وفي مؤتمر صحافي قال المالكي بعد لقائه السيستاني عن اسباب زيارته: «نتحرك ويتحرك معنا كل المخلصين من ابناء هذا الوطن من اجل ايجاد اجواء الوفاق الوطني والمصالحة الوطنية وفرض السلم بدلا من العنف والقتل والارهاب».
واضاف: «نتحرك على كل المواقع التي تؤثر في الجانب السياسي والاجتماعي من اجل حشد التأييد والدعم وتعبئة الصفوف وايجاد مساحة وقاعدة عريضة من كل المواقع المؤثرة من اجل الضغط على القوى الارهابية التي تريد ان تعيث في الارض فسادا».
وفي رد عن الاعتقالات بحق قيادات التيار الصدري وآخرها اعتقال الشيخ الساعدي في بغداد قال: «نحن نتجه الآن لايجاد حلول سياسية لكل الازمات، وهي بطبيعتها ستنهي كل الاعتقالات والتوترات. وهذا ما اجمعت عليه القوى السياسية (...) وان شاء الله ستعود الاوضاع طبيعية ولا يعتقل الا من ارتكب جريمة حقيقية بحق الابرياء».
وعن تصريحات بعض المسؤولين الاميركيين حول تحديد سقف زمني للحكومة العراقية للقضاء على الارهاب وتحقيق الاستقرار، قال المالكي: «الحكومة العراقية حكومة وحدة وطنية لم تأت على ظهر الدبابة او بوساطة احد، انما جاءت بارادة الشعب العراقي بشكل ديموقراطي عبر الانتخابات والدستور. وهي بالتالي حكومة تمثل ارادة هذا الشعب، وهو الوحيد الذي يستطيع عبر مؤسساته ان يقول لهذه الحكومة نعم للاستمرار او نعم للتوقف والتغيير» مشيراً الى ترحيبه «بأية عملية مراجعة للاداء» مشدداً على ان «المراجعة شأن يتعلق بالحكومة العراقية نفسها».
وحول مؤتمر مكة قال المالكي: «نحن نعلق آمالا على كل خطوة يخطوها الذين تهمهم مصلحة العراق ويستنكرون ما يجري من اعمال ارهابية في هذا البلد». واضاف ان «مؤتمر مكة سيحضره فريقان من العلماء سنة وشيعة. وهذا يعتبر خطوة داعمة للخطوات التي تجري داخل البلد من اجل ايجاد اجواء الحوار (...) لذلك نحن نؤيد هذا المؤتمر وندعو له بالتوفيق والنجاح» مشيرا الى ان السيستاني «بعث برسالة ايجابية تشجع على استتباب الامن وايجاد حالة من الانسجام» بين العراقيين.
وفي مؤتمر صحافي عقده المالكي مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قال رئيس الوزراء انه بحث مع الصدر «الاوضاع الامنية وآليات حماية المواطنين وحقن الدماء والبدء بعملية الاعمار» وشكر الصدر على «تجاوبه (...) ومشاعره تجاه الارواح التي تزهق والدماء التي تسفك».
من جانبه أعلن الصدر دعمه لمؤتمر مكة واعتبر انه يصب في مصلحة العراق. وقال الصدر «انا ادعم كل المؤتمرات التي تصب في صالح الشعب العراقي وان كان من الافضل عقده في العراق (...) ومن المفروض العراق هو الذي يتبنى مثل هذه المؤتمرات».
واضاف «ان شاء الله جهود الاخوة العرب والمسلمين والجيران كلها تصب في مصلحة الشعب العراقي وان شاء الله نسعى وتسعى الحكومة الى استتباب الامن في هذا البلد».
وتابع ان «الفيديرالية وأي أمر آخر يرجع به الى الشعب العراقي، فاذا وافق الشعب على الفيديرالية فلا مشكلة واذا رفضها فهو حق مشروع له». واضاف: «البلد يمر بظرف صعب جداً وعصيب في ظل وجود الكثير من الصدامات والخلافات» ودعا الى «نبذ الطائفية وعمليات الخطف والقتل الطائفي ونبذ الفرقة وتوحيد الصفوف سنة وشيعة لنكون يداً واحدة لبناء العراق واخراجه من بحار الدماء التي تجري يوميا ونسعى الى استقراره واستقلاله».
وانتقد الصدر التدخل في شؤون العراق الداخلية وقال: «ليس لأحد، سوى الحكومة العراقية، الحق في التدخل في الشأن العراقي سواء من الاميركيين او اية دولة اخرى». وزاد ان «الكثير من التدخلات الاميركية في العراق وخارجه قد اساءت للاوضاع سواء في لبنان او كوريا الشمالية او في غيرها من الدول».
ورداً على سؤال عن تطورات مشروع المصالحة الوطنية قال رئيس الوزراء العراقي ان «الكثير من ابناء الشعب العراقي في مختلف المحافظات والقطاعات العراقية تجاوبوا مع مشروع المصالحة الوطنية، لكن بعض القوى الشريرة وبقايا الصداميين والبعثيين الذين لا يريدون لهذا البلد الاستقرار واصلوا ممارسة عمليات القتل والتهجير كي لا يهدأ هذا البلد». لافتاً الى ان «أحد اهداف مشروع المصالحة ان تتفق كلمة العراقيين على مواجهة الصداميين والتكفيريين واجتثاثهم من الارض العراقية».» واضاف: «وجدنا دعماً وتأييداً للمصالحة الوطنية من المرجعيات الدينية والسياسية، كما وجدنا رفضاً لعمليات القتل وحمل السلاح، ووجدنا تأييداً في تولي الدولة فقط حماية المواطنين».
وعن محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عبّر المالكي عن أمله بأن لا تطول المحاكمة وقال: «ان شاء الله لا تطول المحاكمة. وسيصدر قريباً الحكم بالاعدام على هذا الطاغية المجرم واعوانه والمجرمين الذين عملوا معه. وقطعاً باعدامه ستسقط الورقة التي يراهن عليها من يريد ان يعود الى السلطة تحت راية صدام والبعث».
جريدة الحياة
https://telegram.me/buratha