التقارير

هل يتدخل الجيش السوري في العراق بناء على خطة دولية لمكافحة الارهاب؟

1379 07:37:30 2014-06-14

انطوان الحايك * كاتب ومحلل سياسي لبناني

كشف دبلوماسي شرقي أن بلاده تراقب عن كثب التطورات الأمنية المتسارعة العاصفة بالمنطقة العربية، بعد المفاجأة المدوية التي حققها تنظيم "دولة الاسلام في العراق والشام" في بلاد الرافدين، في ظل خشية من اعادة خلط الأوراق الدولية والاقليمية، خصوصاً أن اتساع رقعة سيطرة التنظيم المدرج على لائحة الارهاب الدولي والأوروبي، بات على مقربة من تركيا كما دخل مباشرة على خط الملف الكردي، يطرح اشكالية تراوح بين حدين لا ثالث لهما، فإما أن "داعش" مدعوم من الغرب وينفذ أجندة دولية تؤسس إلى تظهير خريطة جغرافية للعالمين العربي والاسلامي عبر اعلان جغرافية "دولة الخلافة الاسلامية"، ما سيدفع بالأكراد إلى اعلان دولتهم والشروع في الدفاع عن حدودها وكيانها بحجة وقف المد "الداعشي" باتجاهها، بحيث تكر السبحة من دون رادع ، أو أن الغرب يعمل على تكبير حجم "داعش" وتعظيم دور الدول الداعمة لها لاطلاق النفير واعداد جيش قادر على القضاء على  هذه الظاهرة افساحاً في المجال أمام عودة الاسلام المعتدل إلى لعب دوره في هذه البقعة من العالم المتفجر.

ويرجح الدبلوماسي الاحتمال الثاني، على اعتبار أن العالم لن يحتمل أن تكون منابع الطاقة والنفط بيد التنظيمات الأصولية والتكفيرية لعدة أسباب، أبرزها أن هذه المادة الحيوية ستؤمن تمويل ذاتي لها فتخرج حينها عن سيطرة الدول الداعمة والممولة لها ومقارعتها في عقر دارها، اسوة بما حصل في أفغانستان حين دعمت الاستخبارات الأميركية تنظيم "القاعدة" بشخص أسامة بن لادن للوقوف في وجه الروس فاذا بالأحجام تتبدل بسرعة قياسية ويخرج التنظيم المولود في أروقة المخابرات الأميركية عن السيطرة ليعيد تشكيل قواته الذاتية بمعزل عنها مستعيناً بتمويل البترودولار وبسوق السلاح السوداء، ما يعني أن المصالح الاستراتيجية للدول الكبرى تصبح مهددة بالكامل، كما أن اسرائيل لن تقبل بوجود التكفيريين على تماس معها او بالقرب منها على اعتبار ان هذه الظاهرة بدأت تعم العالم الاسلامي بعد موجة من المعنويات العالية التي خلفها الهجوم الصاعق على نينوى العراقية والنتائج الناجمة عنه أكان لجهة السيطرة على سلاح نوعي وكمي أو لناحية المكاسب المادية المحققة من خلال السطو على أموال المصارف ما يعني بان التنظيم المذكور بات يتمتع بالسلطة إلى جانب المال في معادلة خطيرة للغاية بدأت ترخي بظلالها الثقيلة على المنطقة برمتها.

وتوقف الدبلوماسي عند الكلام المقتضب الصادر عن الرئيس الايراني حسن روحاني، المعروف باعتداله ومصالحته مع الغرب، والمتضمن تهديدات مباشرة وغير مبطنة من خلال القول إن ايران ستكافح الارهاب في العراق، سرعان ما سارع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى دعم هذا الموقف من خلال القول إن هناك تحركات عسكرية قصيرة المدى وفورية ينبغي عملها في العراق، واعراب بلاده عن استعدادها للقيام بأي عمل عسكري عندما يتعلق الأمر بتعرض أمنها القومي للخطر، من دون أن يفصح ما اذا كان ذلك سيتم عبر اعطاء طهران الضوء الأخضر للدخول على خط المعارك في موازاة الضغط على السعودية لوقف الدعم المالي،  أو أن بلاده ستعود عسكرياً إلى العراق مع استبعاد هذه الفرضية وإن كان ذلك لا يمنع من ضربات سريعة وفاعلة تسهل عمل الجيش العراقي الحديث العهد في المعارك والقتال وغير المدرب على  مكافحة الارهاب.

ويختم الدبلوماسي من دون أن يجزم بأنه من غير المستبعد أن يشارك الجيش السوري في الحرب ضد الارهاب داخل الأراضي العراقية من خلال تشكيل ألوية متخصصة بمكافحة الارهاب، مع الاشارة إلى أن قواته حصلت على خبرات قتالية عالية بفعل حربها المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

النشرة

8/5/140614

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك