصبح من الصعوبة توقع حصولهم على ما يطمح اليه الداعم الخليجي والاقليمي ومرد ذلك يعود الى فشل وهزيمة الدول العربية الداعمة لهم على المستوى الخليجي والاقليمي الامر الذي انعكس على حلفائهم وعملائهم في العراق .

المراقبون للمشهد العراقي من العراقيون القريبون من الاحداث يؤكدون ان هزيمة محور وانتصار اخر سينعكس على الواقع السياسي في العراق كما في لبنان وسوريا وهذه طبيعة الاشياء , الحكم للمنتصر والمهزوم عليه مراجعة اوراقه ومن تلك الاوراق في العراق اؤلائك المدعومون من قبل المملكة السعودية وبعض دول الخليج وتركيا والاردن لعبت هذه الدول دورا مهما في هزيمتهم كما لعبت تلك الدول دورا مهما في ارباك العملية السياسية لان نجاح التجربة الديمقراطية في العراق يعني انتشار التجربة في المنطقة وهذا مالاترغب به دول تحكمها الدكتاتوريات السياسية والعائلية كما في ممالك وامارات الخليج و رئاسات الدول العربية ولهذا كانت الدول الخليجية تدعم كل من هب ودب المهم ان يكون سني او اي عميل موالي للانظمة الحاكمة في الخليج فان فاز في الانتخابات وسيطر على الحكم فخير على خير وان فشل فدوره تخريب الملعب السياسي من الداخل وهو المطلب البديل اي الخطة باء كما يقال تنتهجها الدول الداعمة للطرف السني في العراق الامر الذي اوصل العراق مع استشراء الفساد في الاطراف الاخرى, الشيعية والكردية الى ماهو عليه الان من عدم استقرار سياسي ملحوظ .

مصادر خاصة من تحالف القوى "أكبر ممثل للسنة في البرلمان الحالي" قالت لبعض وسائل الاعلام العربية إن "الجهود التي بذلت لتشكيل تحالف عريض يجمع السنة في قائمة انتخابية واحدة، فشلت فشلا ذريعا لأسباب عدة منها دولية وأخرى حزبية ".

وكشفت تلك الاطراف أن "من أبرز تلك الأسباب الأزمة الخليجية التي شهدتها المنطقة والخلافات بين دول خليجية وعربية مع تركيا، حيث كان من المؤمل أن تدعم السعودية والإمارات وقطر وتركيا والأردن، تحالفا انتخابيا يمثل السنة بكل توجهاتهم الإسلامية والعلمانية".

وذكرت المصادر أن "ما عرقل المشروع هو الأزمة الخليجية والخلافات مع تركيا، حيث دعمت السعودية والإمارات أطرافا سياسية سنية على حساب أخرى، فيما دعمت دول أخرى عددا من السياسيين السنة بشكل منفرد لخوض الانتخابات والامور تجري وفق سياسة تخبط واضحة ".

وعلى الرغم من التشتت الذي أحدثته الأزمة الخليجية في الطيف السياسي السني، فقد أسهمت بعض الشخصيات السنية في ذلك من خلال تعنتها في طلب استبعاد شخصيات سياسية دون غيرها، والمطالبة بأن يكونوا "رقم واحد" في القوائم، بحسب المصادر.

مصادر سياسية سنية اكدت ان هناك حالات شراء للذمم تحصل في هذه المرحلة لسياسيين سنة، مقابل تحالفات سياسية معينة ووجود نوايا لدى البعض التقرب من القائمة الشيعية الكبيرة بغية الحصول على مغانم قبل فوات الاوان ، لافتة إلى أن الوضع السني المقبل سكون صعبا للغاية في ظل حالة التشرذم التي يعيشها البيت السني.

وبحسب أخرى، فإن التحالفات السياسية للسنة كانت على النحو التالي، الأول: "تحالف سليم الجبوري وصالح المطلك مع إياد علاوي ويعتقد فشل هذا التحالف بالحصول على اصوات تؤهله للحكم لانها اطراف مجربة وذاق السنة في عهدهم اشد الويلات وهؤلاء غير مرغوبين شيعيا والاكراد لهم عالمهم الخاص وحساباتهم المرتبكة خصوصا بعد الازمة الاخيرة ، وهناك عدد من الزعامات العشائرية وقوى وشخصيات سياسية أخرى تنتظر انجلاء الغبرة عن الساحة لتضع ارجلها حيث مصالحها .

أما التحالف الثاني، فقد شكله أسامة النجيفي وخميس الخنجر ورافع العيساوي وسلمان الجميلي وظافر العاني ومعهم شخصيات سياسية وأخرى عشائرية وهذا التحالف هو الاخر يتعرض للانتقاد من قبل السنة قبل غيرهم لان بين هؤلاء من لم يستطع فعل شئ حينما كان بعض هؤلاء في السلطة فكيف سيقدموا الان ما يطمح اليه من تهدمت مدنهم على رؤوسهم فيما فر هؤلاء الى فنادق اربيل وعمان واسطنبول والدوحة والرياض ودبي وتركو سنتهم الى مصير يتحكم به الدواعش وغيرهم .

الطرف الاخر المنتصر في المعارك المواجهة للارهاب المدعوم من قبل دول طالما دعمت الاطراف السنية في العراق أعلن يوم أمس السبت، تشكيل تحالفات انتخابية قوية بينها تحالف بزعامة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، والآخر بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وبعد يوم من هذا الإعلان، وقع رئيس تحالف النصر حيدر العبادي، مع رئيس تحالف الفتح المبين القيادي القوي هادي العامري والذي يضم معظم فصائل الحشد الشعبي، تحالفا مشتركا.

وفضلت الأحزاب السياسية الشيعية الأخرى، الدخول بقوائم انتخابية منفردة وعلى رأسهم تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وقائمة الاستقامة التي يدعمها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ويؤكد مراقبون ان الشيعة مهما اختلفوا فان اي تخندق معادي ضدهم سرعان ما يتوحدون ولكن محاولات دول خليجية واقليمية معادية للشيعة تعمل على شق صفهم امر واقع تعمل عليه دول خليجية ولعل الخلافات الخليجية الخليجية والخليجية التركية اتت لصالح المحور الممتد من طهران حتى بيروت مرورا بالعراق فسوريا .

وعلى صعيد الأحزاب الكردية فهذا المكون يعاني الان من انتكاسة مروعة سيدفع ثمنها تنازلات كبيرة لصالح القائمة المتوقع فوزها في الانتخابات القادمة وقد ذكرت بعض وسائل الاعلام ان التحالفات الكردية لم تتغير عن السابق ولكن هذه المرة ستصعد تيارات بقوة فيما ستنتكس اخرى بسبب مقامرة الاستفتاء الخاسرة، فقد تحالفت حركة التغيير، والجماعة الإسلامية، والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة بزعامة برهم صالح، في كركوك والمناطق المتنازع عليها.

وشكل كل من الحزبين التاريخيين في شمال العراق، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، لائحتين منفصلتين، فيما توحدت أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة في قائمة موحدة.

وفي 15 أيار/ مايو المقبل موعد الانتخابات البرلمانية العامة بالعراق، فيما أغلقت المفوضية العليا للانتخابات أمس تسجيل التحالفات بعد انتهاء المدة المقررة والساحة حبلى بالمتغيرات ولايعلم احد مايخبئه القدر للعراق وشعبه .

سلمى التويجري

خاص صدى الخليج

https://www.sada-alkhaleej.com/news/1036

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك