بغداد - فراس الحمداني
كذب محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق اتهامات وجهها له وزير النفط حسين الشهرستاني، بشأن رفض تطبيق قرار الحكومة قطع خطوط الطوارئ الكهربائية عن منازل المسؤولين والمنطقة الخضراء.
وقال عبد الرزاق لـ»العالم» أمس «ليس لدي خط طوارئ ولا استثناء من القطع المبرمج» للطاقة الكهربائية. وتابع «أنا لا أسكن في المنطقة الخضراء ولم أسكن فيها يوما واحدا»، موضحا أنه «يسكن في منطقة الشالجية» الشعبية بكرخ بغداد وأنه «يمتلك مولدة كهرباء يعطي لجيرانه 5 أمبيرات منها».
وكان الشهرستاني صرح في مؤتمر صحفي عقده اول امس الأول الجمعة في بغداد وتناقلته مختلف وسائل الإعلام بأن المحافظ عبد الرزاق يرفض الخضوع لأوامر الحكومة المتعلقة بـ»تقشف المسؤولين كهربائيا»، داعيا إياه «الى قطع خطوط الطوارىء عن منزله ومساواته مع منازل المواطنين».
ويعد الشهرستاني من فريق المالكي ويرأس كتلة «مستقلون» داخل ائتلاف دولة القانون، كما يعد صلاح عبد الرزاق رئيس كتلة حزب الدعوة في مجلس محافظة بغداد، الامر الذي جعل المراقبين يستغربون الاتهامات المتبادلة بين سياسيين من نفس الفريق.
وعن تفسيره لتصريحات وزير النفط الحالي والكهرباء بالوكالة واتهامه له برفض الخضوع للقطع المبرمج، قال محافظ بغداد «لا أدري.. إما أن يكون شخص قد أبلغ الشهرستاني بمعلومة خاطئة، أو أنه يكذب».
وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي أمر الثلاثاء الماضي بشمول منازل جميع المسؤولين في المنطقة الخضراء وخارجها بالقطع المبرمج للتيار الكهربائي ومساواتهم مع بقية المواطنين، في وقت أبلغ بعض المسؤولين «العالم» بأنهم عمدوا الى شراء مولدات كهرباء كبيرة لأول مرة منذ 7 اعوام.
لكن شهودا عيان وموظفين يسكنون في المنطقة الخضراء، أبلغوا «العالم» امس الاول بأن التيار عاد الى سابق عهده، وأن قرار قطعه لم يستمر إلا ساعات او يوما واحدا، وهو ما اكدته تصريحات الشهرستاني التي اشتكى فيها من رفض المسؤولين للقطع المبرمج.
وتابع عبد الرزاق «اتصلت بمكتب الشهرستاني للتحدث إليه والتحري عن هذه التصريحات ودوافعها، لكنني لم أتمكن من ذلك بسبب انشغاله في اجتماع».
وعقب انطلاق التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة ضد تردي الخدمات ومنها الكهرباء في مختلف مدن البلاد شكلت الحكومة لجنة برئاسة مكتب القائد العام للقوات المسلحة وعضوية محافظة بغداد لمعالجة أزمة الكهرباء.
وبسبب الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي عن منازل المواطنين الذي يبلغ في بعض المناطق 18 ساعة في اليوم عمد كثير منهم لاسيما أصحاب الورش والمعامل الصغيرة الى سحب خطوط كهرباء من مناطق مجاورة بما يؤمن مزيدا من ساعات الكهرباء، ويعرف هذا الفعل رسميا بـ»التجاوز» على خطوط الطاقة الكهربائية.
من جهته قال محمد الشمري النائب الأول لمحافظ بغداد أن اللجنة الحكومية المشكلة أمهلت «المتجاوزين» حتى الساعة السابعة من صباح اليوم الأحد لرفع تجاوزاتهم.
وأوضح الشمري في تصريح لـ»العالم» أن «قوات من عمليات بغداد بالتعاون مع المجالس المحلية ستتابع تنفيذ رفع التجاوزات»، مشيرا الى محاسبة المخالفين «محاسبة قانونية».
وأعرب الشمري عن أمله بتعاون المواطنين بما يسهم في تحسين الكهرباء معلنا عزم محافظة بغداد على زيادة كميات «الكاز» المخصصة لأصحاب المولدات الأهلية.
وبحسب الشمري فان محافظة بغداد «اتفقت مع وزير النفط قبل يومين على تجهيز اصحاب المولدات بكميات اضافية من الكاز ابتداء من هذا الأسبوع».
واكد نائب محافظ بغداد تأييد الحكومة المحلية لقرار الحكومة الاتحادية قطع الكهرباء عن منازل المسؤولين معللا ذلك بأن «لديهم مولدات كبيرة تؤمن لهم ما يحتاجونه من الطاقة الكهربائية».
وكان عدد من الموظفين في المنطقة الخضراء أكدوا لـ»العالم» ان «المجمع السكني داخل المنطقة الخضراء (مجمع القادسية) تم شموله بالقطع المبرمج ليوم واحد فقط.. فقد عاد التيار الكهربائي الى وضعه السابق ولا يزال العمل جاريا بموجب النظام السابق».
وعلى الرغم من تأكيدات عدد من المسؤولين لـ»العالم» بأن قرار الحكومة بقطع خطوط الطوارىء «مطبق بشكل دقيق داخل المنطقة الخضراء» إلا ان نوابا رفضوا ذكر اسمائهم قالوا «ان القرار طبق ليوم واحد، بعدها حصلت استثناءات لبعض المسؤولين فأعيدت إليهم الكهرباء الدائمة، ثم حصلت فوضى وعادت الكهرباء للجميع».
https://telegram.me/buratha

