أحمد الساعدي / شط العرب
نشر احدى مواقع التابعة لمكتب رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي تقريرا عن انجازات الحكومة في السنوات الاربعة ما بين 2006 و 2010 .
و تخلل التقرير ارقام و احصائيات مفصلة لعدد من الوزارات مع اللجوء الى عدم ذكر عدد كبير من الوزارات الاخرى التي لم تقدم شيئا او كانت فاسدة و فاشلة .
الملاحظ في التقرير المعد من مكتب المالكي ان اغلب الوزارات المذكورة هي من حصة منافسي حزب الدعوة او الغير منتمين لها و اعترف التقرير بأنها الانجح و الانزه .
و طبعا الملاحظة الهامة الاخرى ان التقرير يناقض المالكي نفسه عندما اعتبر حكومته حكومة محاصصة و ما جرى من اشكاليات سببها تحزب الوزارات و لهذا لا يمكن للمالكي ان يختزل الانجازات المذكورة في التقرير الى نفسه بل هو من حيث لا يدري يقدم وثيقة هامة جدا بفشل وزرائه و نجاح شركائه الذين تخلى عنهم للبقاء في الكرسي و بنهج ديكتاتوري واضح .
في قراءة موجزة لما ذكر في التقرير من تفاصيل صحيحة و مغالطات فضيعة في ان واحد نرى التالي :
يقول التقرير : " اولا الانجازات السياسية : الاتفاقية الامنية / كان الهدف الاسمى للحكومة انهاء الاحتلال و التبعية و هذا ما قام به رئيس الوزراء من خلال اصراره عليها و عرضها على مجلس النواب و مصادقة المجلس عليها ما جعلها ملزمة للبلدين ."
تحليل هذا الانجاز :
كما يعلم الكل ان الاتفاقية الامنية لم تكن بادرة من شخص نوري المالكي بل كانت بادرة وطنية متفق عليها من جميع الكتل السياسية ما عدى التيار الصدري و بعض النواب السنة .
و لا ينسى احد المقابلات التلفزيونية المكوكية التي قام بها عدد كبير من السياسيين من اجل تفهيم الشارع بضرورة هذه الاتفاقية و اقناع المعارضين لها .
ولولا سعي اطراف عديدة لما تمكن المالكي بمفرده و ب 12 مقعد برلماني تمرير الاتفاقية بسلام .
و كما هو معروف ان البرلمان هو الطرف الحاسم في المصادقة على الاتفاقيات و لهذا انجاز الاتفاقية الامنية يحسب للبرلمان و لكل القوى السياسية المؤيدة لها و من ضمنها المالكي و كتلته الصغيرة انذاك و ليس المالكي بطلها الوحيد .
الانجاز الثاني حسب التقرير " اعادة التمثيل الدبلوماسي للعراق مع عدد كبير من دول العالم ".
تحليل الانجاز
كما هو معلوم ان رسم السياسة الخارجية هي على عاتق وزير الخارجية و رئيس الجمهورية اللذين يقترحا الممثلين و يعرضوهم على البرلمان .
و بما ان وزير الخارجية هو هوشيار زيباري الكردي فإذا كان هناك انجاز دبلوماسي -و نحن نتحفظ طبعا على العمل الدبلوماسي الحكومي - يحسب له و هو من حصة الكرد و ليس المالكي .
و بالعكس نرى ان السياسية الخارجية للدولة العراقية شاهدت تشنجات و اشكاليات كبرى كان المالكي بطلها و بإمتياز و من اهمها :
توقيع عدد كبير من المعاهدات مع الطرف السوري يوم الاثنين و قطع العلاقات و بصورة فجائية يوم الثلاثاء و مهاجمة السوريين و التهديد بتدويل القضية .
و طبعا في مقابلة تلفزيونية و ما بعد الانتخابات اعترف المالكي بأنه لا يملك وثائق عن التدخل المباشر للسوريين و بكذبة كبيرة صرح بانه كان يقصد المتسللين و الكل نعلم ان المتسللين يأتون و لله الحمد من كل دول الجوار و ليست سورية هي الوحيدة المصدرة للارهاب .
و لا ندري لماذا لم يتحمس المالكي لقطع العلاقات و سحب السفراء مع ايران او تركيا و تعرض العراق من جانب هذه الدولتين الى قصف مستمر و تدخل عسكري بري و تدمير قرى حدودية و احتلال بئر فكة ، اضافة الى تسلل و تسلح الميليشيات و المجاميع الخاصة .!!!
الامر الثاني مقاطعة الدول العربية لحكومة المالكي و اهمها السعودية التي رفضت حتى استضافة المالكي فضلا عن سفير عراقي .
الانجاز الثالث : " اطفاء الديون و انخفاض ديون العراق من 350 مليار دولار في عام 2003 الى حوالي 130 مليار دولار في عام 2009 ".
تحليل الانجاز
و هذه ايضا من المغالطات الكبيرة و الفاضحة التي لا تنطلي الا على البسطاء و للاسباب التالية :
المراقب للشأن العراقي ما بعد سقوط النظام العفلقي يعلم ان الولايات المتحدة و منذ مجلس الحكم قد تدخلت و ساعدت العراق في اقناع دول العالم في اطفاء الديون و 70 % من الديون المنتفية المذكورة في التقرير تمت في زمن مجلس الحكم و حكومة اياد علاوي و ابراهيم الجعفري و في حقبة وزارة عادل عبدالمهدي عندما كان وزيرا للمالية .
و اما باقي العمل فكان في حقبة بيان جبر وزير المالية الحالي و القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي .
و بما ان الحكومة محاصصة فينسب هذا الانجاز ايضا للولايات المتحدة اولا و لمنافسي المالكي اخرا .
الانجاز الرابع : " الامن / ضرب القاعدة و عمليات صولة الفرسان و بحق يوصف الاستاذ المالكي بأنه رجل الأمن و الأمان في العراق ."
تحليل الانجاز
الوزارات الامنية في العراق هي على عاتق المستقلين .
صولة الفرسان لم تنجح الا باتفاق ايراني مع المالكي و الكل يتذكر كيف حوصر المالكي و حاشيته في البصرة من قبل جيش المهدي و لولا التدخل الايراني المباشر لكنا نشاهد المالكي و هو جالس كرهينة بين ايادي الملثمين على شاشات التلفزيون .
و تجميد الصدريين لقواتهم لم يأتي بفعل العمل العسكري بمقدار ما جاء كصفقة سياسية .
و الدليل على ذلك ان جيش المهدي انقسم الى ميليشيات اخرى كيوم الموعود و المجاميع الخاصة و بقت تمارس نشاطها المخابراتي .
و قد افرج المالكي عن قيس الخزعلي و على الهواء مباشرة و من دون خجل ضمن صفقة ايرانية - امريكية و بتنفيذ حكومي عراقي .
و الامر الاخر ما نشاهده اليوم من موافقة المالكي للافراج عن معتقلين الصدريين و حتى المحكومين بالاعدام مقابل كرسي الرئاسة و في صفقة ايرانية اخرى .
و اما القاعدة فلولا جهود ابناء الصحوات و ارادة العشائر العربية السنية لما تمكن المالكي ان يخرج من الخضراء.
و المعروف ان مشروع الصحوات هي من انجازات بترايوس و ليس المالكي .
و اما الحوار و تحييد المتمردين العراقيين فكان على عاتق وزارة الحوار الوطني و بقيادة أكرم الحكيم و هو ليس من حزب الدعوة بل قيادي في المجلس الاعلى .
و اخرا و ليس اخيرا ان الامن في العراق هش و ضعيف و يوميا نرى خروقات امنية كبيرة اخرها استشهاد و جرح اكثر من 400 زائر عراقي في مناسبة استشهاد الامام الكاظم .
و لايمكن القبول بامن هش مع وجود اكثر من مليون عسكري و عسكرة المجتمع و الخرصانات الكونكريتية التي بدلت المدن من مدن الى معسكرات و سجون مخترقة .
الانجاز الخامس : " الاقتصاد / ابرز الانجازات ، انخفاض سعر الدولار مقابل الدينار ، ارتفاع الودائع ، ارتفاع الاحتياطي النقدي للدولة ، انخفاض مستوى التضخم ، ارتفاع دخل الفرد ، ارتفاع صادرات النفط الخام "
تحليل الانجاز
جميع الانجازات تنسب الى الوزارة المالية و هي بحسب قول المالكي محاصصة و تعود لمنافسيه و للبنك العراقي المركزي و هو مستقل .
مع ملاحظة امر هام و هو : رفع الحصار عن العراق و بيع النفط الذي يشكل 98 % من الميزانية و ارتفاع اسعار النفط و هي امور لم تحصل الا بقرار اممي و بمساعدة امريكية بحتة .
و طبعا هذه المبالغ الضخمة هي نتيجة سياسية ريعية في مقابل صناعة عراقية وطنية مدمرة بالكامل .
و في مقابل وجود 40% من أبناء الشعب تحت خط الفقر .
و عدم تمكن الحكومة من انجاز و توفير الخدمات الاساسية من كهرباء و ماء و سكن و ..
و عدم تمكن الحكومة من جلب مستثمرين كبار يساعدون العراق على النهوض .
و وجود فساد اداري و مالي كبير في وزارات التجارة -5 مليار دولار - و الكهرباء - 17 مليار دولار - و النفط و ..
الانجاز السادس : الزراعة " مساعدة المزارعين و دفع مبالغ و تسهيلات لهم "
تحليل الانجاز
وزارة الزراعة و بالوكالة هي بقيادة اكرم الحكيم القيادي في المجلس الاعلى و اذا كان هناك انجازا فللمحاصصة كلام .
الانجاز السابع : " الصحة / ارتفاع رواتب الاطباء و ارتفاع موازنة القطاع الصحي ".
تحليل الانجاز
و لاندري هل يكفي ان تدفع رواتب عالية و لك موازنة ضخمة و يعاني المواطن العراقي من عدم وجود اطباء كفوئين و مستشفيات تليق بالبشر و يذهب الى عمان و بيروت و طهران و الهند و ماليزيا للعلاج .
هناك تقرير صدر من الحكومة اللبنانية ذكر ان الجالية العراقية ثاني جالية تزور لبنان و يصرف العراقي الزائر لبيروت الملايين من اجل العلاج و التعليم فقط و ليس السياحة .
و يذكر التقرير ارقام و تفاصيل حول انجازات وزارة البلديات و المعروف ان رياض غريب منذ تسنمه الوزارة و حتى اواخر السنة الرابعة كان قياديا و وزيرا من قبل المجلس الاعلى و ليس المالكي .
و لكي لا نبخس الناس اشيائهم نذكر ان التقرير لم يتطرق ولو بشيء بسيط الى وزارات التجارة و الكهرباء و النقل و الصناعة و ..و هي وزارات حزب الدعوة و بامتياز .
https://telegram.me/buratha

