التقارير

أوباما في الرياض: زيارة النقاط الخمس

1584 06:40:22 2014-03-13

 

ماذا يحمل الرئيس الأميركي باراك أوباما في جعبته إلى المملكة العربية السعودية؟ وهل ستخرج هذه الزيارة المرتقبة بنتائج سياسية ملموسة؟ وماذا ستكون انعكاساتها على الأزمات الممتدّة من دمشق إلى القاهرة وما بينهما بغداد والمنامة وصنعاء وبيروت؟

يقول ديبلوماسي غربي على دراية بالسياسات الأميركية في المنطقةإنّ الزيارة ستشهد «مجاملات» وكلاماً ديبلوماسياً مُرضياً في الشكل للمملكة، من دون أن يعني ذلك خروجاً أميركيّاً عن سياسة «إحتواء طهران».

واشنطن رسمَت سياسة قامت على التفاهم «حيث أمكن» مع إيران، وإرجاء النقاط العالقة، ومنها القضية الفلسطينية وبعض تعقيدات الأزمة السورية، إلى وقت لاحق، وربّما إلى إدارة لاحقة. وسعيها لتأكيد «التحالف» مع السعودية لن يكون على حساب ما أُنجِز في هذا الملف حتى الآن.

الولايات المتحدة منذ أحداث 11 أيلول 2001، تفصل بين التزاماتها الأمنية المتعلقة بحماية السعودية داخليّاً ومنع أيّ اعتداء خارجي عليها، وبين السلوك السياسي للرياض خارجيّاً ونتائج هذا السلوك. لقد ظهر التباين السعودي ـ الاميركي جليّاً في أكثر من محطة وموقف مفصلي. آخر هذه التباينات ظهر في مصر وسوريا ونظرة البلدين المتفاوتة في التعامل مع الأزمة في هاتين الدولتين العربيتين الكبيرتين.

سيحاول أوباما «امتصاص» الغضب السعودي حيال واشنطن، والذي وصل إلى حدودٍ غير مسبوقة في تعبيرات وتصريحات قادة المملكة وأمرائها ومسؤوليها، وسيشرح للقيادة السعودية «بعد طمأنتِها» مسارَ التوافقات الأميركية ـ الإيرانية، ورؤية واشنطن لمستقبل المنطقة في ظِلّ النزاعات القائمة والاشتباك المندلع على مستوى الإقليم.

وفي المعلومات أنّ في جعبته جملة نقاط سيثيرها مع المسؤولين السعوديّين، وتتلخّص بالآتي:

أوّلاً، البحث في الملف العراقي والطلب الى الرياض عدم استكمال دعمها للجماعات التي تعارض حكومة الرئيس نوري المالكي.

ثانياً، توضيح الموقف الأميركي «العاجز» في سوريا، والمتمثل في عدم قدرة واشنطن على إنجاز فارق سياسي أو عسكري يخدم حلفاءَها، ومنهم الرياض، في هذا الملف. مع الاعتقاد أنّه سيشجّع الرياض على استكمال خطواتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتي يعتقد أنّها جاءت تمهيداً للزيارة.

ثالثاً، التأكيد أنّ التفاهم الايراني ـ السعودي في حدود معيَّنة يريح الولايات المتحدة ويساعد في معالجة أزمات ذات صِلة بالنزاع بين إيران والسعودية من البحرين الى اليمن الى لبنان. وقد يكون اختبار التفاهم في لبنان عبر حكومة الرئيس تمّام سلام مقدّمة لتفاهمات مقبلة على أكثر من مستوى.

رابعاً، الملف المصري وانعكاسه على الأمن الاقليمي العربي والمتصل بشمال أفريقيا، ومستقبل اتّفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب.

خامساً، القضية الفلسطينية والأفكار التي حملها وزير الخارجية جون كيري الى إسرائيل ورام الله، ونتائج زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الى واشنطن.

وفي هذا الجانب يبدو أن ليس أمام واشنطن ما تقدّمه في ظلّ الخلاف الاميركي ـ الاسرائيلي حول مسار عملية السلام، وليس في برنامج وواقع السعودية الطامحة لتحقيق مكاسب في هذا الجانب تُحسَب على وزنها الإقليمي سوى «المبادرة العربية للسلام»، ويبدو أنّ الأحداث والظروف العربية والإقليمية والدولية قد تجاوزتها.

إلى هذه السلّة السياسية المتداخلة والمترابطة، يُعرب الديبلوماسي الغربي عن يقينه بأنّ اوباما سيثير مع القادة السعوديّين الأوضاع الداخلية ومستقبل الحكم، في ظلّ ارتفاع أسهُم الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز، والذي يُعتبر حليفاً رئيسياً لواشنطن، خصوصاً في ملفّ مكافحة الإرهاب، وإليه تنسَب السياسات السعودية الجديدة في ما يخصّ الأزمة السورية وقتال السعوديين فيها واستصدار فتاوى ومقرّرات رسمية تحظّر القتال خارج المملكة.

في المحصّلة، لا رصيد سياسيّاً جدّياً لهذه الزيارة، سوى قدرة أوباما على نقل عدوى «البراغماتية» الأميركية إلى المسؤولين السعوديّين، بحيث تخفّف الرياض من تشدّدها في ملفّاتٍ باتت جاهزة في نظر الاميركي لتصبح داخل دائرة التسوية، وإنشاء نظام إقليمي شرق أوسطي جديد.

الجمهورية

9/5/1403013 تحرير علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك