اجرى برنامج (حوارات هادئة) الذي تبثه فضائية (الفيحاء) لقاء مطولا مع السيد جلال طالباني رئيس جمهورية العراق، حول مختلف الشؤون والشجون العراقية، فيما يأتي النص الكامل للقاء :
*بداية رحب الرئيس مام جلال بمقدم البرنامج وقال :
-انا اولا، ارحب بكم ترحيبا حارا، ثانيا، ارجوكم نقل تحياتي وتقديراتي وتمنياتي لكل الاخوة العاملين والاخوات العاملات في (الفيحاء) التي يبدو ان هذه القناة اصبحت شوكة في اعين الصداميين واعداء الشعب العراقي، لذلك انا احييهم تحية مضاعفة.
*وردا على سؤال فيما اذا كانت اعادة انتخابه رئيسا للجمهورية تعزيزا للديمقراطية والوحدة الوطنية، قال الرئيس مام جلال :
-انا اعتبر اولا انتخابي بما يشبه الاجماع بين القوى العاملة في العراق، الفاعلة في البرلمان، هو تعزيز للديمقراطية وللاخوة العربية – الكردية في نفس الوقت ولحق المواطنة المتساوية في العراق، بمعنى ان كل مواطن عراقي اذا توفرت فيه الشروط يستطيع ان يتبوأ اي مركز في هذه الدولة العراقية الجديدة، وانا بدون الترفع والتعالي استطيع ان اقول، لم اكن متشوقا ولا متلهفا لهذا المنصب، ولذلك قلت قبل الانتخاب بصراحة انه اذا كانت القائمتان - الائتلاف العراقي الموحد والتوافق – غير راغبتين بحماس لن ارشح نفسي، وبالتالي كان هنالك شبه اجماع على ان انتخب في الدورة الاولية الاصلية، لان الدورة السابقة كانت في الحقيقة دورة تجريبية لسنة، هذه هي الدورة الحقيقية، (4) سنوات، فأنا اشكر كل الذين اعطوني شرف هذا المنصب كما افهم هذا بانه تحميل لمسؤولية كبيرة، مسؤولية في ظروف خاصة.
*واضاف السيد رئيس الجمهورية :
-المناصب التي مدتها محددة هي فقط مجلس الرئاسة لـ(4) سنوات، اما رئاسة الوزراء والوزراء فلم ينتخبوا لـ(4) سنوات رئيس الوزراء يستطيع غدا ان يقدم الاستقالة او البرلمان يستطيع ان يسحب الثقة من الحكومة بعد عام او عامين ولكن مدة البرلمان حقيقة هي اربع سنوات حتى رئاسة الجمهورية يمكن للبرلمان ان يسحب الثقة منها، فالشيء الدائم خلال الـ(4) سنوات، الوحيد الدائم هو البرلمان، وانا اعتقد ان كل واحد مسؤول عندما ينتخب يجب ان يتذكر ان وراءه محاسبة، محاسبة برلمانية، محاسبة شعبية وبالتالي بالامكان ازاحته في اي لحظة يخرج فيها عن القانون وعن المسؤوليات المعطاة اليه.
*وعما يقال بان الخلط بين الاستحقاقين الانتخابي والوطني خلق ازمة قيادة في العراق، قال الرئيس مام جلال :
-انا اعتقد ان هذا غير صحيح لانه لا تعارض بين الاستحقاق الانتخابي والاستحقاق الوطني، فالانتخاب افرزت طبعا نتائج محددة ومعينة، ولكن ايضا في نفس الوقت الانتخابات فرضت مسؤوليات على الفائزين وعلى القوائم الفائزة، وهذه المسؤوليات ليست مسؤوليات مطلقة غير محدودة انما هي مسؤوليات وطنية ملتزمة بالقيم والمبادئ الضرورية لتقدم العراق وازدهاره واستقلاله وبالتالي فان حساب الاستحقاق الوطني من اجل تحقيق الوحدة الوطنية ومن اجل تحقيق جبهة داخلية وطنية موحدة بوجه الارهاب والتكفيريين هو شيء مهم وشيء ممتاز.
*وعن تدخل قادة الكتل السياسية في بعض شؤون الدولة، قال :
-تدخل قادة الكتل السياسية هو مظهر من المظاهر الديمقراطية، الكتل السياسية انتخبت وفق برنامجها من قبل الشعب ومن حق هذه الكتل ومن حق قادتها ان يتدخلوا، ان يبدوا رأيهم وان يناقشوا وان يقدموا مقترحات وان يرفضوا وان يقبلوا، هذه المسألة طبيعية لان التجرية الديمقراطية في العراق فريدة وجديدة لذلك الناس يتعجبون، مثلا خذ ايطاليا كمثل مرت سنين ايضا كانت فيها مثلا العديد من الاحزاب ليس هنالك حزب الاكثرية، مرت بمشاكل مثلنا، خذ اسرائيل، عندما تشكلت الحكومة من احزاب من اليمين واليسار والوسط تجتمع وتختلف...الخ، فالبلدان التي تمارس الديمقراطية حتما فيها حق للتدخل، ولكن التدخل بحدود معينة وفي صلاحيات معينة، بالنسبة للتوافق انا اعتقد مبدأ التوافق الذي اقره مجلس الحكم في العراق، وهذا المبدأ الذي اقرته الكتل العراقية السياسية جميعا هو مبدأ يتفق مع الواقع العراقي، على قياس العراق، لماذا ؟ لان العراق – والله خلقه هكذا – متألف من قوميتين رئيسيتين القومية العربية والقومية الكردية ومن قوميات اخرى كالقوميات التركمانية والكلدوآشورية، يتكون العراق من مسلمين ومسيحيين، المسلمون ينقسمون الى سنة وشيعة، السنة ينقسمون الى الشافعية والحنفية والشيعة ايضا في العالم منقسمون الى طوائف متعددة، ايضا انا اتعجب عندما يقال ان هذا من صنع الاحزاب العراقية ومن صنع الامريكان، لا، هذا من صنع التاريخ، هذا موجود من مئات السنين، لكن كان هنالك من قبل حكم وحشي دكتاتوري يقمع المواطنين لا يستطيع الانسان ان يعبر عن مشاعره لكن الآن، لا، هناك مجال للديمقراطية، فهذا شيء طبيعي.
*وعن المبادرات والدعوات ومآدب الغداء السياسية من اجل توحيد القوى العراقية، قال السيد رئيس الجمهورية :
-فعلا نحن مررنا بتجربة، تجربة مفيدة وفريدة، في البداية كان هنالك تشنج كبير، كان هنالك تعصب وتخندق، بحيث انه مرت فترة كان الجلوس على طاولة واحدة لبحث الامور السياسية غير ممكن وكانوا يرفضون، فكنا نحاول نحن، نجتمع بالاخوة في الائتلاف على حدة وبالاخوة في التوافق وبالاخوة في العراقية ونذهب من هنا الى هناك، اخيرا اقترحت عليهم لقاء على مائدة الغداء بعيدا عن الشؤون السياسية فوافق الجميع وتقبلوا وبعد هذه المقابلة بدأت العلاقات والمقابلات وفي البداية كانت صعبة ولكن تدريجيا وجدت في الحقيقة ان المسألة لم تكن صعبة كما كان يتوقع الآخرون انما كانت جيدة واللقاء والتقارب ادى الى ان يتفاهم بعضنا البعض بشكل احسن، مثلا انا اعتقد كان هنالك تصور عن الاخ الدكتور طارق الهاشمي الذي هو نائب رئيس الجمهورية، في الحقيقة الآن بعد هذه الفترة من الممارسة من قبل الاخ طارق الهاشمي كل الصورة السلبية تحولت الى ايجابية، تبين العكس، ان هذا الرجل ليس كما كان يفهم او كما كان البعض يحاول ان يصوره، فاللقاء والتقارب كشف حقيقة الرجال جميعا، حقيقتنا جميعا لبعضنا البعض، انا اعتقد الآن الجو احسن ونعتقد ما تم في الحقيقة تحقيق لنوع من المصالحة ايضا لجانب الوحدة الوطنية، بدل ان يتقاتل الكرد والعرب، الشيعة والسنة، الآن يتصالحون ويعملون بصورة مشتركة ويتضامنون ويتحالفون، هذا تقدم كبير قياسا بالوضع الذي كنا فيه بالوضع الذي كان العدو يريده لنا، فأنا اعتقد الآن الوضع احسن بكثير، لكن طول المدة كله لا يعود الى الاحزاب، فترة طويلة لجنة الانتخابات لم تعلن النتائج الرسمية، اكثر من نصف الوقت مضى لان الانتخابات لم تعلن بصورة رسمية وبالتالي انا اعتقد بعد هذه الفترة الصعبة التي مر بها شعبنا العراقي ولم يتمرس فيه الجيل الجديد او الاجيال الجديدة الديمقراطية واساليبها واحابيلها وحيلها وألاعيبها ولكل ذلك يجعل الانسان مقتنعا بانه ممكن ان يحدث هذا في جو كالعراق.
*وفيما يخص الملف الامني وهوية المسلحين الذين تحاور معهم، قال الرئيس طالباني :
-اولا، انا اعتقد ان الامن في العراق ضرورة حياتية، ضرورة حياتية لضمان الوحدة الوطنية، ضرورة حياتية لضمان حكومة الوحدة الوطنية، ضرورة حياتية للامن والاستقرار والازدهار الاقتصادي، لذلك الامن بعد المصالحة له الاولوية في المهام المطروحة علينا جميعا، وانا من قديم الزمان مؤمن بان تحقيق الامن والاستقرار يحتاج الى خطة شاملة سياسية، اعلامية، اقتصادية، عسكرية وتحاورية، الحوار ليس فقط مع المسلحين انما حتى مع الجيران، الحقيقة انني دعوت علنا، قلت انه بصفتي رئيسا للجمهورية انا مسؤول عن كل العراقيين حتى العراقي الذي يرتكب جريمة ويذهب الى السجن انا مسؤول عن حياته، وبهذه الصفة انا مستعد ان احاور اي عراقي مهما كان الاختلاف بيني وبينه، حتى اذا كانت هناك عداوة لابد من ان استمع اليه وانا دائما اردد الآية الكريمة التي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم [ فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه ]، هذه الآية الكريمة تجعل من واجب المسلم ان يستمع الى ما يقال، الله يبشر الذين يستمعون القول لكن يتبعون احسنه، فلذلك يبدو ان هذا القول له بعض الصدى عند المسلحين، انا اروي لك الحقيقة كما حدث والله العظيم، في احدى الامسيات كنت في البيت ببغداد، جاء احد الاخوان من السكرتارية قال هنالك شخص يسمى ابو مصطفى يريد ان يزورك، هذا صديق قديم، ضابط وطني، كان ايام الدكتاتورية كان صديقنا ونتعاون مع بعض، فقلت : انا مشتاق له فليتفضل، اتى هو ومعه (4) اشخاص، هو طبعا رجل ليس له علاقة بالمسلحين ولكن يبدو ان هؤلاء عرفوا ان (ابو مصطفى) عنده حظوة لدينا وصداقة فأتوا رأسا الى البيت ورحبت بهم وقالوا :نحن من المقاومة، انا ضحكت مازحا قلت كيف تأتون الى بيت رئيس الجمهورية بدون خوف، قالوا لا نحن نثق بك وباخلاقيتك وسمعنا عنك، فبدأوا يشرحون بانهم لا يريدون الاساءة الى الشعب العراقي ولا يريدون الاستمرار في الاعمال المسلحة، وانهم بدأوا يستاءون من تصرفات الزرقاويين والتكفيريين وانهم الآن وصلوا الى قناعة انه يجب ان يشاركوا في المسيرة السياسية والديمقراطية في البلد فقلت أهلا وسهلا، رووا لي ما بينهم وبين الامريكان، وانهم وصلوا الى مرحلة معينة مع الامريكان، انا شجعتهم، قالوا نريد مباركتك كرئيس جمهورية، قلت انا اريد اقول لكم بصراحة، الامريكان عندما فاوضوكم استشاروني، الامريكان قالوا لي : بصفتك رئيس الجمهورية لدينا عرض هل تمنع، قلت لا انا اؤيد ان يجري الحوار فهؤلاء الاخوان بعد ذلك اتوا عندي الى السليمانية ايضا تكرر نفس الشيء والآن ايضا انا لدي صلة عن طريق وسطاء ليس عن الطريق المباشر، يقولون لي انهم يريدون ان يتم هذا التحالف او التصالح الوطني او انهاء القتال والعودة الى المسيرة السلمية عن طريقي او بمباركتي او بدعمي فأنا طبعا ارحب بذلك لان هؤلاء الذين اتوا الي ليسوا صداميين وليسوا تكفيريين، هم عراقيون من العرب السنة مستاءون من بعض التصرفات او عندهم نوع من الاشكالات او فهم الآخر، طبعا انا قلت لهم ان ما يجري بيننا ليس تفاوضا، انا كرئيس جمهورية غير مخول بالتفاوض، التفاوض من صلاحيات الحكومة، الاخ الاستاذ نوري المالكي هو القائد العام للقوات المسلحة حسب الدستور وبالتالي هو المسؤول الاول عن هذه المسائل والحكومة هي التي تقرر التفاوض او التحاور او العفو العام، انا اذن لست الا مشاورا او عراقيا يبدي رأيه، فما يجري بيني وبين هؤلاء الاخوة من المسلحين ليس تفاوضا، انما هو نوع من الحوار العراقي الاخوي، انا امهد لهذا التفاوض، اذا هؤلاء الاخوة ايضا عندهم عروض سأعرضه على مجلس الوزراء، على السيد الاخ رئيس الوزراء، وهو يتفضل ببحثه مع الوزراء، وبالتالي القرار يكون بيد مجلس الوزراء، نحن صحيح نستطيع ان نسهم في المشاوات بتوصيات ونعطي مقترحات ولكن القرار النهائي التنفيذي هو بيد مجلس الوزراء.
*وعن هوية هذه الفصائل المسلحة، قال الرئيس مام جلال :
-اعتقد انها معروفة ولكن انا مؤتمن على اسمائهم وعلى عدم اعلانها، ان شاء الله قريبا سوف يعطونني التفصيلات وانا اكون مستعدا لاعلانها للرأي العام.
*وحول نتائج هذه الحوارات، قال الرئيس مام جلال :
-حسبما يقول لي الوسطاء وحسبما قال لي الاخوة الذين التقيتهم فانهم مصممون على انهاء الاقتتال، انهاء الفتنة الطائفية، انهاء العداوة للشيعة والكرد والعرب السنة وانهاء القتال وبالتالي حقن الدماء العراقية واصروا على الامن والاستقرار وايضا التصدي للارهاب التكفيري، فان شاء الله اذا حدث هذا يكون شيئا جيدا وممتازا لان الدولة لا يمكن ان تستمر هكذا الى يوم القيامة ساكتة، فان شاء الله نحله بالتي هي احسن ولا نضطر ان نلجأ الى السلاح او الى المقاومة المسلحة والمقاتلة المسلحة ضد الحكومة، انما ان شاء الله نحل المشكلة بالحسنى وحينئذ تبقى عصابات تكفيرية فعلينا جميعا ان نشمر عن ساعد الجد لابادة هذه العصابات، لان هذه العصابات القاعدية الزرقاوية اعلنوا حرب الابادة على الشعب العراقي، هؤلاء المجرمون قالوا ان الشيعة كلهم روافض والكرد كلهم خونة والعرب السنة الذين لا يأتمرون او لا يستجيبون لأوامرهم هم مرتدون، فهؤلاء المجرمون شنوا حرب الابادة على الشعب العراقي لذلك اذا ارادوها حرب ابادة فلتكن حرب ابادة الاعداء التكفيريين فهذه هي المسألة الاساسية، اما اذا استطعنا ان نقنع الاخوة العرب السنة المقاتلين بالحسنى فهذا يكون خيرا لهم ولنا وللعراق جميعا.
*وعن الجماعات غير المستعدة للتفاوض، قال الرئيس طالباني :
-اعتقد انهم الصداميون، او المخدوعون بالقاعدة وإلا غير ذلك فأعتقد ان سبعة من المجاميع على الاقل مستعدة للحل السياسي.
*هل سيتم التعامل مع المجاميع الاخرى التي لا تقبل التفاوض بقانون مكافحة الارهاب ؟
-بكل تأكيد، قانون مكافحة الارهاب سيشمل ليس فقط الذين يقاتلون، بل الذين يساعدونهم، الذين يروجون لهم، الذين يمهدون لهم، بعد هذه المرحلة يجب ان تكون الحكومة حكومة الوحدة الوطنية القوية القادرة على تنفيذ قانون مكافحة الارهاب بشكل واضح وصريح، بحيث لن نسمح لبعض الناس ان يخطبوا علنا ويدعوا الى التآمر والى الارهاب والى الاقتتال بدون محاسبة، الصحف يجب ان تخضع لقانون الارهاب، حتى في المساجد يجب ألا يكون الكلام خارجا عن المصلحة الوطنية والوحدة الوطنية ومعاديا لمصالح الشعب الاساسية.
*وحول الدور السلبي الذي يلعبه الاعلام العربي في العراق الجديد، قال الرئيس طالباني :
-انا قلت مرارا، الاعلام العربي لم يكن بجانب الشعب العراقي، الاعلام العربي كان في العهد الماضي بجانب الدكتاتورية عموما، هنالك استثناءات بالتأكيد، ولكن مع الاسف الشديد مازال الاعلام العربي غير متفهم او غير راغب، او ربما متعمدا، في تفهم الوضع العراقي على حقيقته.
*وعن تحميل رئاسة الجمهورية تأخير بعض العقوبات الصادرة ولاسيما احكام الاعدام، قال الرئيس مام جلال :
-اولا، لم يتأخر لدى مجلس الرئاسة اي قرار او اي حكم بالعكس نحن في حينه قبل فترة اصدرنا بيانا لمجلس الرئاسة بالارقام والتواريخ، بينا فيه ان ما يقال مجرد افتراء واكاذيب، مجلس الرئاسة لم يعرقل ولم يعطل ولم يؤخر اي قرار صادر ضد الارهابيين حتى قرارات الاعدام ونشر هذا، يمكن الرجوع الى البيان الذي صدر عن مجلس الرئاسة بالارقام والاحصاءات والتواريخ.
*وحول ملف الميليشيات والمجاميع المسلحة، قال السيد رئيس الجمهورية :
-اولا، هذه الاخوة الذين سميتهم بالمجاميع المسلحة اقسمهم الى قسمين : قسم هو القوى المسلحة المعارضة للنظام التي قاتلت ضد النظام وقدمت شهداء وقدمت ضحايا وخدمت مهمة نخر النظام الدكتاتوري واسقاطه، هؤلاء لهم وضع خاص لا يمكن ان نقارنهم بما ظهر بعد تحرير العراق، الحزب الذي مثلا الآن ينشئ قوة مسلحة هذه القوة المسلحة لا يمكن ان تقارن بالقوة المسلحة التي قاتلت النظام الدكتاتوري وقدمت الشهداء وقدمت الضحايا وعانت ما عانت من المصاعب والمشقات، اذا هناك فترة التحرير وقبل التحرير، الذين اتوا بعد التحرير يجب ان يعودوا الى اعمالهم الحرة الكريمة بدون استثناء، الذين كانوا قبل التحرير يقاتلون في الاهوار، في السهول، في الجبال، في مختلف الميادين، هؤلاء لهم فضل، لهم حق، لماذا لا نظمئن الى هؤلاء الذين كانت ارواحهم على ايديهم دفاعا عن العراق ولا ندخلهم في القوات المسلحة والشرطة والجيش، ونطمئن الى اناس كانوا حتى امس في القوات المسلحة التابعة للنظام الدكتاتوري الذي حاربناه، هل هذا انصاف ؟ هل هذا عدل ؟ هذا اولا، ثانيا، نحن عندنا قانون، هذا القانون يجب ان ينفذ بالنسبة لحل مسألة الميليشيات، انا بصريح العبارة في هذا المجال وفي مجالات اخرى من دعاة حكم القانون، الحكم للقانون، ما قرره القانون ننفذه وهنالك مجالات واسعة للتنفيذ، القوات التي قاتلت النظام الدكتاتوري طبعا عددها محدود، ليست بمئات الآلاف كما يزعم، هذه الاعداد المناضلة المجاهدة المقاتلة ضد الدكتاتورية لها حق الاحترام والتقدير، يجب الا ينظر اليها نظرة الشك والريب والتوجس، هذا ظلم، انا من دعاة المكافأة والتقدير، ظلم كبير ان تجري معاقبة الذين قاتلوا الدكتاتورية.
*وعن طريقة مكافأتهم، قال الرئيس طالباني :
-ما يقرره القانون ينفذ بحقهم، مثلا ان يعود الضباط الى الجيش، الضباط الذين قاتلوا النظام الدكتاتوري هم احق
من غيرهم بالعودة الى صفوف الجيش العراقي، هذا الجيش الجديد هو جيش التحرير، جيش معاداة الدكتاتورية،
فأنا بجانب اعادة قبول ضباط عراقيين كانوا في الجيش السابق ايضا، وبالتالي من باب اولى ان اكون بجانب اعادة
ضباط عراقيين قاتلوا معنا وفي صفوفنا ضد الدكتاتورية التي تم اسقاطها، هذا حق طبيعي، من ناحية اخرى،
الاخوة الآخرون الذين يريدون مثلا التسجيل في سلك الشرطة نحن لدينا مجالات واسعة، لدينا مجال حرس الحدود،
الشرطة المحلية، شرطة الغابات، شرطة حماية المنشآت النفطية، فأنا اعتقد ان الذي قاتل ضد الدكتاتورية هو اولى
بحماية مؤسساتنا النفطية وهو اكثر حرصا عليها من الذين كانوا الى الامس في صفوف جيش النظام السابق، انا لا
استثني الآخرين، اعتقد ان هنالك في الجيش العراقي آلاف الضباط وانا كانت لي علاقة بمئات الضباط الوطنيين المخلصين للعراق الذين نحتاجهم، الذين صرف شعبنا عليهم اموالا كثيرة، الذين يجب ان يقدروا وان يعادوا الى الجيش في المنصب المناسب، ما عدا الصداميين، الصداميون يجب ألا يسمح لهم بالتقرب من الجيش والشرطة، الصداميون يجب ان يبعدوا
عن الجيش والشرطة والقوات المسلحة لانهم متآمرون لا يؤمنون بالانتخابات ولا يؤمنون بتداول السلطة عن طريق الانتخابات، انما يتآمون لكن في مجالات اخرى انا لست ضد وجودهم، انا مثلا لا اعارض وجود اساتذة في الجامعة او في المدارس كانوا من حزب البعث الصدامي لكن يلتزمون الآن بالقانون الحالي وبالمنهج الدراسي الحالي، او الاطباء او المهندسون والموظفون او السلك المدني، لكن الجيش والشرطة لا، يجب ان يكون الصداميون ممنوعين ومحرومين من القوات المسلحة.
*وعن العلاقات الايرانية – العراقية وموقع العراق من العلاقات والاتفاقات معها، قال الرئيس مام جلال :
-انا اولا اريد ان اكون صريحا وقد لا ترضي صراحتي كل الاطراف، نحن اولا بحاجة الى علاقات جيدة مع جميع دول الجوار بدون استثناء العراق الجديد، العراق الديمقراطي الاتحادي المستقل والمزدهر بحاجة الى علاقات طيبة مع جميع دول الجوار فلذلك يجب ان لا يحدث من جانبنا ما يسيء الى هذه العلاقات وما يعرقلها ويشنجها، ايران قسمان، ايران الشاهنشاهية التي كانت معادية لنا وانا شخصيا كنت اؤيد المعارضة ضد النظام الشاهنشاهي بكل قواي واتعاون معهم ونعمل حتى مع الامام الخميني حيث كان في النجف الاشرف وكنا على اتصال به وكنا طبعا نقدره ونشجعه وحتى مرة ونحن في الجبال كتبنا له رسالة عرضنا عليه وقلنا قوات الثيشمرطة الموجودة تحت تصرفك اذا كنت تريد سنذهب الى ايران لمقاتلة النظام الشاهنشاهي، الشاهنشاهية ولت، جاءت جمهورية ايران الاسلامية، الجمهورية الاسلامية الايرانية لها فضل علينا، نحن هل نستطيع ان ننكر التاريخ ؟ من ساعدنا في المعارضة ضد النظام الدكتاتوري ؟ ساعدتنا سوريا وايران، في ظروف صدقني كنا في بعض الدول حتى الشقيقة العربية لا يعطوننا التأشيرة لزيارتهم كانت ايران تمدنا بالاموال والاسلحة، كانت سوريا تمدنا بالاموال والاسلحة ماذا نقول عن ذلك هل ننكر الجميل ؟ هل ننسى الفضل ؟ الانسان المنصف لا يستطيع ان ينسى الفضل، نحن اذا نشكرهم على ما قدموه لنا من المساعدات، الجمهورية الاسلامية الايرانية مارست سياسة ذكية تجاهنا، ليت الاخوة في سوريا كانوا يحذون حذوهم، اولا فرحوا بسقوط النظام الدكتاتوري وساعدوا على سقوط النظام، لم يقولوا ان الامريكان اسقطوا النظام يجب ان يبقى، طبعا كان لهم ملاحظاتهم لهم وعداء ولكن رغم ذلك فرحوا باسقاط النظام الدكتاتوري لان ايضا هذا كان في الحقيقة نوعا من المساعدة لهم، الامريكان باسقاطهم النظام الدكتاتوري انقذوا ايران من عدو كبير كان صدام حسين يتربص شرا بهم وهذا الجيش الصدامي استعمل ضدهم، ثم الايرانيون مباشرة ايدوا قوى المعارضة العراقية بعد التحرير كما ساعدوها قبل ذلك اي مواصلة سياسة ايرانية مؤيدة للمعارضة العراقية قبل التحرير وبعده في المعارضة وفي الحكم لذلك عندما تم تشكيل مجلس الحكم سارع الايرانيون الى الاعتراف به وارسلوا وفدا لتهنئته دعوا وفدا من مجلس الحكم انا ترأسته وذهبت الى ايران ووقعوا معنا اتفاقات جيدة واعلنوا عن الاستعداد الكامل لمساعدتنا، كنت على رأس الوفد، ذهبت الى ايران معززين مكرمين قابلونا كرئيس دولة وبمستوى عال ذهبنا الى تركيا قاموا بذلك بمستوى اقل لكن مع ذلك قابلونا ووقعوا اتفاقات معنا، لكن الاخوة في
سوريا رفضوا استقبالنا، علمنا بانني لدي صداقة قديمة ووطيدة مع سوريا مازلت اعتز بها لكن رفضوا استقبال
الوفد، قالوا جلال طالباني نرحب به ولكن ليس مجلس الحكم، وبعد ان تم تشكيل الحكومة الانتقالية باركت ايران وعندما جرت الانتخابات ايدوا الانتخابات الثلاثة، ايدوا عملية الاستفتاء ووصفوا نتائجها بالنجاح للشعب العراقي بينما بعض الاخوة الآخرين لم يؤيدوا الانتخابات واعتبروها مزيفة ومزورة الايرانيون ولما انا انتخبت رئيسا للجمهورية باركوا
وايدوا ودعوني وذهبت انا الى ايران على رأس وفد العام الماضي، الايرانيون لما اعيد انتخابي ايضا اول رئيس دولة
بالليل خابرني هو رئيس جمهورية ايران الاخ احمدي نجاد، ارسلوا وفدا الى العراق، قبل فترة جاء وزير الخارجية وتحدث بكلمات طيبة نقدر السفير الامريكي والرد الامريكي ايضا كان حلوا في الحقيقة قال ما تقول للامريكان نحن ماذا بقي لم نفعلها لهم في العراق، ايدنا اسقاط النظام، ايدنا مجلس الحكم، ايدنا هذه المسيرة الامريكية، ايدنا الحكومة المؤقتة، ايدنا الانتخابات الثلاثة، ايدنا نتائج هذه الانتخابات، ايدنا اختيار رئيس الجمهورية، ايدنا رؤساء الوزارات، كل المسيرة التي تجري في هذا البلد باشراف امريكي نحن ايدناها، فأين معارضة ايران او مخالفة ايران او عرقلة ايران للمسيرة السياسية
في العراق ؟ نقلت هذا للسفير الامريكي، قال هذا صحيح ولكن قل لهم نحن ايضا انقذناهم من صدام حسين من
دكتاتورية معادية لهم، كان العراق مكان تآمر ضدهم، حرب (8) سنوات ومشاكل كثيرة وايضا نحن نريد ان نقيم علاقات جيدة معهم.
قصدي ان ايران لها وضع خاص ونحن لا يمكن ان ننسى فضل ايران، انا شخصيا اعتقد السياسة التي تتجرد من الاخلاق والقيم هي سياسة انتهازية سخيفة لا تستحق الحياة لكن هذا لا يعني نحن راضون عن كل شيء تقوم به ايران ولا يعني انه ليست لدينا ملاحظات وهم ايضا لهم ملاحظات لكن هل هي مشاكل مستعصية ؟ كلا، انا اعتقد انه بامكاننا ان نجلس مع الاخوة الايرانيين ونصل الى نتائج في جميع المجالات.
انا مرة قلت انا اعتقد ان المشاكل الموجودة بيننا وبين ايران بيننا وبين تركيا بيننا وبين سوريا قابلة للحل وانا اقترحت ما يلي : انا اقول انني اتحدى الذين يقولون ان هذه المشاكل مستعصية، اعطوني وفدا عراقيا مخولا ازور هذه البلدان الثلاثة اذا نجحت في حل المشاكل اعود الى بغداد اذا فشلت ارسل استقالتي الى بغداد واعود الى السليمانية وانا قلت هذا الكلام قبل شهر بعد تشكيل الحكومة، انا اكرر هذا عن طريق هذا البرنامج فلذلك توجد امكانية واضحة لهذه، طبعا نحن لدينا ملاحظات في مسائل معينة لكن هذه الملاحظات ليست للتشويه والتشهير والتهويل...الخ، نجلس على طاولة المفاوضات نتصارح فيما بيننا ونحل هذه المشاكل.
هذا اولا، ثانيا، المسألة مع تركيا ايضا قابلة للحل، مثلا وجود قوات على الحدود يجب ألا نضخم هذه المسألة لماذا اتت القوات الايرانية للحدود ؟ لان هناك حزب اسمه (ثذاك) هذا الحزب تابع للـ(PKK)، هذا الحزب يذهب الى داخل الحدود الايرانية ويعمل ويرتكب اعمال قتل وسلب ويضع كمائن في الطريق، هل هناك دولة تقبل بهذا ؟ هم اتوا الينا طالبوني ان نحلها قلنا لا نستطيع اننا منشغلون بمسائل كثيرة منها تشكيل الحكومة ودحر الارهاب وبعدها يمكننا التكلم حول ذلك، يجب ان نتفهم هذا الموضوع، فلذلك يجب ألا نضخم، نطلب من ايران رجاء لا تقصفوا القرى ولا تلحقوا الاضرار بالمدنيين وبمصالح العراق وانا لدي نفس الموقف مع تركيا، كما قلت تركيا ايضا لديها افضال علينا في العهد الصدامي، تركيا كانت الممر الوحيد بالنسبة لنا، مئات الالوف من النازحين توجهوا الى تركيا واستقبلتهم بترحاب تركيا لم تعاد المعارضة العراقية حتى المرحوم تورغوت اوزال استقبل وفد (INC) علنا لذلك تركيا كانت مواقفها ودية بالنسبة لنا، طبعا توجد مشاكل تاريخية وحديثة وقديمة مع تركيا ممكن حلها بالمفاوضات وبالحوار.
*حتى بالنسبة لموضوع كركوك ؟
-موضوع كركوك موضوع عراقي لا يجوز لأحد ان يتدخل فيه، نحن اذا اخواننا الترك تدخلوا في موضوع كركوك نقول لهم رجاء اتركوا هذه القضية، هذه القضية قضية عراقية، كما نحن لا يجوز لنا ان نتدخل في موضوع دياربكر، كما ان عرب العراق لا يجوز لهم ان يتدخلوا في موضوع اسكندرونة، هكذا لاخوتنا الاتراك ليس لهم الحق ان يتدخلوا في موضوع كركوك والموصل وغيره ونفس الشيء لايران، ليس لهم الحق ان يتدخلوا في موضوع النجف وكربلاء والسليمانية كذلك ليس لدينا حق في التدخل في خوزستان وفي اهواز والى آخره.
*وماذا عن سوريا ؟
-لسوريا وضع خاص وحساس، اولا قبل كل شيء انا كلما اتحدث عن سوريا يجب ان ابين الشكر لسوريا التي ساعدتنا مساعدة كبيرة، مرت فترة في التاريخ، البلد الوحيد الذي استقبل المعارضة العراقية كان سوريا الذي آوانا، ساعدنا،
سلحنا، هل ننسى كل هذه الافضال ؟ هل ننسى الظرف الذي كنا بحاجة فيه الى بندقية قدمتها سوريا لنا ؟ سوريا
الرئيس حافظ الاسد له فضل كبير علينا، سوريا طبعا في السنتين الاخيرتين من حكم صدام مارست سياسة نحن لم نكن نرضى بها، سياسة كنا نعتقد انها ليست صحيحة ولكن انا لم اسمح لنفسي ولن اسمح لنفسي ان انتقد هذه السياسة واشرحها علنا، هذه نتركها قضية داخلية، نحن اخوان واصدقاء عندما نلتقي نعاتبهم او يعاتبوننا، انا لا ارى من المصلحة ان ننقل العلاقات السورية – العراقية الى المهاترات، الى الاعلام، الى التصريحات المعادية، لذلك تتذكرون انا لم اقل كلمة واحدة ضد سوريا رغم انه في قلبي الكثير من المسائل وفي ذهني الكثير من المسائل اريد ان اطرحها عندما التقي الاخ بشار الاسد.
انا اعتقد ان الطريق الصحيح لحل الخلاف مع سوريا هو الحوار وانا لذلك قلت اعطوني وفدا مخولا وسأذهب الى
دمشق واعتقد سنحل المسألة، موضوعنا الاساسي مع سوريا هو الامن، نحن لسنا مختلفين لا على قامشلي ولا على الموصل، لا نحن نطالب بقامشلي ولا سوريا تطالب بالموصل، المشكلة هي مشكلة الامن، نحن لدينا ملاحظات، نحن اول ما نريده من الاخوة في سوريا ان يعلنوا صراحة تأييدهم للمسيرة الديمقراطية في العراق، عندما يعلنون تأييدهم للمسيرة الديمقراطية اذاً بعدها تترتب عليهم نتائج عديدة حينئذ يمكن ان يرأس رئيس جمهورية العراق وفدا يذهب الى دمشق وانا اعتقد نحل كل المشاكل لكن ليس من مصلحة العراق ولا من مصلحة سوريا ولا من مصلحة العرب ولا من مصلحة الفلسطينيين ان نشن حملة اعلامية على سوريا، ان نزعجهم ونزيد الضغط عليهم، كل ذلك غير مسموح به في المنطق والعقليات.
وبالنسبة لبقية جوار العراق فان الاردن موقفها مشرف والكويت ايضا والسعودية موقفها جيد.
*هل نحن نظام تقليدي ؟
-لا نحن نظام جديد.
*وعن حلفاء العراق، قال الرئيس مام جلال :
-في كل مرحلة يتحدد الحليف وفق متطلبات تلك المرحلة، كل من يؤيدنا من اجل التخلص من الارهاب والتكفيريين هم حلفاؤنا وكل من يقف مع التكفيريين ومع الارهابيين ضدنا هم يضعون انفسهم في موقع العداء، انا قلت في فترة من الفترات رددت الشعار القديم الذي كان الرئيس الخالد جمال عبدالناصر يردده وكان يقول (نعادي من يعادينا ونصادق من يصادقنا)، انا كنت اقول (نصادق من يصادقنا ولا نعادي الا من يعادينا)، في الوضع الحالي لدينا حلفاء كثيرون فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والازدهاري ولكن مسألة الامن مسألة مهمة، انا قبل كم يوم استقبلت الامين العام للاشتراكية الدولية وهي تنظيم واسع تضم (152) حزبا بعضها في الحكم وبعضها في المعارضة ولكنها احزاب قوية، اعلنوا تأييدهم لنا لاستقرار العراق، لازدهار العراق لتخليص العراق من الارهاب، اذا هؤلاء هم اصدقاء وحلفاؤنا واعلنوا استعدادهم حتى لمساعدتنا بشتى الطرق وقد استقبلت نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية ايطاليا الاخ الصديق القديم ماسيمو داليما الذي هو رئيس اكبر حزب يساري في ايطاليا الذي زار العراق لبحث مسألة القوات الايطالية ومواصلة المساعدات الايطالية بشكل سلمي واقتصادي وثقافي وتدريبي للعراق، اذا فان للعراق اصدقاء كثيرين وليست لدينا مشكلة الا مع الذين يعادوننا ويؤيدون الارهاب.
*لماذا تعرقلت اقامة المؤسسات الفيدرالية في العراق ؟
-انا اعتقد الفيدرالية هي احسن نظام في العالم، الفيدرالية جاءت لتوحيد الاقاليم والمناطق لا لتقسيمها، خذوا الدروس من التاريخ ترى ان الفيدرالية جاءت لتوحيد امريكا، لتوحيد كندا، لتوحيد المانيا التي هي امة واحدة وثقافة ولتوحيد العديد من البلدان، الفيدرالية نظام اداري عصري تضمن مركزية معقولة ولا مركزية معقولة تضمن حق الديمقراطية بأحسن اشكالها اذ اهل المنطقة يديرون امورهم بأنفسهم وكذلك تضمن تحالفه مع بقية ابناء الدولة الواحدة، انا اعتقد انه اثيرت مشاكل نتيجة عدم فهم مبدأ الفيدرالية، هنالك بعض الاعتراضات على الفيدرالية من جانب اخوتنا العرب السنة بالنسبة لفيدرالية الجنوب، انا لا ابرر هذه الاعتراضات، واعتقد ان الفيدرالية هي خير نظام لبلدان متعددة القوميات وبلدان متعددة الاجناس.
الرئيس الفرنسي المرحوم فرانسوا ميتران كان يقول ان الدول المتعددة القوميات لا تستطيع ان تعيش الا اذا توفرت فيها شرطان، الفيدرالية والديمقراطية وهكذا تجربة اوروبا الشرقية برهنت ان البلدان التي لم تتوفر فيها الفيدرالية والديمقراطية انهارت الفيدرالية هي مثل الزواج، الزواج الاختياري والزواج القمعي ايهما يدوم اكثر ؟ الفيدرالية اذا طبقت في الجنوب وفي الغرب ستكون لصالح الجميع وتسهل وتمهد للناس الفيدرالية ستحل الكثير من المشاكل وانها لا تؤدي الى التقسيم بالعكس الفيدرالية تؤدي الى تعزيز الوحدة الوطنية، لاحظوا العراق، هل استطاعت الدكتاتورية ضمان وحدة عراقية حقيقية، الوحدة ايام الحكم الدكتاتوري وكنا نحن اربعين سنة في الجبال والجنوب اربعين سنة يناضلون ضد الدكتاتورية كانت وحدة قمعية بحتة.
الشاعر الجواهري يصف هذا الوضع في عهد المالكي ويقول :
ذعر الجنوب فقيل كيد خوارج وشكا الشمال فقيل صنع جوار
يعني من بداية تأسيس الدولة العراقية الجنوب يذعر والشمال يشكو بمعنى انها لم تكن وحدة حقيقية انما كانت وحدة قسرية مفروضة، اليوم تشكلت وحدة اختيارية، اذا الفيدرالية ستضمن وحدة عراقية حقيقية لا مبرر للخوف منها، الذين يزعمون ان الفيدرالية تؤدي الى التقسيم لا يفهمون الفيدرالية.
انظروا السليمانية الناس آمنون مطمئنون يوجد عمران تقدم مفرح هذا خير من خيرات الفيدرالية لذلك الفيدرالية ان شاء الله عندما تترسخ سنرى كيف تؤدي الى ازدهار العراق والى نوع من التعاون، لاحظوا العلاقات الشخصية، العلاقة الشخصية القائمة على المحبة والمودة والاحترام اليست اقوى مئة مرة من العلاقة الشخصية المفروضة بالنظام والقمع والسلاح والتخويف ؟ فالفيدرالية هي العلاقة الودية الاخوية الحرة التي تقوم على مبادئ التوافق والاحترام المتبادل وتحقيق حقوق الجميع.
*وعن فيدرالية كردستان، قال الرئيس مام جلال :
-وجود الفيدرالية في كردستان لم يؤد الى فصل كردستان من العراق، وجود الفيدرالية بالعكس ركز الوحدة العراقية، في غياب دولة بغداد، اقر البرلمان الكردستاني بالاجماع البقاء ضمن العراق على اساس فيدرالي في العراق الديمقراطي.
*كيف يمكن ان تساهموا بانجاح هذه التجربة في المناطق الاخرى ؟
-اعتقد بتعزيز هذه التجربة وبافهام اخواننا العرب ودعوة الوفود الكثيرة ليأتوا الى كردستان ويروا بأعينهم ما يجري وبدعوة القوى السياسية الى الاجتماع احيانا في كردستان والى زيارة المناطق الكردية.
*وجودك في السليمانية هل هو حب للمدينة ام راحة واصطياف ؟
-نعم كلها، اولا انا اريد ان اقول شيئا انا لست من مدينة السليمانية، السليمانية مدينة عزيزة على الاكراد
دائما يسمونها قلب كردستان، انا احب السليمانية حقيقة وانا تعبت حيث ولمدة خمسة وسبعين يوما لم اتمتع حتى بالاجازة الاسبوعية وكانت هناك مشاكل كثيرة كما تعلم فمن حقي ان ابقى كم يوم في السليمانية، السبب الثاني هو انه انا امين عام للاتحاد الوطني الكردستاني وكان هناك احتفالات الذكرى الـ(31) لتأسيس الحزب وغير معقول ان اكون غائبا عنها وكذلك من حقي امارس واجبي الحزبي طبعا انا احب بغداد ايضا واحب دجلة الخير واعشقها وكنا نردد مع الجواهري في الغربة :
يا دجلة الخير يا ينبعا افارقه على الكراهة بين الحين والحين
اني وردت عيون الماء صافية نبعا فنبعا فما كانت لترويني
اشتاق الى بغداد ولكن من حقي ان ابقى كم يوم في السليمانية، كم يوم في اربيل، كم يوم في كركوك.
*وعن كيفية تعامله مع المداولات والمفاوضات مع الاطراف العراقية بتنوعاتها وعما اذا اصيب بالانزعاج، قال :
-انا اتحاور مع القوى الاسلامية السنية والشيعية بينها قوى منفتحة بينها قوى منغلقة قليلا لكن الحوار هو بحد ذاته هو شيء لطيف، انا اعتقد ان التزمت ليس كله من الاسلاميين هنالك احيانا عقائديون يجادلون، انا لم اتعب في حواراتي مع الاسلاميين سواء كانوا شيعة او سنة بالعكس كلما اتحاور معهم ازداد فائدة واطلاعا ونتبادل الفائدة وهنالك مقاييس مشتركة بيننا مصلحة العراق العراق، ولا تنس انا مسلم ايضا انا افهم الاسلام وافهم القيم الاسلامية والمبادئ الاسلامية وانا اناقشهم احيانا هل ما يقولونه هو الاسلام الحقيقي او غير حقيقي فبالتالي انا لم اجد صعوبة في التحاور، مثلا منذ خمسة وعشرين عاما نحن على احسن علاقة مع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وكان المجلس الاعلى يضم احزابا مختلفة ومنذ بداية المعارضة ونحن على علاقة جيدة مع حزب الدعوة ومنذ اكثر من عشر سنوات نحن في علاقة جيدة مع الحزب الاسلامي العراقي فوجود منظمات اسلامية لا يعرقل الاتفاق بالعكس هذه ظاهرة موجودة في مجتمعنا والاسلاميون ينبثقون من واقع المجتمع العراقي ويجب ان نتحاور معهم ونتفاهم ونعتقد هذا امر ممكن.
*هل اثرت زيادة وزنك على كلماتك الرشيقة ام صارت تصريحات ثقيلة ؟
-الكلام لا يصدر عن الجسم، الكلام يصدر عن العقل وعن الضمير وهذا لم يتبدل ياليت عقلي ايضا صار كبيرا اكثر لو بقدر حجمي، عقلي يكبر هذا نعمة من الله لكن العقل يبقى بالحجم الذي خلقه الله فأنا لم اتبدل ولن اتبدل وانا اعاني مشكلة البروتوكولات، حيث رئيس بروتوكولات الرئاسة عندي في رئاسة الجمهورية لا استطيع قبول ما يطلبه مني، اعتقد انا لم اقلل من النكتة حتى علي انا اضع النكات على نفسي واقبل النكات واسمع النكات واجمع النكات اينما كان واليكم هذه النكتة الجديدة :
واحد كردي فتح محلا في الاردن ولكي يروج له سماه محلات (مام جلال وشركائه).
الشرطة الاردنية ذهبوا اليه وسألوه من هم شركاؤه اعطنا اسماءهم، فلم يعطهم الكردي الاسماء فأمروا باغلاق محله. وذهب الكردي وفتح محلا في السعودية وهذه المرة باسم (محلات مام جلال لا شريك له) فاعتقلته الشرطة السعودية كيف تقول ذلك، الله فقط لا شريك له فكيف تكتب ذلك ؟
https://telegram.me/buratha