التقارير

ظاهرة تزداد انتشارا .. (شركات التسول) تغزو المناطق السكنية

2643 09:42:00 2012-11-11

 

 

امام احد المطاعم وفي وقت متأخر ، وقف رجل مسن يحمل ( صينية ) مليئة ببذور عباد الشمس.استوقف منظر الرجل الطاعن في السن احد زبائن المطعم فسأله عن سبب بقائه في الشارع حتى هذا الوقت المتأخر وقد بدا عليه الارهاق الشديد ، فقال له ان عليه بيع كل ما تبقى في الصينية ليعود الى بناته الثلاث.تصور الرجل ان هذا هو احد اساليب التسول المتنوعة ، فمنح الرجل مبلغا جيدا من المال طالبا منه العودة الى بناته ـ كما يقول ـ لكن الرجل رفض ذلك بشدة فهو لايقبل المعونة بهذه الطريقة ما اجبر الرجل على شراء بضاعته الرخيصة كلها بنفس ثمنها ـ لا اكثر ـ ليرضي الرجل ولا يجرح عزة نفسه التي اثارت اعجابه لا توجد نماذج كثيرة مثل هذا الرجل الذي فضل العمل في سن متأخرة ، فالتسول مهنة اسهل واكثر ربحا كما تدل على ذلك نهاية رجل مسن آخر امضى حياته متسولا امام احدى المقابر ، وبعد وفاته عثر اقاربه في ارضية الحجرة البائسة التي كان يسكن فيها على صفائح معدنية مليئة بالاوراق النقدية وحتى العملات المعدنية القديمة. ولم يستفد الرجل من ثروته لأن التسول كان بالنسبة له اسلوبا لحياته ويمكن اعتباره متسولا من النوع التقليدي على العكس من متسولي اليوم الذين يمارسون التسول وفق تخطيط مسبق وضمن شركات منظمة وتحت اشراف متعهدين ومراقبين.

ويأسف عماد طالب /مدرس/ على ما وصلت اليه ظاهرة التسول في العراق من تطور بعد ان غزا المتسولون المناطق السكنية الهادئة ولم تعد تقاطعات الطرق وكراجات النقل الخاص والاسواق تكفيهم. ويصف هذا المدرس كيفية وصول المتسولين يوميا الى منطقة سكناه في سيارة خاصة يترجلون منها امام مدخل المنطقة السكنية لينتشروا في شوارعها وخاصة يوم الجمعة حيث تتجمع النساء المتسولات والمعاقين من الرجال والاطفال امام باب الجامع ليستقبلوا المصلين ويودعوهم وقد امتلأت جيوبهم بعطاياهم وهبات العوائل الميسورة من مبالغ نقدية وملابس وطعام. ويقول انه شهد شجارا حاميا بين امرأة متسولة شابة ورجل يبيع العلكة امام مدخل منطقتهم لأنه سبقها الى مكان وقوفها اليومي ، وادهشه لسانها السليط وضحكات عناصر الحراسة في المنطقة على الموقف الذي يستدعي تدخلهم لردع المتسولين لأنهم يعكسون صورة سيئة للمنطقة بدلا من اعتبار الموقف كوميديا !! من جهته يرى الباحث علي الغزي ان التسول لا يرتبط بمجتمع او زمن معين ، فهو موجود في كل دول العالم ، لكنه يتفاوت حسب المستوى الاقتصادي والتطور الاجتماعي والاستقرار السياسي ونسبة التعليم بين المجتمعات.

 بل ان ظاهرة التسول تختلف في المجتمع الواحد من فترة زمنية لأخرى بسبب العوامل السابقة نفسها. والتسول ليس ظاهرة جديدة على المجتمع العراقي ـ بحسب الغزي ـ الا انها تظهر وتختفي بحسب تقدم وتراجع مستوى النمو الاقتصادي الذي يمر به المجتمع العراقي ، واليوم ظهرت بنسب كبيرة لم نعهدها من قبل وباساليب وطرق جديدة وصلت الى استئجار الاطفال والمعاقين. اما اسبابها فتتلخص في ارتفاع نسبة البطالة وارتفاع معدلات الفقر واعتبار التسول هو الطريق الاقصر للحصول على المال والكسب في ظل غياب فرص العمل ، فضلا عن التفكك الاسري والانقسام السياسي وتمزق نسيج العلاقات الاجتماعية في المجتمع ووجود عصابات التسول التي تعمل على استغلال الاطفال الذين يعيشون وضعا اقتصاديا متدنيا او المتسربين من المدارس او المتشردين لغرض التسول او ممارسة البغاء بالنسبة للفتيات. في احد احياء بغداد القت الشرطة القبض على عصابة للسرقة اتخذت من التسول غطاء لخططها. اذ تطرق امرأة منقبة بملابس رثة باب احد المنازل لتطلب مساعدة مالية او ملابس وحين تدخل صاحبة المنزل لتجلب لها ما ارادت مواربة الباب ، تلحق بها المرأة ومعها مجموعة من الشباب ليهددوا المرأة بالسلاح ويجبروها على تسليمهم ما خف حمله وغلا ثمنه.

 والدكتورة ليلى العاني /طبيبة اسنان/ تعرضت لمثل هذا الموقف ، اذ فوجئت باحدى النساء المنقبات تطلب منها مساعدة ، ولاحظت وجود رجال معها خارج العيادة التي لم تكن قد استقبلت الزبائن بعد ، لذا اغلقت الباب بوجه المرأة وطلبت مساعدة اصحاب المحال المجاورة لعيادتها فانسحبت العصابة بسرعة حين سمعت صرخات الطبيبة. وتتألم العاني لمرأى الاطفال النائمين على اكتاف المتسولات طوال اليوم وتكاد تجزم ان هؤلاء الاطفال مخدرون بمواد منومة ، والا فاي طفل ينام لساعات متواصلة تحت حر الشمس الحارقة او البرد القارس. وتدعو الوزارات المعنية بالقضاء على ظاهرة التسول لما فيها من واجهة غير حضارية للبلد وايذاء للاطفال والشيوخ المرضى الذين يستغلهم المتسولون بسحبهم على مقاعدهم المتحركة طوال اليوم. وتقدر منظمات انسانية عدد المتسولين في بغداد وحدها بنحو 100 الف متسول ، كما تشير دراسات لهذه الظاهرة الى ان نحو 95% من ممارسي التسول هم من الاطفال الذين تقودهم جماعات تعمل على استغلالهم. لذا يرى المشرف التربوي اياد اللامي ان بعض الحل يكمن في تطبيق التعليم الالزامي واعادة الطلبة المتسربين الى مدارسهم. ويدعو خطباء الجوامع الى تثقيف الناس حول موقف الشرع من التسول وحثهم على العمل ، مطالبا المثقفين والكتاب التطرق الى هذه الظاهرة وحث الدولة على ايجاد الحلول الناجعة لها ، ذلك ان العراق من الدول الغنية ومن غير اللائق ان يمارس ابناؤه التسول بهذا الشكل المهين والذي تتحكم فيهم عصابات تعمل على تدمير اخلاقهم وتعويدهم على ممارسة الاعمال الاسهل فضلا عن زج الفتيات في مجال ممارسة الرذيلة. بهذه الطريقة ، يصبح التسول آفة تنخر جسد المجتمع العراقي اضافة الى الآفات الاخرى الكثيرة ما يحتاج الى تدخل سريع من قبل الجهات المعنية لمعالجة هذه الظاهرة اذا ما حملت الايام المقبلة املا في تطبيق قانون لمنع التسول.

4/5/1111

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك