في مثل هذه الأيام مرور خمسة وعشرين عامًا على الانتفاضة الشعبانية المباركة التي انتهت بخذلان دولي وقمع شرس من قبل النظام البائد.
ويشير موقع (ويكيبيديا) أن الانتفاضة الشعبانية بدأت من مدن جنوب العراق وتحديداً من مدينة البصرة بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت وتدمير آلياته من قبل القوات الأمريكية. الأمر الذي اضطر الجنود العراقيين للعودة سيراً على الأقدام إلى العراق، وعلى أثر هذا قام أحد الجنود العراقيين في فجر الثاني من آذار من عام 1991 بإطلاق النار على تمثال للرئيس العراقي آنذاك صدام حسين وانهال عليه بالشتائم والسباب.
وكان هذا في ميدان يدعى ساحة سعد في البصرة لتنطلق شرارة الانتفاضة الشعبية التي سرت بسرعة كبيرة جداً في أنحاء العراق.
وخلال يومين فقط عمت الانتفاضة أغلبية مناطق العراق الأخرى ومنها ميسان والناصرية والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة وواسط والمثنى والديوانية وبابل، وسرعان ما وصلت إلى مدن شمال العراق دهوك، السليمانية، أربيل وكركوك.
وفي ظل هذه الأوضاع بدأ النظام باستخدام أساليب القمع كافة لإيقاف الانتفاضة واستخدام طائرات الهليكوبتر التي أرسلتها أمريكا للنظام بحجة نقل الجرحى والمصابين من الكويت إلى العراق، إلا أن النظام استخدمها بقصف المدن وإيقاف الانتفاضة ووصل الأمر بالسلطة لاستعمال الأسلحة الكيمياوية ضد المواطنين، وضرب العتبات المقدسة وبيوت العبادة بدون مراعاة لحرمتها وقدسيتها، ومن أهمها مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف والعتبتين الحسينية والعباسية بكربلاء المقدسة التي تعرضت لأضرار فادحة وهدمت أجزاء منها ولم يسلم من لاذوا بها من التقتيل والاعتقال.
وأعقب ذلك اختفاء مئات الآلاف من الشباب والأطفال والشيوخ وحتى النساء بعد اعتقالهم على يد جلاوزة النظام الصدامي حتى تم العثور على آلاف المقابر الجماعية بعد السقوط المدوي للنظام في العام 2003، حيث ضمت تلك المقابر الأجساد الطاهرة لأبناء هذه الأرض التي ارتوت بدمائهم لتكون شاهدة على الظلم والعدوان.
The tattered shoes of the dead, recovered from mass graves in the area of Mussaib, form a grim pile of evidence.
س م/ س ف