رحل الدكتور أحمد عبدالهادي الجلبي؛ في ظرف مفاجيء غامض، وكان ينتظره كثيرون لفضح ملفات تعاون الفساد والبعث، وبعد حياة مضنية وصراع مع الدكتاتورية؛ مستثمراً ثراءه وعلاقته مع المؤسسة الأمريكية؛ لإسقاط نظام البعث.
توفى الجلبي وفرح قطيعين من ألدْ أعداء العراقيين، وإبتسمت الأفاعي برحيل ثعلب السياسة.أعداءه صنفان بغاية واحدة؛ بعثية وفاسدين لا يجيدون سوى العنتريات الإنفعالية والإستئثار بالسلطة، وبطون جائعة شبعت من الفساد وتكلمت الطائفية؛ فأضرت بالطوائف وتعاملوا بسطحية؛ فطافت شوائبهم بحنين على الدكتاتورية بنسختها الديموقراطية، ومحاربة عوائل وتيارات قدمت ما تملك لخدمة العراق، وكان الجلبي أحد مهندسي هدم الدكتاتورية، وواحد من واضعي لبنة العراق الجديد، ورغم دخوله مع الأمريكان إختلف معهم لأجل العراق.
قد يكون الجلبي واحد من الشخصيات، التي فهمت مبكراً واقع المخططات العالمية، وماذا تُريد أمريكا وما هو حلم العراقيين، وأن البعث أفعى لابد من قطع رأسها، فتولى هيئة إجتثاث البعث، وشكل لجنة عليا لتقنين ومراقبة المشتريات والعقود في حكومة الجعفري، وشيء فشيئاً سُحبت صلاحياته من الإجتثاث، وإلغيت لجنة مراقبة العقود الحكومية؟! فعاد البعث بالإستثناءات، وتفشى الفساد في معظم مفاصل الدولة.
ما يؤلم الجلبي ويضع كثير من علامات الإستفهام، ويقف حاجر أمام طموحاته، أنه لم يأخذ فرصته المناسبة، وبعض رفاق الدرب من أقل منه شأناً وحديثي العهد بالسياسة؛ رددوا إتهامات البعث له، وألصقوا به إتهامات الفساد والطائفية، وندهم لا يُخطي في الرياضيات وأرقام وكسور السرقات، وضحى ولم يستأثر بالسلطة، كما وصفه الرئيس الأسبق جلال الطالباني " يا مَنْ تعب يا مَنْ شكـَه، يا مَنْ على الحاضر لكـَه".
رحل الجلبي وترك خلفه البعثيين والفاسدين مجتمعين على قتل العراقيين، وإستهداف من يقف بطريقهم، رحل ولم يكمل حلمه بفضح الفاسدين بالدليل والأرقام والوثائق، ومثلما عاش حياة مثار للجدل، تركت وفاته تساؤلات؛ تجيب عليها شماته البعث والفاسدين؟!
طالبت عائلة الفقيد بتشريح الجثمان، والشكوك منطقية؛ في ظل تمركز البعث والفاسدين في مفاصل الدولة.
الفقيد الدكتور احمد الجلبي، من بين أصلب القادة وطنية وأشدهم كرهاَ للبعث والفاسدين، ضحى بحياته وثراءه من أجل العراق، ومن الشخصيات التي تجتمع عليه القوى السياسية، وطنياً لم يرتدي ثوب الطائفية، ومحل إجماع ومثلما حارب البعث والدكتاتورية، فقد حارب الفساد والإرهاب، وضحى وجاء إنتهازيون كثيرون على الحاضر، متناسين التضحيات، وحاولوا محو التاريخ والإنسلاخ من جلدهم، ولكن التاريخ سيشهد لك يا أبا هاشم ولرفاقك وللعوائل التي قدمت قوافل الشهداء، وسيذكر من ضحى للعراق ومن حاول العبث، وسوف تكشف الأيام هل مات الجلبي مسموماً؟! وهل أن الفساد والبعث هما الحاكمان، في دولة تحكمها حيتان جائعة؛ فشبعت من الفساد، ولها عصابات تصول وتجول؟! وسيبقى العراقيون مدينين لك؛ لأن الخلاص من البعث لا يُقدر بثمن، وتستمر الحرب مع الفساد، الذي فسح المجال وساعد الإرهاب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha