في الوقت الذي تبذل القوى الخيرة، داخل العراق وخارجه، مساعٍ و جهوداً محمودة لرأب الصدع في المجتمع العراقي و إبعاد بلادنا عن مزالق الاقتتال، يعمد البعض الى إثارة الفتن و عرقلة جهود المصالحة الوطنية. و قد تلقى مكتب رئيس الجمهورية رسائل غاضبة من مواطنين اطلعوا على تصريحات للمدعو حارث الضاري، في صحيفة الوطن السعودية، بتاريخ 17-10-2006، و كانت حافلة بالافتراءات و التدليس و التطاول، و ناضحة بمشاعر الحقد على الآخر، المخالف في الرأي.
و تتضمن تخرصات رئيس ما يسمى بهيئة علماء المسلمين الكثير مما يجافي العلم و يناقض روح الإسلام الحنيف. بل انها تتضمن تحريضا مبطنا ضد من كانوا طوال عقود من الزمن قد ناضلوا ضد الجور و الطغيان، و من انتخبهم الشعب ممثلين و قادة له. و يجاهر الضاري بالدعوة الى تخريب العملية السياسية و يحرض الأشقاء العرب على مناصبتها العداء، زاعماً انه يمثل واحداً من مكونات الشعب العراقي، فيما ان لهذه المكون ممثلين منتخبين يدافعون ببسالة عن مصالحه و قدموا في سبيل ذلك شهداء اغتالتهم الايادي التي يحرضها و يحثها دعاة التكفير. و هذا الفعل التحريضي من قبل الضاري هو استمرار لسياسة الجماعة التي يتزعمها، و هو الذي كان يختلق الذرائع و التبريرات لجرائم القتل الجماعي.
و يستغرب العراقيون أن شخصاً له مثل هذا السجل المخزي يجد من يستمع اليه ويروج لاباطيله. و لا نعتقد أنه من المصادفة ان يطلق الضاري حملة الافك الحالية في الوقت الراهن، فهو انما يريد ان يحبط المساعي التي ترعاها، مشكورة المملكة العربية السعودية باستضافتها لقاء رجال الدين في مكة المكرمة، بغية الدعوة الى تعزيز روابط الاخوة والالفة بين المسلمين على اختلاف طوائفهم. ان في العراق الان ادراكا متعاظما لأهمية التآزر و التآخي والسير بالعراق نحو بر التصالح و الإخاء، و لكن يبدو أن ذلك لا يروق لمن يريد ان يتدفأ بنيران اقتتال الأخوة.
https://telegram.me/buratha