تؤكد وثائق رفعت واشنطن صفة السرية عنها الأربعاء 20 مايو/أيار، أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن بقي خلال سنوات انعزاله في مخبأ أبوت أباد، مركزا على شن هجمات جديدة ضد الولايات المتحدة.
وبلغ عدد الوثائق التي تم رفع صفة السرية عنها، قرابة مئة وثيقة. وتمكنت وكالة "أ ف ب" من الاطلاع على مضمونها.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد اعتبر أن على الحكومة الأمريكية أن تتحلى بشفافية أكبر فيما يخص الوثائق التي تمت مصادرتها في باكستان، فيما أصدر الكونغرس قانونا يلزم الاستخبارات بنشر ما يمكن نشره من الوثائق.
وتظهر هذه الوثائق أن بن لادن حث مؤيديه على مواصلة العمل المكثف من أجل تدبير هجمات ضد الولايات المتحدة، كما أنه كان قلقا من احتمال رصد الاستخبارات الغربية لمخبأه، واهتمامه بالصورة الإعلامية للتنظيم.
وكتب بن لادن في إحدى الوثائق التي تم العثور عليها في مخبأ أبوت أباد: "يجب أن تكون أولويتنا هي قتل الأمريكيين ومحاربتهم ومحاربة ممثليهم".
وتتضمن حزمة الوثائق رسائل ومذكرات وتعليمات كتبها بن لادن. وفي تلك الوثائق حذر زعيم "القاعدة" مساعديه من خطر استهدافهم من قبل طائرات بدون طيار أمريكية، ودعاهم إلى الامتناع عن استخدام البريد الإلكتروني والتجمع في مكان واحد، وحثهم على اليقظة، مشيرا إلى احتمال وجود أجهزة مخبأة للتنصت حتى في ملابس زوجاتهم.
وأعرب بن لادن عن قلقه من خطر استهداف مساعديه، وكان يبحث عن سبل لتمكين نجله حمزة من الانضمام إليه في أبوت أباد.
وفي عام 2010 أصدر زعيم "القاعدة" تعليمات بشأن المفاوضات التي أجراها التنظيم حول مصير رهينة فرنسي خطفته جماعة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وصحفيين فرنسيين اختطفا في أفغانستان؟
وفي كلا الحالين، طلب بن لادن بأن يكون الانسحاب الفرنسي من أفغانستان شرطا لإطلاق سراح الرهائن.
وعلى المستوى الاستراتيجي ، كان بن لادن واثق من ضرورة شن هجمات دراماتيكية ضد الولايات المتحدة على غرار هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001، بدلا من التركيز على استهدام الأنظمة في الشرق الأوسط.
وكتب في إحدى الرسائل: "علينا الكف عن العمليات ضد الجيش والشرطة في كافة مناطق (الشرق الأوسط) وبالدرجة الأولى في اليمن". وشدد على ضرورة إيلاء الأولوية لتوجيح ضربات إلى الولايات المتحدة، من أجل حملها على التخلي عن أنظمة الشرق الأوسط وترك المسلمين وشأنهم.
ويبدو أن جرائم تنظيم "القاعدة" في العراق والذي انضم عناصره لاحقا إلى "داعش"، قد تسببت بخلافات داخل الحركة الجهادية.
وفي عام 2007 كتب جهاديون عراقيون رسائل إلى بن لادن، ليصفوا له "الفضائح" التي كان مسلحو "القاعدة في العراق" يرتكبونها باسم زعيم "القاعدة".
ويبدو أن مقربين من بن لادن حاولوا إقناعه بضرورة تعديل الاستراتيجية والانتقال لشن هجمات أقل حجما، واستخدام كافة الفرص المتاحة للقيام بمثل هذه الهجمات. لكن زعيم "القاعدة" لم يتخلى عن آرائه وعن خططه لشن هجمات كبيرة ودموية ضد الولايات المتحدة.
https://telegram.me/buratha