التقارير

روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط: معا أم على حدة؟

2296 10:15:44 2016-05-20

نشرت صحيفة "إيزفيستيا" مقالا عن ضرورة مزامنة روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خطواتها لحل مشكلات الشرق الأوسط بفعالية.

جاء في مقال الصحيفة:

منذ عشرات السنين والشرق الأوسط موضع مبادرات دبلوماسية مكثفة وتدخلات عسكرية من جانب الدول الكبرى. وتؤكد عمليات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، والعمليات الحربية الروسية في سوريا الموجهة ضد "داعش"؛ وكذلك محاولات الاتحاد الأوروبي اليائسة في احتواء تدفق المهاجرين.. تؤكد أن اللاعبين الدوليين الكبار قلقون من التهديدات المنطلقة من هذه المنطقة. ولكن أيا من منهم لا يريد – ولا يستطيع - بمفرده ضمان استقرار المنطقة.

وعلى خلفية البنود الأخرى لجدول الأعمال العالمي، فإن حوارا بناءً وحتى تعاونا بين واشنطن وموسكو وبروكسل ممكن بشأن مشكلات الشرق الأوسط بالذات، لثلاثة أسباب:

أولا – التهديدات الآتية من المنطقة إلى الجهات الثلاث متماثلة. إذ يمكن في لحظة ما أن تظهر فيها على السطح أولويات مختلفة – الإرهاب، التطرف، تدفق المهاجرين، القرصنة أو ضمان إمدادات الطاقة. ولكن هذه جميعها ترتبط بسبب أولي، هو عدم الاستقرار وضعف سلطة الدولة في المنطقة.

ثانيا – تتمتع روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإمكانيات كبيرة لتحقيق استقرار الأوضاع في المنطقة. إضافة لهذا، فإن إمكانياتها تكمل بعضها بعضا. وكل منها ينجح في مجاله: واشنطن بقوتها العسكرية، وموسكو بالشبكة الواسعة للشراكة مع مختلف الأطراف المتنازعة في المنطقة، وبروكسل بإمكانياتها المالية الكبيرة.

ثالثا- على الرغم من الاهتمام الواضح بأوضاع الشرق الأوسط، فإن هناك مناطق أكثر أهمية منه. وهذا ما يلاحظ في واشنطن وموسكو وبروكسل. وعلى الرغم من قرب روسيا والاتحاد الأوروبي من الشرق الأوسط، فإن بلدانا وبحارا تفصلهما عنه؛ وهما غير مرتبطين به نفسيا وعاطفيا.

ورغم الخلافات القائمة بين روسيا والغرب حاليا وانعدام الثقة بينهما على خلفية الأزمة الأوكرانية، فإنهما وجدا صيغة للتعاون في الشرق الأوسط؛ حيث تمت تسوية مسألة السلاح الكيميائي السوري عام 2013، وكذلك البرنامج النووي الإيراني عام 2015، وتعاونهم مستمر في أفغانستان. وأخيرا بذل الجانبان جهودا كبيرة من أجل التوصل إلى صيغ للمفاوضات لوقف الحرب الأهلية في سوريا.

وبغض النظر عن بقاء الشرقين الأدنى والأوسط منطقة وحيدة في العالم خالية من منظومة للمؤسسات الإقليمية، فإن روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تتعاون فيما بينها في إطار مجموعات رسمية وغير رسمية مثل "اللجنة الرباعية للشرق الأوسط" ومجموعة "5+1" بشأن البرنامج النووي الإيراني.

كما يمكن اعتبار الاتصالات واللقاءات المستمرة بين روسيا والولايات المتحدة منذ عام 2012  بشأن الأزمة السورية أحد أشكال التعاون بينهما. وقد ظهرت حيوية الاتصالات بهذه الصورة بعد إدراج مسألة اليمن وليبيا في جدول أعمالهما. ومن المستبعد أن تتخذ هذه الاتصالات إطارا مؤسساتيا واضحا، لأن ذلك سيثير ردود أفعال سلبية لدى واشنطن. ومع ذلك، فقد اعترفت الإدارة الأمريكية بضرورة إجراء استشارات دورية سواء في المسائل التقنية أو على مستويات أعلى.

[اتصالات مستمرة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا]
Reuters Leonhard Foeger
اتصالات مستمرة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا

بيد أن الوقت لم يحن لتشكيل مؤسسات عامة في الشرق الأوسط على غرار "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" و"قمة بلدان شرق آسيا"، بسبب العداء المتبادل بين دول المنطقة والتأثير الكبير للاعبين من خارجها. وفي الوقت نفسه، يمكن أن تلعب قنوات الاتصال بين الأطراف المتنافسة دورا في استقرار المنطقة. وقد أصبحت مشاورات عام 2015، التي شاركت فيها المملكة السعودية وإيران بشان سوريا خطوة أولى في هذا الاتجاه.

وبالطبع، من السذاجة الاعتقاد بأن مثل هذه الاتصالات ستسمح لبلدان المنطقة بتجاوز خلافاتها. ومع ذلك، فإن قنوات الحوار، التي أنشئت بمساعدة  روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يمكنها أن تخفف بعض الشيء من التوتر في المنطقة. فعلى سبيل المثال، لبلوغ هذا الهدف يمكن تنظيم منتدى للخبراء بشأن مسائل الأمن، على غرار مؤتمر ميونيخ، الذي لا يملك صفة رسمية؛ ولكنه يسمح بمناقشة مسائل مهمة وجوهرية في أجواء غير رسمية.

ولكن، أي المشكلات بإمكان موسكو وواشنطن وبروكسل مناقشتها؟ من الضروري على المدى البعيد تحديد القوى الاجتماعية التي يمكن الاعتراف بشرعيتها. وهذا يعني تحديد الاتجاهات الفكرية غير المقبولة بسبب قربها من القوى المتطرفة والإرهاب، ومع المجموعات التي يمكن الدخول معها في حوار.

كما أن السعي للمحافظة على الأنظمة السياسية الحالية في المنطقة هو واه، كذلك محاولات نشر الديمقراطية الليبرالية فيها. كما أن محاولات فرض تغييرات سياسية على المجتمع المحلي من قبل أطراف خارجية أمر فاشل. وهذا ما بينته الأحداث التي وقعت في شمال أفريقيا والشرق الأوسط منذ عام 2011 وحتى الآن.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك