من المؤكد أن هناك مجموعةً من العوامل والأسباب التي تدفع السيدات من جنسيات مختلفة من العالم للانضمام إلى “داعش”، والعيش على أرضها برغم الظروف الصعبة التي تواجههن، وتتنوع تلك الأسباب التي تدفعهن إلى هذا الاتجاه، والتي يمكن إجمالها في الآتي:
الدوافع الشخصية، وهي ترتبط غالبًا بالنساء السوريات والعراقيات، ففي ظل الصراع القائم في كلٍّ من سوريا والعراق؛ تَعَرَّضَ كثيرٌ من النساء لظروف قاسية دفعت بهن للانضمام لتنظيم داعش فمنهن من فقدت أبناءها أو زوجها أو أفراد أسرتها بالكامل، أو تعرضن للخطف أو التعذيب، ومنهن أيضًا من هُدّمت منازلهن فكان خيار الانضمام إلى “داعش” هو الحل الأمثل ، إضافةً إلى إمكانية العيش في ظل حمايةٍ جديدة.
الدوافع الطائفية، ففي ظل الحرب الأهلية بالعراق وسوريا، تحول الصراع من صراع سياسي إلى صراع طائفي بالدرجة الأولى، وهو ما دفع بالعديد من النساء إلى القتال إلى جانب “داعش”، ليس من باب القناعة بفكر التنظيم بقدر ما هو من باب “الجهاد” من أجل الدفاع عن عقيدة “أهل السنة”.
الدوافع الأيديولوجية، وتتمثل في الجاذبية الفكرية الموجودة في الفكر “الداعشي”، كما أن إعلان التنظيم “الخلافة الإسلامية” وتنصيب “خليفة” للمسلمين قد مسَّ وترًا حساسًا عند كل الإسلاميين بصفة عامة، والجهاديين بصفة خاصة.
الدوافع الاجتماعية، تواجه العديد من النساء في المجتمعات الغربية غالبًا حالةَ اغتراب في مجتمعاتهن، فمعظم المنحدرات من أصولٍ غربيةٍ المنضمات لداعش -وفقًا لمصادر غربية- يأتين من أسر ملحدة، ويهودية، يرفضن اعتناق أبنائهن الإسلام، على عكس الغربيات ممن ينحدرن من أصول إسلامية وأسر ممارسة لشعائر الإسلام، مما يدفعهن إلى السفر للالتحاق بداعش من أجل العيش في دولة إسلامية لا يشعرن فيها بأي اغتراب.
وقد حرص تنظيم الدولة أن تكون “الأرامل السود” أشهر الفصائل النسائية الداخلية وأخذت “الكتائب النسائية” في تنظيم داعش تتطور حيث منحت أدوار تنفيذية كتقديم الدعم المعنوي والرعاية الطبية واعداد الطعام إلى جانب مراقبة السلوك العام للنساء مما حفز النساء إلى التهافت للانضمام لهذا التنظيم. كما عهد التنظيم إلى المرأة أدوارا تنفيذية أخرى كان من أهمها تقديم الدعم المعنوي للمقاتلين وجمع المعلومات الاستخبارية وشكلت كتيبتين الأولى سمتها “كتيبة الخنساء” والكتيبة الثانية ” كتيبة أم الريحان” في محافظة الرقة السورية وهذه الكتائب لديها دور الشرطة النسائية والأخلاقية وتقودها نساء برتبة لواء بجيش التنظيم وحددت مهام هذه الكتائب بمراقبة السلوك العام للنساء وتطبيق الشريعة الاسلامية وتفتيش النساء المنقبات عند نقاط التفتيش إلى جانب منع اختلاط الرجال مع النساء والتأكد من أن النساء بأقصى درجات الاحتشام.
https://telegram.me/buratha