التقارير

"إسرائيل" والملك عبدالله: الحلف المريب !

2559 16:35:53 2016-04-03

تحت عنوان «محادثات عبد الله السرية»، كشف المعلق الأمني لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، يوسي ميلمان، النقاب عن طبيعة العلاقات السرية بين الأردن والكيان الإسرائيلي كما جاءت في الكلمة التي ألقاها الملك عبد الله الثاني أمام عدد من أعضاء الكونغرس مطلع العام الحالي. وأوضح ميلمان أنه استند في مقالته إلى ما سبق ونشره موقع «ميدل إيست آي» حول كلام الملك عبد الله بشأن التعاون مع الجيش الإسرائيلي في مواجهة سلاح الجو الروسي العامل في سوريا.

وأشارت «معاريف» إلى أن الملك عبد الله أبلغ أعضاء الكونغرس الأميركي أنه تلقى قبل أكثر من ثلاثة أشهر اتصالاً من رئيس أركان الكيان الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت طلب منه أن يجري الأردن اتصالاً مع الجيش الروسي، وأن ينسق معه الخطوات المرتبطة بالحرب في سوريا، منعاً لخطر الصدام بين الجيشين.

وقد وصلت تفاصيل هذه المكالمة الى موقع الأخبار البريطاني «ميدل إيست آي»، حيث أكد الصحافي ديفيد هيرست لـ «معاريف» قيام الموقع بـ «فحص مصداقية الاقتباسات عن محادثة الملك مع جملة من المصادر البريطانية العسكرية والديبلوماسيين وغيرهم من الخبراء، وليس لدينا شك بصحة الأقوال».

واعتبر ميلمان أن ما قاله الملك في اللقاء وتم نشره، «يسمح بإطلالة نادرة على العلاقات الخاصة للكيان الإسرائيلي مع الأردن». عملياً ـ استناداً الى ما كان معروفاً قبل ذلك، ولكن بقوة أكبر الآن ـ فإن للكيان والأردن تحالفاً في المصالح المشتركة، وليس على مستوى الزعماء والقادة الكبار فحسب، بل إن قادة الجيش، كرئيس الأركان، يجرون اتصالات مع نظرائهم من الأردن في موضوع الحدود المشتركة، “الدولتان”، كما يُفهم من أقوال الملك، تنسقان في ما بينهما الخطوات العسكرية، وبالتأكيد في كل ما يتعلق بسوريا.

وبحسب الملك عبد الله، فإنه «بعد مكالمة آيزنكوت، اتصلنا بالروس، وبعث بوتين إلينا مبعوثاً خاصاً»، ولكن قبل أن يلتقي الملك بالمبعوث الروسي، استدعى الى قصره في عمان للمشاورات رئيس الموساد، «وبحثنا في فكرة كيف نضع الروس في مكانهم»، ولم يذكر الملك الموعد الذي التقى فيه رئيس الموساد، وعليه فمن الصعب أن نعرف إذا كان هذا تامير باردو ام خليفته يوسي كوهين، الذي تسلم مهام منصبه في السادس من كانون الثاني 2016، قبل بضعة أيام من زيارة وحديث الملك في واشنطن.

وأوضح ميلمان أن ملكي الأردن ـ حسين وعبد الله ـ التقيا بين الحين والآخر مع قادة الموساد، مثلما شهد في الماضي شبتاي شافيت، افرايم هاليفي وداني ياتوم، يمكن التقدير بأن القصر الملكي في عمان لم يكن غريباً أيضاً على مئير دغان، الذي توفي الشهر الماضي، العلاقات الخاصة مع الأردن بشكل عام، ومع الملك بشكل خاص، هي ذخر هام للموساد، مثلما هي لباقي جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي، منذ الستينيات، قبل عقود من توقيع “الدولتين” على اتفاق السلام في 1994.

وبحسب الملك الأردني، «عندما نتحدث عن جنوب سوريا، فإننا (المقصود الأردن والكيان الإسرائيلي) نتحدث بشكل مشترك»، بتعبير آخر، فإنه عندما تنسق الكيان إسرائيلي المواقف مع روسيا، فإنها لا تفعل ذلك باسمها فقط، بل وأيضاً باسم الأردن، وبالعكس. عندما يتحدث الملك عن ذلك مع الروس فإنه «يتحدث باسم الإسرائيليين»، على حد تعبيره.

وفي لقائه مع أعضاء الكونغرس، كشف الملك الأردني النقاب عن أن الطائرات الحربية الروسية حلقت في الجو للمراقبة والتجسس على منظومات الدفاع الإسرائيلية، هنا تجدر الإشارة الى أن رئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة دفاع الكيان الجنرال عاموس جلعاد كشف النقاب، قبل شهر ونصف من زيارة الملك الى واشنطن، عن معلومات تتسم الآن بأهمية إضافية، فقد قال جلعاد في حينه إن طائرات حربية روسية تسللت إلى الأراضي المحتلة. وبحسب جلعاد، خلافاً للرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي أمر سلاح الجو في بلاده بإسقاط طائرة روسية، وفي أعقاب ذلك تورط مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قرر الكيان الإسرائيلي تجاهل إهانتها وخرق سيادتها.

ومع ذلك، يقول الملك عبد الله إن أحداث تسلل طائرات روسية الى الأراضي المحتلة واقترابها من حدود الأردن لم تمر بلا رد، وروى أنه في إحدى الحالات، اقتربت طائرات قتالية روسية من حدود الاراضي المحتلة والأردن، ولكن هذه المرة «واجهت طائرات قتالية إسرائيلية وإردنية من طراز إف 16 عملت بشكل مشترك في المجالين الجويين الاراضي المحتلة والأردن». وبحسب التقارير، أشار عبد الله الى أن «الروس صُدموا وفهموا بأنهم لا يمكنهم أن يستفزونا» (أي الكيان الإسرائيلي والأردن).

وكانت نُشرت في الماضي تقارير في وسائل الإعلام الأجنبية عن التعاون بين سلاحي جو “الدولتين”. وبحسب أحد التقارير، فبسبب المساحة الصغيرة للكيان الإسرائيلي، يُسمح لطائرات سلاح الجو لديها بالطيران والتدرب بمحاذاة سماء الأردن. وقبل بضعة أسابيع، نُشِر بأن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي والأردني حلقت معاً في مناورة مشتركة في الولايات المتحدة، وفي الطريق شحنت طائرات إسرائيلية الطائرات الأردنية بالوقود. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يُكشف فيها في منشورات أجنبية أن مصدراً على هذا المستوى والصلاحية مثل ملك الأردن يكشف النقاب عن أن سلاحي جو “الدولتين” يعملان بتنسيق ميداني وثيق بهذا القدر. وتشير هذه المنشورات الى عمق وجودة التعاون العسكري بين “الدولتين”.

110-2

وأوضح الملك الأردني: «لا أريد أن أكون معتذراً عن الروس وشارحاً لهم، ولكن في منطقة الحدود الاراضي المحتلة ـ الأردنية، تعمل مجموعة أردنية من القاعدة ولا يمكننا أن نعمل ضدهم إذا لم ننسق مع الروس». ومع ذلك، على حد قوله، «في كل الأحوال توجد مشكلة في العمل ضد جبهة النصرة لأن الكيان يغض النظر عنهم لأنها ترى فيهم قوة تعارض حزب الله». وينبغي التشديد على أن مصادر أمنية إسرائيلية تؤكد المرة تلو الأخرى بأن ليس لها أي علاقة، مباشرة أم غير مباشرة، مع «جبهة النصرة»، ولكن أقوال الملك تضع هذا النفي قيد الشك.

ويشكل كلام الملك عبد الله أمام أعضاء الكونغرس أوضح شهادة عن حجم المشاركة الأردنية في العمليات العسكرية في أنحاء العالم. فبالتعاون مع بريطانيا، تم إرسال مروحيات «فوما» للمشاركة مع الجيش الكيني في محاربة منظمة «الشباب» الصومالية. وشرح أن القوات الخاصة الأردنية تؤدي دوراً هاماً في عمليات سرية مع الوحدات البريطانية المتفوقة «اس.أي.اس» في الحرب ضد «داعش» في ليبيا. وشرح قائلاً إن «جنودنا يعرفون الواقع العربي لليبيا».

وبحسب صحيفة «الغارديان» وموقع «ميدل إيست أي»، فإن تسريبات «شهادة» الملك عبد الله أمام الكونغرس كشفت أنه تطرق إلى السياسة التركية، معتبراً أن «إردوغان يؤمن بحل إسلامي راديكالي لأزمات المنطقة، وأن حقيقة أن الإرهابيين يصلون إلى أوروبا هي جزء من سياسة تركيا»، وبحسب التسريبات أيضاً، فقد وصف ملك الأردن «التحالف الإسلامي» الذي أنشأته السعودية بأنه «محدود الفعالية».

أمس، نفى مصدر في الديوان الملكي الأردني صحة الكلام المنسوب للملك عبد الله حول التحالف الإسلامي بأنه محدود الفعالية والنتائج، وأن انضمام بلاده ودول أخرى إليه جاء لأنه «غير ملزم».

ونقلت وكالة «بترا» عن المصدر قوله «إن ما تم تناقله مؤخراً من بعض وسائل الإعلام وما نُسب إلى الملك عبد الله الثاني بصورة مشوهة يهدف إلى الإساءة إلى الأردن وعلاقاته مع دول شقيقة وصديقة»، مؤكداً «اعتزاز الأردن بعلاقاته التاريخية الراسخة مع السعودية ووقوفه الدائم إلى جانبها في مختلف الظروف».

المصدر .. البديع

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك