وعلمت «الشرق الأوسط» ان وثيقة مكة التي صاغتها قبل ايام مجموعة من العلماء الشيعة والسنة العراقيون، مكونة من 10 بنود شاملة لكل عناصر الفتنة في العراق وتركز على نبذ العنف وتحريم قتل الأبرياء وتحريم مداهمة المساجد وقتل المصلين والدعوة إلى الوحدة والتكاتف والعمل على إنهاء الاحتلال الأميركي للعراق والدعوة إلى ان يكون العراقيون أمة واحدة متعايشة متحابة إضافة الى نبذ الطائفية وكذلك تحرم التحريض والدعوة الى القتل بكل أشكالها المباشرة وغير المباشرة.
وأوضح السفير مهدي فتح الله، مدير الإدارة السياسية في منظمة المؤتمر الإسلامي، أن «الوثيقة شاملة لكل عناصر الفتنة في العراق، وتم إعدادها من قبل لجنة تحضيرية ولجنة صياغة من علماء السنة والشيعة تحت رعاية مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي». وأضاف «ان العلماء المشاركين في اللقاء تم اختيارهم من المراجع الدينية في العراق ولم يشارك احد من هؤلاء العلماء بصفته الشخصية وكل مرجعية في العراق لها تنظيمها وطريقة اختيار من يمثلونها ومنظمة المؤتمر الإسلامي قامت بمخاطبة المراجع الدينية في العراق».
وعلم أمس من مصدر مسؤول في منظمة المؤتمر الاسلامي ان توقيع «وثيقة مكة» ستوقع غدا، حسبما افادت وكالة الصحافة الفرنسية، واضاف المصدر ان الامر لا يتعلق باجتماع في شكل ندوة او حلقة نقاش بل بحضور المراجع ووجودهم معا في مكة وخاصة توقيعهم الوثيقة.
وتنص الوثيقة على «التأكيد على حرمة اموال المسلمين ودمائهم واعراضهم» و«التأكيد على ضرورة المحافظة على دور العبادة للمسلمين وغير المسلمين» و«التمسك بالوحدة الوطنية الاسلامية» وتدعو الى «اطلاق سراح المختطفين الابرياء وكذلك الرهائن المسلمين وغير المسلمين». كذلك تحث الوثيقة «على ان يكون السنة والشيعة صفا واحدا من اجل استقلال العراق ووحدة ترابه» وتدعو الى «نبذ اطلاق الاوصاف المشينة على السنة والشيعة».
وكان الناطق باسم منظمة المؤتمر الاسلامي عطاء المنان بخيت قد اوضح «ان هذه المبادرة تقتصر على جانب النزاع الطائفي لاخماد جمرته باعتبار ان هذا النزاع بما ينطوي عليه من خلفيات دينية يكون عادة اكثر انواع النزاعات دموية وعنفا». واضاف في بيان نشر على موقع المنظمة على الإنترنت «ان الامر لا يتعلق بمبادرة للمصالحة بين العراقيين بل يتعلق الامر بوقف الاقتتال المذهبي بين العراقيين».
واوضح المنان «المبادرة ليست مؤتمرا ولا ندوة ولا نقاش فيها ولا جدال ولا مفاوضات فمداها الموضوعي يهدف الى وقف الاقتتال المذهبي وخلفيتها الدينية مؤسسة على نظرة اسلامية موحدة».
واضاف «القضية ليست مؤتمر مصالحة وانما هي مناسبة خاصة تختلف عما سواها، لاعلان هذه الثوابت الدينية الجامعة على السنة كبار المرجعيات الدينية وعلماء المسلمين».
وكانت المسودة المبدئية لوثيقة مكة المكرمة قد شارك فيها الدكتور محمود الصميدعي والشيخ عبد الستار عبد الجبار من الجانب السني، والشيخ جلال الدين الصغير وصلاح عبد الرزاق من الجانب الشيعي، إضافة الى الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدكتور حبيب بالخوجة
الشرق الاوسط
https://telegram.me/buratha