الأخبار

القاعدة شمال ديالى تدخل من الشباك بعد خروج القوات الأمنية من الباب


لا يعلق الموظف المتقاعد صلاح البرزنجي آمالا كبيرة على الحملات الأمنية في مدينته، ناحية السعدية التابعة لمحافظة ديالى، فاستقرار الوضع الأمني، بالنسبة له، مؤقت في مدينته لأنه "ينتهي بانتهاء الحملات التي تشنها الأجهزة الأمنية ضد تنظيم القاعدة" الذي عادة ما يستأنف نشاطاته لاحقا، وهو ما يؤكده جزئيا مدير الناحية مع أن "نسبة الأمن في السعدية تتجاوز الـ 60%"، كما يقول.

وكانت ناحية السعدية(60 كم شمال بعقوبة)، في السنوات الماضية تعد احد معاقل تنظيم القاعدة الارهابي في العراق، الذي نظم في إحدى القرى التابعة لها وهي قرية الاصيوه استعراضاً عسكرياً في أيار 2008 بمشاركة أكثر من 300 مسلح كانوا يستقلون أكثر من 50 شاحنة صغيرة من نوع "بيك أب" ويحملون أسلحة متوسطة وخفيفة، ويرتدون ملابس سوداء ويحملون لافتات تدعو للقصاص من منتسبي الشرطة والجيش العراقيين والموظفين الحكوميين.

ويشبه الموظف الحكومي المتقاعد صلاح قادر البرزنجي (65 سنة) العمليات بين تنظيم القاعدة الارهابي والأجهزة الأمنية بأنها "كر وفر، من دون حسم نهائي"، ويوضح أن "المحافظة ومدينة السعدية تشهد استقراراً أمنياً عندما تبدأ الأجهزة الأمنية بتنفيذ حملات دهم وتفتيش في المناطق، وما أن تنتهي منها حتى تسترجع القاعدة نشاطها وتبدأ أعمال العنف والخروق الأمنية والاغتيالات".

ويضيف البرزنجي أن "الإرهاب موجود بقوة في أطراف ناحية السعدية، والقاعدة تملك معاقل في بعض القرى الزراعية التي تقع قرب تلال حمرين"، مشدداً على "أهمية وضع خطة مبرمجة للقضاء على الإرهاب بشكل نهائي".

وتعد تلال حمرين، (70 كم شمال شرق بعقوبة محافظة ديالى، والمجاورة لناحية السعدية) احد الملاذات للجماعات الارهابية المسلحة بسبب بعدها وطبيعتها الوعرة ووجود الكهوف فيها، وسبق لمصدر امني مسؤول ان لـ"السومرية نيوز"، في 28 نيسان، أن التحقيقات مع معتقلين من قيادات تنظيم النقشبندية كشفت عن مغادرة نائب رئيس النظام السابق نائب عزة الدوري مناطق تلال حمرين عام 2006، بعد أن شعر ببوادر لشن القوات الأمنية العراقية عمليات استباقية في تلك المناطق، فضلاً عن تدهور حالته الصحية.

من جانبه، يذكر الموظف الحكومي نجم سلمان الكروي (40 سنة) أن "الناحية شهدت أكثر من عملية أمنية خلال العامين الماضيين، إلا أن الوضع الأمني بقي دون مستوى الطموح، بسبب عدم التمكن من اقتلاع جذور الإرهاب بشكل كامل".

وكانت خطة أمنية كبيرة تبنتها الحكومة المركزية في بغداد سميت بـ"بشائر الخير" هدفت إلى ملاحقة الجماعات الارهابية المسلحة في تموز 2008 بديالى، تلتها خطة أخرى تحمل الاسم نفسه لكن في اتجاه الأعمار والبناء وتأهيل المشاريع الخدمية.

ويدعو الكروي إلى "التواصل بين الأجهزة الأمنية في توجيه الضربات الاستباقية، لأنه كفيل بتحقيق الأمان وإنهاء وجود خلايا الجماعات المسلحة"، موضحاً "نحن لا نريد أن تكون عمليات الأجهزة الأمنية مثل "هبة العروسة" في الأمثال الشعبية، التي ينتهي مفعولها بعد أيام من انطلاقها"، بحسب تعبيره.

من جهة أخرى، يقول مصدر أمني مطلع في ناحية السعدية إن "الأجهزة الأمنية حققت نتائج إيجابية عدة خلال الأسابيع الماضية تمثلت باعتقال عدد من الخلايا المسلحة المتورطة بارتكاب عدد من أعمال العنف"، مضيفا أن "الأوضاع الأمنية في الوقت الراهن أفضل مما كانت عليه سابقاً، خصوصا مع تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية في معركة القضاء على الإرهاب".

وكانت هيمنة الجماعات الارهابية المسلحة وسطوتها في مناطق محافظة ديالى تحول دون تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية التي كانت بدورها ضعيفة الحضور ولا تستطيع توفير الحماية لمن يتعاون معها مما يجعله عرضة لانتقام العناصر المسلحة.

من جهته، يؤكد مدير ناحية السعدية بمحافظة ديالى أحمد الزركوشي في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "القاعدة وبقية التنظيمات المرتبطة بها لا تزال تمارس نشاطها السلبي في بعض أماكن الناحية، على الرغم من أن نسبة الأمن تتجاوز حالياً الـ 60% في غالبية المناطق".

ويوضح الزركوشي أن "الملف الأمني تطور بشكل إيجابي في الأيام الماضية نتيجة انتشار الأجهزة الأمنية من الشرطة والجيش وقيامها بسلسلة عمليات دهم وتفتيش ساهمت في توفير جو من الطمأنينة والأمان النسبي للمواطن".

ويدعو مدير ناحية السعدية الأجهزة الأمنية إلى معالجة الخروق الأمنية التي تضرب الناحية بين فترة وأخرى ويذهب ضحيتها العديد من الأبرياء"، لافتاً إلى أنها "تعرضت في الفترة السابقة إلى هجمات إجرامية من قبل خلايا القاعدة".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك