واضاف هذا الشاهد الطاعن في السن، بزيه الكردي التقليدي، ان «اكثر من 1800 توفوا في الاعتقال»، مؤكدا انه «شارك في دفن نحو عشرين جثة». وروى كيف قصفت قريته بأسلحة كيماوية، موضحا انه كان خارجها اثناء الهجوم. وقال «شاهدت بأم عيني اهالي القرية المصابين بالاسلحة الكيماوية. كانوا يصرخون. اعينهم تدمع ويتقيأون ويتألمون». واضاف ان «الرائحة كانت مثل رائحة تفاح متعفن. قمنا بنقل المصابين بالساحبات (جرارات) الزراعية في القرية، وكنت اقود احداها. توجهنا بهم الى قرية سوبكا القريبة من قريتنا». وتابع «قبل ان نصل الى القرية (سوبكا) قامت وحدات من الجيش بمحاصرتنا وألقوا القبض علينا وقاموا بتسجيل اسمائنا والقونا في معتقل مع الاطفال والنساء». وطلب شاهد الاثبات تسجيل شكوى ضد الرئيس السابق وابن عمه علي حسن المجيد واعوانهما لتسببهم بفقدان ثمانية من افراد عائلته. وواصلت هيئة الدفاع أمس مقاطعة قضية الانفال بدعوى تدخل الحكومة في شؤون المحكمة، وتعيين قاض جديد، مع ان هذا القاضي سمح خلال جلسة الثلاثاء، وبطلب من وزير الدفاع الاسبق سلطان هاشم احمد الطائي، بحضور فريق الدفاع الجلسة المقبلة. وكانت حملات الانفال قد اسفرت في 1988 عن مقتل أكثر من 180 الف كردي وتدمير ثلاثة آلاف قرية وتهجير الآلاف. ويحاكم في القضية، فضلا عن صدام والمجيد، الذي كان قائد المنطقة العسكرية الشمالية، واوكلت اليه مهمة تنفيذ الاوامر، كل من صابر عبد العزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق، وهو متهم بانه احد ابرز المحرضين على حملة الانفال واحد منفذيها الرئيسيين. كما يحاكم طاهر توفيق العاني محافظ الموصل خلال حملة الانفال، وسلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع السابق وقائد الحملة ميدانيا، وكان يتلقى الاوامر مباشرة من المجيد.
اما حسين رشيد التكريتي عضو القيادة العامة للقوات المسلحة والمقرب من صدام وفرحان مطلك الجبوري مدير الاستخبارات العسكرية في المناطق الشرقية، فهما متهمان بالمشاركة في الحملة.
إلى ذلك، قال التكريتي انه تعرض للضرب من قبل حراس المحكمة، الاسبوع الماضي، في حضور شهود أميركيين. ونفي مسؤول عراقي الاتهام. وفي جلسة عاصفة الاسبوع الماضي طرد التكريتي من قاعة المحكمة مع صدام بعد أن حاول الرئيس المخلوع أن يلقي كلمة. وأثار طرد صدام شكاوى غاضبة من المتهمين معه وبينهم حسين رشيد التكريتي الذي لكم أحد الحراس الذين كانوا يرافقونه الى الخارج. وخلال جلسة أمس شكا التكريتي للقاضي بأنه تعرض للضرب على أيدي حراس عراقيين في ذلك اليوم.
https://telegram.me/buratha