ابو الفرزدق الحجيم
الحمد لله محيي قلوب العارفين بحياة التوحيد، ومخلص خواطر المحققين من مضائق الأوهام إلى فسح التجريد، والصلاة والسلام على رسوله المؤيد بالآيات والأملاك وغيرها من صنوف التأييد، وعلى آله المعصومين الذين بولائهم نجاة الناجي وسعادة السعيد.أدناه قصيدة الشيخ حسن الدمستاني البحريني قدس سره الشريف والتي تعتبر ملحمة أو شبه ملحمة تجسد واقعة الطف وتسمى " المربعة الدمستانية" تحكي ثورة الحسين من بداية نهضته في المدينة إلى استشهاده وسبي الهاشميات إلى الكوفة والشام.قال البعض أن أدب الدمستاني من نمط المستويات العالية في مضمونه وشكله .. وإن نثره بصورة خاصة يرتفع بلاغة وأسلوباً إلى المستوى العالي في النثر العلمي، وأدناه القصيدة ونسألكم الدعاء... أبو فرزدق آلحجيمأحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهوروانا المحرم عن لذاته كل الدهوركيف لا احرم دأباً ناحراً هدي السروروانا في مشعر الحزن على رزء الحسين*** حق للشارب من زمزم حب المصطفىان يرى حق بنيه حرماً معتكفاويواسيهم والا حاد عن باب الصفاوهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين*** فمن الواجب عيناً لبس سربال الاسىواتخاذ النوح ورداً كل صبح ومساواشتعال القلب احزاناً تذيب الانفساوقليل تتلف الارواح في رزء الحسين*** لست انساه طريداً عن جوار المصطفىلائذاً بالقبة النوراء يشكوا اسفاقائلاً ياجد رسم الصبر من قلبي عفىببلاء انقض الظهر وأوهى المنكبين*** صبت الدنيا علينا حاصباً من شرهالم نذق فيها هنيئاً بلغةً من بُرهاها أنا مطرود رجس هائم في بَرهاتاركاً بالرغم مني دار سكنى الوالدين*** ضمني عندك يا جداه في هذا الضريحعلني ياجد من بلوى زماني استريحضاق بي ياجد من فرط الاسى كل فسيحفعسى طود الاسى يندك بين الدكتين*** جد صفو العيش من بعدك بالاكدار شيبوأشاب الهم رأسي قبل اُبان المشيبفعلا من داخل القبر بكاء ونحيبونداء بافتجاع يا حبيبي ياحسين*** انت ياريحانة القلب حقيق بالبلاءانما الدنيا اعدت لبلاء النبلاءلكن الماضي قليل في الذي قد أقبلافاتخذ ذرعين من صبر وحسم سابغين*** ستذوق الموت ظلماً ظامياً في كربلاوستبقى في ثراها عافراً مجندلاوكأني بلئيم الاصل شمراً قد علاصدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين*** وكأني بالأيامى من بناتي تستغيثسغباً تستعطف القوم وقد عزّ المغيثقد برى اجسامهن الضرب والسير الحثيثبينها السجاد في الاصفاد مغلول اليدين*** فبكى قرة عين المصطفى والمرتضىرحمةً للآل لا سخطاً لمحتوم القضابل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضامقتدى الأمة والي شرقها والمغربين*** حين نبأ آله الغر بما قال النبياظلم الافق عليهم بقتام الكربفكأن لم يستبينوا مشرقاً من مغربغشيتهم ظلمات الحزن من اجل الحسين*** وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريقيقطع البيدا مجداً قاصد البيت العتيقفأتته كتب الكوفة بالعهد الوثيقنحن انصارك فاقدم سترى قرة عين*** بينما السبط باهليه مجداً في المسيرفاذا الهاتف ينعاهم ويدعوا ويشيران قدام مطاياهم مناياهم تسيرساعة اذ وقف المهر الذي تحت الحسين*** فعلا صهوة ثان فأبى ان يرحلافدعى في صحبه يا قوم ما هذي الفلاقيل هذي كربلاءٌ قال كربٌ وبلاخيموا ان بهذي الارض ملقى العسكرين*** ها هنا تُنتزع الارواح من اجسادهابظبى تعتاض بالاجساد عن اغمادهاوبهذي تُحمل الامجاد في اصفادهافي وثاق الطلقاء الادعياء الوالدين*** وبهذي تيأم الزوجات من ازواجهاوبهذي تشرب الابطال من اوداجهاوتهاوى انجم الابرار عن ابراجهاغائبات في ثرى البوغاء محجوبات بين*** وأطلتهم جنود كالجراد المنتشرمع شمر وابن سعد كل كذاب اشرفاصطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسرواستدارت في رحى الهيجاء انصار الحسين*** يحسبون البيض اذ تلبس فيض القللبيض انس يتمايلن بحمر الحللفيذوقون المنايا كمذاق العسلشاهدوا الجنة كشفاً ورأوها رأي عين*** بأبي انجم سعد في هبوط وصعودطلعت في فلك المجد وغابت في اللحودسعدت بالذبح والذابح من بعض السعودكيف لا تسعد في حال اقتران بالحسين*** بأبي أقمار تُمٍ خسفت بين الصفاحوشموساً من رؤوس في بروج من رماحونفوساً منعت ان ترد الماء المباحجرعت كأسي اُوام وحمام قاتلين*** عندها ظل حسين مفرداً بين الجموعينظر الآل فيذري من اماقيه الدموعفانتظى للذب عنهم مرهف الحد لموعغرمه يغريه للضرب نمار الصفحتين*** فاتحاً من مجلس التوديع للأحباب بابفاحتسو من ذلك التوديع للأوصاب صابموصي الاخت التي كانت لها الآداب دأبزينب الطهر بأمر وبنهي نافذين*** أخت يازينب أوصيك وصايا فاسمعيانني في هذه الأرض ملاقٍ مصرعيفاصبري فالصبر من خيم كرام المترعكل حي سينحيه عن الأحياء حين*** في جليل الخطب يا أخت اصبري الصبر الجميلان خير الصبر ما كان على الخطب الجليلواتركي اللطم على الخد واعلان العويلثم لا اكره ان يسقي دمع العين ورد الوجنتين*** اجمعي شمل اليتامى بعد فقدي وانظمياطعمي من جاع منهم ثم أروي من ظميواذكري اني في حفظهم طٌل دميليتني بينهم كالانف بين الحاجبين*** أخت آتيني بطفلي أره قبل الفراقفأتت بالطفل لا يهدأ والدمع مراقيتلوى ظمأ والقلب منه في احتراقغائر العينين طاو البطن ذاو الشفتين*** فبكى لما رآه يتلظى بالأوامبدموع هاميات تخجل السحب السجامونحا القوم وفي كفيه ذياك الغلاموهما من ظمإ قلباهما كالجمرتين*** فدعا في القوم يا لله للخطب الفظيعنبئوني أأنا المذنب ام هذا الرضيعلاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيعلا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين*** عجلوا نحوي بماء اسقه هذا الغلامفحشاه من أوام في اضطرام وكُلامفاكتفى القوم عن القول بتكليم السهاموإذا بالطفل قد خر صريعاً لليدين*** فالتقى مما هما من منحر الطفل دماورماه صاعداً يشكوا الى رب السماوينادي يا حكيم انت خير الحكمافجع القوم بهذا الطفل قلب الوالدين*** وأغار السبط للجلي بمأمون العثاراذ اثار الضمر العثير بالركض فثاريحسب الحرب عروساً ولها الروس نثارذكر القوم ببدر وبأحد وحنين*** بطل فرد من الجمع على الابطال طالأسد يفترس الاسد على الآجال جالماله غير اله العرش في الاهوال والماسطى في فرقة الا تولت فرقتين*** ماله في حومة الهيجاء في الكر شبيهغير مولانا علي والفتى سر أبيهغير ان القوم بالكثرة كانوا متعبيهوهو ظام شفتاه اضحتا ناشفتين*** علة الايجاد بالنفس على الامجاد جادما ونى قط ولا عن عصبة الالحاد حادكم له فيهم سنان خارق الاكباد بادوحسام يخسف العين ويبري الاخذ عين*** دأبه الذب الى ان شب في القلب الأواموحكى جثمانه القنفذ من رشق السهاموتوالى الضرب والطعن على الليث الهماموعراه من نزيف الدم ضعف الساعدين*** فتدنى الغادر الباغي سنان بالسنانطاعنا صدر امامي فهوى واهي الجناناشرقت تبكي عليه اسفاً حور الجنانوبكى الكرسي والعرش عليه آسفين*** ما دروا اذ خر عن ظهر الجواد الرامحأ حسين خر ام برج السماك السابحام هو البدر وقد حل بسعد الذابحام هو الشمس وأين الشمس من نور الحسين*** اي عينين بقان الدمع لا تنهرقانوحبيب المصطفى بالترب مخضوباً بقاندمه والطين في منحره مختلطانوله قدر تعالى فوق هام الشرطين*** لهف نفسي اذ نحا اهل الفساطيط الحصانذاهلاً منفجعاً يصهل مذعور الجنانمائل السرج عثور الخطو في فضل العنانخاضب المفرق والخدين من نحر الحسين*** ايها المهر توقف لا تحم حول الخيامواترك الاعوال كي لا يسمع الآل الكرامكيف تستقبلهم تعثر في فضل اللجاموهم ينتظرون الآن اقبال الحسين*** مرق المهر وجيعاً عالياً منه العويليخبر النسوان ان السبط في البوغا جديلودم المنحر جار خاضب الجسم يسيلنابعاً من ثغرة النحر كما تنبع عين*** خرجت مذ سمعت زينب اعوال الجوادتحسب السبط اتاها بالذي يهوى الفؤادما درت ان اخاها عافراً في بطن وادودم الاوداج منه خاضباً للمنكبين*** مذ وعت ما لاح من حال الجواد الصاهلصرخت مازقة الجيب بلب ذاهلوبدت من داخل الخيمات آل الفاضلمحرقات بسواد الحزن من فقد الحسين*** وغدت كلٌ من الدهشة تهوي وتقومانجم تهوي ولكن ما تهاوت لرجوموحقيق بعد كسف الشمس ان تبدوا النجوميتسابقن الى موضع ما خر الحسين*** وإذا بالشمر جاث فوق صدر الطاهريهبر الاوداج منه بالحسام الباترفتساقطن عليه بفؤاد طائربافتجاع قائلات خل ياشمر حسين*** رأس من تقطع ياشمر بهذا الصارمليس من تفري وريديه بكبش جاثمان ذا سبط النبي القرشي الهاشميابواه خير الله فذا ابن الخيرتين*** ارفع الصارم عن نحر الامام الواهبعصمة الراهب في الدهر وملفى الهاربكيف تفري نحر سبط المصطفى بالقاضبوهو دأباً يكثر التقبيل في نحر الحسين*** كان يؤذيه بكاه وهو في المهد رضيعبابنه قدماً فداه وهو ذو الشأن الرفيعليته الآن يراه وهو في الترب صريعيتلظى بظماه حافصاً بالقدمين*** كم به من مَلك في الملأ الاعلى عتيقوبيمناه يسار لدم العسر يريقوعلى الناس له عهداً من الله وثيقانه الحجة في الارض ومولى الملوين*** ما افاد الوعظ والتحذير في الرجز الرجيموانحنى يفري وريدي ذلك النحر الكريموبرى الرأس وعلاه على رمح قويمزاهراً يشرق نوراً كاسفاً للقمرين*** شمس أفق الدين اضحت في كسوف بالسيوفوتوارت عن عيون الناس في ارض الطفوففأصاب الشمس والبدر كسوف وخسوفلكن الافق مضيء بسنا راس الحسين*** ذبح الشمر حسينا ليتني كنت وقاهوغدا الاملاك تبكيه خصوصاً عتقاهما درى الملعون شمرٌ أي صدر قد رقاهصدر من داس فخاراً فوق فرق الفرقدين*** فتك العصفور بالصقر فيا للعجبذبح الشمر حسيناً غيرة الله اغضبيحيدرٌ آجرك الله بعالي الرتبادرك الاعداء فيه ثأر بدر وحنين*** أعين لم تجر في أيام عاشورا بماكُحلت وحياً اماقيها بأميال العمالأصبن اذا ما أعوز الدمع دمالأجودن بدمع العين جود الاجودين*** عجباً ممن رسا في قلبه حب الامامكيف عاشوا يوم عاشورا وما ذاقوا الحِمامبل ارى نوحهم يقصر عن نوح الحَمامأ سواءٌ فقد فرخين وفقدان الحسين*** كيف لا يبكي بشجو لابن بنت المصطفىانه كان سراجاً للبرايا وانطفاحق لو في فيض دمع العين انساني طفاواغتدى الجاري من العين عقيق لا لجين*** أ يزيدٌ فوق فرش من حرير في سريرثمل نشوان من خمر له الساقي يديروحسين في صخور وسعير من هجيرساغباً ضمآن يسقى من نجيع الودجين*** حطم الحزن فؤادي لحطيم بالصفاولهيف القلب صاد وذبيح من قفاولعار في وهاد فوقه السافي سفاصدره والظهر منه اصبحا منخسفين*** ولرأس ناضر الوجه برأس الذابلولقاني فيض نحر غاسل للعاسلولعان هالك الناصر واهي الكاهلوبنات المصطفى لهفي على عجف سرين*** بينما زينب قرحى الجفن ولهاء ثكولتذرف الدمع وفي احشائها الحزن يجولتندب الندب بقلب واجف وهي تقولقد أصابتني بنور العين حسادي بعين*** واذبيحا من قفاه بالحسام الباترواصريعا بعراه ما له من ساترواكسيرا صلواه بصليب الحافروارضيضا قدماه والقرى والمنكبين*** واخطيباه جمالي وجمال المنبرواقتيلاه ولكن ذنبه لم يُخبرواطريحاه ثلاثا بالعرا لم يُقبرواشهيداه ومن للمصطفى قرة عين*** يا أخي قد كنت تاجا للمعالي والرؤوسمقريا للضيف والسيف نفيسا ونفوسكيف اضحى جسمك السامي له الخيل تدوسبعدما دست على اوج السهى بالقدمين*** يا أخي يا تاج عزي لاحظ البيض الحدادبقيت بعدك شعثاً في كِلال وحدادقطنت اجفانها فالقلب كالقالب صاداشبه الاشياء بالقرآن بين الدفتين*** حزب حرب اين انتم من سجايا هاشماذ عفو عنكم وقد كنتم حصيد الصارمان في هذا لسر بين للفاهمان آثار القبيلين عصير العنصرين*** جدنا عاملكم في الفتح بالصفح الجميلمالكم صيرتمونا بين عان وجديلوعلى جيل قفوتم اثرهم لعن الجليلوعذاب مستطيل لن يزولا خالدين*** سادتي حزني كحبي لكم باق مقيمهبة من عند ربي وهو ذو الفضل العظيمقد صفا الحب بقلبي فاجعلوا ذنبي حطيمواكشفوا في الحشر كربي واشفعوا للوالدين*** حسن ما حسن منه سوى حفظ الودادوولاء في براء وصفاء الاعتقادوهو كاف في اماني من مخاويف المعادانما الخوف لمن لم يعتقد فضل الحسين*** والتحيات الوحيات وتسليم السلاملسراة الخلق في الدنيا وفي دار السلامذائبات ابد الآباد ما تم كلاماو محا الله ظلاما بضياء النيريناشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha