التقارير

خطة تقسيم سورية والعراق بدأت.. فهـل تنجح؟

2043 08:38:15 2015-09-19

ان الشكوك حول نوايا الإدارة الأمريكية الخبيثة تجاه سورية بدأت تظهر حين تقدم الرئيس أوباما مطلع هذا العام بطلب إلى الكونجرس للحصول على صلاحيات واسعة لقتال «داعش” دون قيود جغرافية، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة إعلان حرب على العراق وسورية بغطاء سياسي يتخذ من الإرهاب ذريعة لاحتلال البلدين، غير أن الكونجرس وإن لم يعارض التدخل الجوي، إلا أنه وضع قيودا على أية مغامرة برية محتملة.وهو الأمر الذي دفع الرئيس «أوباما” لاعتماد خيار «المعارضة المعتدلة”، لكن هذه المرة تحت مسمى «سورية الجديدة”، وعملا بنظرية المخابرات التي تقول بـ”ضرب الإرهاب بالإرهاب”، فخرج أوباما ليعلن حرفيا في مؤتمر صحفي عقد مطلع شهر تموز الماضي «نحن ندرب قوات داعش”.. هكذا نطق السفيه بما فيه من دون أن ينتبه لزلة لسانه، إلى أن سارع البيت الأبيض لتصحيح الخطأ من خلال إفادة خطية وزعت على الإعلام لتصحيح الزلة غير المسبوقة في تاريخ البيت الأبيض.لكن باعتقال «جبهة النصرة” لعناصر من المقاتلين الذين دربتهم أمريكا في تركيا (60 مقاتلا)، أصدر البيت الأبيض إعلانا يعترف فيه بفشل برنامج تدريب «المعارضة المعتدلة”، فاقترح الجنرال «ديفيد بترايوس” (الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية) إعادة تدوير بعض من عناصر تنظيم «القاعدة” بشكل فردي وجماعي من خارج أطرهم التنظمية، لاستخدامهم في القتال ضد «داعش”، وهي طريقة مبتدعة للالتفاف على قرار حظر التعامل مع المنظمات المصنفة في القائمة السوداء الأمريكية.. وللإشارة، فالأمر يتعلق بذات الفكرة التي سبق وأن طبقها الجنرال بترايوس في العراق عام 2007 لمكافحة التمرد السني.ومن دون توضيحات، أرسلت الإدارة الأمريكية قوات خاصة من البنتاغون وعناصر من المخابرات المركزية (سي أي إيه) إلى سورية في إطار مهام خاصة من خارج إطار التحالف الدولي ضد «داعش” الذي يقوده الجنرال ‘جون آلين’، لكن يعتقد أنها تعمل بشكل مستقل على توحيد التنظيمات الإرهابية في إطار جيش «سورية الجديدة” واستهداف القادة الذين يرفضون الانضمام إليه، وفي ذات الوقت تحضر بنك الأهداف التي يفترض قصفها في الحملة المكثفة المقبلة، وهناك معلومات تتحدث عن خطة لاحتلال المطارات في الشمال لاستعمالها لاحقا من قبل القوات الأطلسية، كما وأن القوات الأمريكية تمد «جبهة النصرة” بإحداثيات مواقع وتحصينات الجيش العربي السوري وصورا عن تحركاته التي ترصدها الأقمار الصناعية، الأمر الذي يفسر تقدم الإرهابيين في بعض الجبهات وتحقيقهم لبعض الإنجازات النوعية كالسيطرة على مطار «أبو الظهور” في إدلب مثلا وهجومهم الواسع والمركز اليوم على مطار دير الزور وريف القنيطرة.غير أن ما كشف المستور بشكل فاضح، هو تصريح وزير الخارجية الفرنسية ‘لوران فابيوس’ الذي يتحضر لمغادرة الحكومة قبل نهاية العام الجاري، والذي قال على هامش «المؤتمر الدولي لضحايا أعمال العنف العرقي والطائفي في الشرق الوسط” ، أن هدف المؤتمر هو «أن يبقى الشرق الأوسط كما هو منطقة تنوع يوجد فيها مسيحيون وإيزيديون وغيرهم”، لكنه، عن قصد أو من دونه، كشف عن أحد أهم وأخطر أهداف الحملة الأمريكية في سوريا والعراق، والتي تشارك فيها فرنسا وبريطانيا بقوة، مشددا على أن عددا من الدول ستعلن عن تعهدات مالية في الأشهر المقبلة لمشاريع تتراوح بين إعادة بناء البنية الأساسية وإعادة الخدمات وتدريب الشرطة المحلية في ما أسماه بـ «المناطق المحررة” من سيطرة تنظيم «داعش”.. وهذا هو جوهر الخطة الأمريكية الجديدة لاحتلال سورية، في ما تراهن الإدارة الأمريكية على تمرير قانون «الحرس الوطني” في البرلمان العراقي لتكريس التقسيم الناعم للعراق.هذا التصريح الواضح الفاضح والخطير، اعتبرته روسيا وإيران استفزازا خطيرا وتحديا غير مسبوق لهما، لما يعنيه من نية قوى العدوان الأطلسية التوجه إلى تقسيم سورية والعراق، من خلال مناطق عازلة لحماية «الأقليات” التي تتعرض للإبادة من قبل «داعش”، وهذا يعني، وفق مراقبين روس، دق إسفين عرقي وطائفي في المنطقة من أجل تسهيل المهام العسكرية المقبلة في سورية والعراق من مدخل المساعدات الإنسانية، بعد أن تفعل فعلها جماعات «الإرهاب” على الأرض بارتكاب المزيد من المجازر وتسويقها إعلاميا لترويع الرأي العام الغربي، وهذا هو عين الخداع..روسيا كما إيران، كانوا باكرا في صورة ما يتحضر للمنطقة من مخططات تقسيم خبيثة سبق لسماحة السيد أن أعلن عنها في إطلالته الأخيرة، والبلدين الحليفين يدركان أنهما المستهدفان بالأساس من مخططات التقسيم المشؤومة، لحصر نفوذهما وعزلهما ومنع تمددهما، وهو ما استدعى تنسيقا على أعلى المستويات خلال زيارة اللواء قاسم سليماني لموسكو قبل أسابيع، والتي أثارت احتجاجات الإدارة الأمريكية.. ويبدو أن قرارا بالمواجهة العسكرية قد اتخذ، وتم توزيع المهام، بحيث تتكفل روسيا بحماية سورية في ما تقوم إيران بحماية العراق لإسقاط مشروع التقسيم، حتى لو أدى الأمر لمواجهة عسكرية تتحول إلى حرب إقليمية قد تتطور إلى حرب عالمية.ما سلف، يؤكد أن روسيا وإيران وصلتا إلى قناعة حاسمة قاطعة ونهائية مفادها، أن الولايات المتحدة تماطل في تسوية الأزمة السورية إلى أن تكتمل العناصر اللازمة لتكرار سيناريوهات سابقة تم تجريبها في تدمير العراق وليبيا، ووفق ما أعلنه الوزير كيري، فإن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة متم هذا الشهر سيكون مفصليا، بحيث سيتم خلاله مناقشة الوضع في سورية والعراق واليمن والمنطقة عموما، لكن إعلان الإمام السيد الخامنئي رفض بلاده الدخول في مفاوضات مع «الشيطان الأكبر” حول أي من ملفات المنطقة أو غيرها، يجعل من الصعب التكهن بانفراج على هذا المستوى في الملف السوري أو العراقي، وهو ما يضع أمريكا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التفاوض مع الروسي أو الحرب..ويعتقد أنه في حال فشل التوصل إلى أتفاق بين الروسي والأمريكي خلال اجتماع نيويورك نهاية هذا الشهر، فإن ساعة الصفر لانطلاق العدوان ستكون في شهر تشرين الأول ، وفي محاولة لفتح كوة في الجدار السوري، أعلن وزير الخارجية البريطاني ‘هاموند’، أن هناك استعداد للقبول ببقاء الرئيس بشار الأسد رئيسا للفترة الانتقالية على أن يرحل بعد ذلك، إذا كان هذا الأمر يسهم في حل الأزمة السورية، وهو ما ترفضه موسكو وطهران بالمطلق، وتتمسكان بحق الشعب السوري في تقرير مصيره واختيار حكامه دون تدخل خارجي، وفق مبادئ شرعة الأمم والقانون الدولي، وتحمل الغرب مسؤولية الأزمات الإنسانية المتفاقمة في منطقة الشرق الأوسط، وترفضان سياسة تغيير الأنظمة بالقوة العسكرية والإرهاب، وتدمير الدول وتغيير تركيبتها السكانية وفق مخططات لـ”هندسة اجتماعية” مشبوهة، تنتهي باحتلالها من أجل تحقيق أهداف استعمارية لا علاقة لها بالديمقراطية وحقوق الإنسان ولا بحماية الأقليات والمساعدات الإنسانية المزعومة.أمريكا وفي ازدراء تام لروسيا وإيران، قررت دق طبول الحرب في المنطقة على أبواب سورية والعراق، فلاقتها روسيا وإيران بالتعبئة والنفير العام، والتحدي الذي وصل حد كشر الأنياب ووضع اليد على الزناد وإعلان الاستعداد للمواجهة الكبرى إن اقتضى الأمر.

نقلاً عن موقع صحيفة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك