( قصيدة للدكتور نوري الوائلي )
أهل ُالرسول ِخمسة ٌ تحت َالكسا
هم ْ خيرة ُ الدنيا , عظام ُالمنقب ِ
هم أولياء ٌ حبّهم باب ٌ لنا
مفتوحة ٌ نحوَ الجنان ِ الأطيب ِ
لن يدخل َ الرضوانَ من ينساهُمُ
قطعا ً ولن ينجو بيوم ٍ مرعب ِ
أن قلت انّي واقع ٌ في حبهم
أثبتْ بفعل ٍ لا تكنْ كالوارب ِ
حمدا ً إليك يا ألهي انني
أحببتهم فيك َ بشوق ِ الأريب ِ
***
****
قف ْ باكيا ً طفَ الحسين ِ بعبرةٍ
في قلب ِ منْ يشدو حياةَ َ الأنجب ِ
مرحىً لمنْ لبى نداءَ المبتلى
بالفتح ِ منْ بعدِ المماتِ الأنكب ِ
أهلا ً بذكرى يوم فتح ٍِ بيّن
يوم انتصارالموت ِ, يوم الأعجب ِ
يوم ٌ به قامَ الحسين’ واثبا
يبني بموت ٍ عالما ً من أطيب ِ
مرحىً حسينُ المرتمي في تربة
منه شعاع ٌ واهج ٌ في مغربِ
أبكى حسينٌ عزمهم في قتله
قطعا يراهم في جحيم ٍ مرعب ِ
ثغرٌ ينادي للسما في ذلة
خذ ْ يا الهي قلة ً من تائب ِ
قام الحسين’ لا لنفس ٍ ثائر
بل ناهيا ً عن منكر ٍ أو مثلب ِ
موت ٌ يلوح ُ والحسين ُ نازفٌ
بشرى لفتح ٍ قد أتى من واهب ِ
في نزعة الفاني وجرح ٍ مثخن
والنطقُ لا يقوى لقول ِ الناحبِ
نادى حسينٌ أبعدوا عن خيّمي
فيها نساءٌ وعليلُ النادبِ
جيش ٌ نوى إما قتالٌ مفزعٌ
أو يأسر الأحرار في ذلّ السب ِ
قام الحسينُ خاطبا ً في حشدهم
نصحا ً لهم أورشدهم من شائب ِ
قال الحسينُ لا حياة ًَ نرتجي
فيها دعي حاكمٌ في منصب ِ
رأس ٌ على رماحهم كالبدر في
ليل ٍ تعالى حلكة ً في مغْيب ِ
***
***
عملاقة ٌ يا وثبة َ الأحرار في
كون الحسين قائدا ً بالمركب ِ
يا زينب ٌ كم فيك من صبرٍ على
يوم ٍ تسوق خيل موت المخضبِ
هذا حسين ٌ ذاك عبّاس ُ الّذي
وافى وفاءا ً يا له من واهبِ
بالوعظ والسيف أصان الدينَ لم
يخشَ جيوشَ الظلم عالي المنكب ِ
حامي النسا والطفل سيف ٌ هاشمي
بنْ حيدر الكرار, ليثُ الطالب ِ
قد ذاد َ حتى قطعت أطرافه
عبّاس ُ يا جيش َ الحسين الضاربِ
عطشان ُ يا عبّاس ُ والماءُ جرى
من كفك الممْلوءِ لذ ّ المشرب ِ
***
***
هبّ الحسينُ ثائرا ً في زمرة
فيها أناس ٌ كالأسود المغضب ِ
سبعون فردا ً في عراءٍ كونوا
جيشا ً لهم يحوي عتاتَ الواصب ِ
فيهم رضيع ٌ يعطش ُ في مهده
فيهم شيوخٌ شيبهم في شاحب ِ
ضمّوا بفخر ٍ نسوة ً قد جاهدت
بالنصح والسيف جهادَ الأوجبِ
لبوا نداءَ الحق من ايمانهم
كانوا ولا زالوا دعاة َ الواهب ِ
عاشوا دواما ً في قلوب ٍ قد حوت
في ودّها حبا ً إلى أهل النبي
صاروا نجوما ً يهتدى في نورها
من ظلمةِ الجهل وعيب الأعيب ِ
هبوا جهادا ً يا لهم من زهّد
باعوا حياة ً في سبيل الواجب ِ
وافوا كراما ً للحسين المبتلى
في ليلة ٍ لم يهربوا كالخائب ِ
ضحوا لأن الدين أضحى غائبا
بالحكم أو أضحى بثغر السالب ِ
لم يخلدوا بالذبح في ظلم ٍ جرى
بل خلدوا بالوثب ضد الغاصب ِ
ماتوا على نور ٍ ومن أنوارهم
هدي ٌ يعيد الناسَ نحو الأصوب ِ
مرحىً كهول الطفّ من بدر ٍ الى
صفين قاتلتم شرار الغصّب ِ
لا لومة أو لمزة قد عاقهم
لم يثنهم حشدُ البغاة المحزب ِ
هبّتْ بيوم ِ الطفّ أنصارُ الهدى
تعطي لأجل الدين دمّ الأنجب ِ
مرحىً لكم عشتم ليالي موتكم
فرحا ً ليوم تقتلوا من مذنب ِ
لن يتركوا فرضا ً وهم تحت الردى
كالنحل في ذكر ٍ وهم في ساكب ِ
يا معشرَ الأبطال يا أهل التقى
تبقون دوما ً رفعة ً في مثوب ِ
قد فزتمُ من بعد موتٍ يرتجي
تعديل نهج الدين نحو الأصوب ِ
خير العطاء قدموا أهل التقى
رغمَ الدجى شعّوا وهم كالكوكب ِ
ِ***
***
جاؤوا بجيش ٍ سيفهمُ من بهتهم
يبدو بكذب ٍ أنه كالصائب ِ
جند ٌ مع القواد قد ضاعوا بلا
هدي ٍ فهم في حقدهم كالعقربِ
جاءوا وسيفُ الجهل في ايمانهم
غدرا ً أناخوا غلهم في غالب ِ
لكنهم خزيا ً رأوا من كيدهم
خابوا إلى نار ٍ وسوء ِ الغارب ِ
بغي ٌ بلبس مؤمن ٍ في شكله
قد عاثَ في الأرض فساد المذنب ِ
يا ويلهم باعوا برخص المال أو
بالوعد في ملك الديار الأطيب ِ
باعوا جنانَ الخلدِ في خزي ٍ فلا
فازوا بدنيا أو بدار ٍ أصوب ِ
***
***
كم شاعر أو كاتب أبكى دما
طول القرون في نحيب الخاطبِ
ابكوا وشقوا في صدور ٍ وانتهوا
لطما ً وضربا ً بالحديد الملهب ِ
لم يخرج الأيمانُ في وثب ٍ إلى
موت ٍ لأجل لاطم ٍ في موكبِ
أبكِ وما للدمع ِ من جدوى اذا
لا زلتَ لم تتبعْ حماة َ الذائب ِ
ما قيمة ُ الدمع بيوم ٍ قد روى
نصرا لأهل الطف ّ,سحق الغاصب ِ
ياليتهم عرفوا بأن القتل لن
يعلو بخلد ٍ يوم طف ّ الصائب ِ
خذ واعيا درسا وكن في موقف
تأبى حياة ً كالذليل المتعب ِ
يا وائلي قمْ من ممات ٍ ناعيا
من منبر ٍ يرثي حسين المسلب ِ
بالعلم والآبداع قد غيرت في
فهم ٍ لطف النصر ضد العائب ِ
قد غير العالي بك ذا منبر
من بعدها صرتم لسانَ المذهب ِ
***
***
يا يومَ عاشوراء يا يوم به
ضدان قد خاضا قتالَ الأشطب ِ
قارن بصدق ٍ بينهم في حكمةٍ
هل يستوي نبل ٌ تجاه الكذ ّب ِ
فيها ولادات ٌ لقوم ٍ قاوموا
بالسيفِ اثما يهدم في محرب ِ
منها دروس قد حوتْ أمجادَ في
نبل ٍ وفي حربٍ عظيم ِ المأرب ِ
أرضٌ حوتْ كرا ً بلاء داميا
قطعا ً وذبحا ً بالقنا والناشب ِ
أرض ٌ بها قبرٌ له تحبو على
أكتافها قوم ٌ سعت ْ للمركب ِ
يا وثبة ً هدّتْ عروشا ً في ضحىً
مبنية ً بالزور, كذب الغاصب ِ
تجري كموج ٍ في مياهٍ هادر
قد فار من شمس ٍ لساح ِ المغرب ِ
لن يصمد البهتانُ في تضليله
قطعا ولا يقوى بدون السلّب ِ
في كل يوم ٍ ترتوي أرض الهدى
من نحرنا نزفا ً بسيفٍ يعرُب ِ
يا قلعة َ الأبطال يا أم الردى
يا مولدَ التاريخ مولدَ أنجُب ِ
من يومك الإسلامُ أضحى يومنا
منه يخاف الظلمُ خوف الهارب ِ
نصرا ً أعزّ الدين في تطبيقه
يبقى لدنيا الشر سيفَ الأنسب ِ
يا حاملي الفرقان يا أهلَ التقى
يا ملة َ الإسلام يا نهجَ النبي
احبوا لأخذ الدرسَ من طف ٍّ به
إنقاذ ُ من نار الحميم المرعب ِ
نحن الموالون َ لنا شوق ٌ إلى
نصر ِالحسين ِ يوم َ طف ّ القاضب ِ
يا ليتني كنت ُ شهيدا مثلهم
أنجو بأهلي من حميم ٍ مرعب ِ
يا ليتنا بالطف ّ كنّا مثلهم
نعطي دماءا ً للسما في منقب ِ
أن كنت ترْجوا جاهلا ً أو عاصيا
أو تاركا ً للفرض أو للواجب ِ
هذه أماني لا تقدم نافعا ً
للدين قطعا ً أو لحال النادب ِ
لا ترتجي يا ليتنا كنّا بها
بل فوزنا بالسير خلف المركب ِ
محْلى أمانينا اذا كان بها
تطبيق فكر الطفّ شرْع الواهب ِ
في كل يوم ٍ حولنا طف ّ بها
تفدى قرابين على نهْج النبي
أمضي بعزم ٍ حاملا ً من نورها
وهجا ً يُضئ الدرب نحوالآصوب ِ
واجعلْ بفكر الطفّ دربا ً للهدى
تجني بعزّ الدين خير المكسب ِ
https://telegram.me/buratha