قرر القاضي محمد عريبي الخليفة رئيس المحكمة الجنائية العليا التي تحاكم الطاغية صدام في قضية الأنفال تأجيل جلسة اليوم 18/10 الـ(17) الى يوم غد 19/10 للاستماع الى المزيد من المشتكين في القضية.
وكانت المحكمة قد استمعت في جلسة اليوم الى افادة إثنين من المشتكين اللذين اكدا تعرضهما للاعتقال من قبل ازلام النظام البائد عام 1988 وتحدث المشتكيان عن عمليات اعدام جماعية لمعتقلين كورد حدثت في منطقة الرمادي واكدا هروبهما من المعتقل.
وقال المشتكي الاول في جلسة اليوم الـ17 الذي ادلى بشهادته من وراء ستار انه من سكنة قرية خضر ريان التابعة لقضاء قادر كرم ان القوات العراقية قصفت القرى في منطقة سكناه في التاسع من نيسان (ابريل) عام 1988 مما دفع السكان الى الهرب الى الجبال القريبة.
واضاف المشتكي: قصفت قريتنا في التاسع من أبريل/نيسان عام 1988. واشار المشتكي الى انه بسبب هروبه من الخدمة العسكرية فقد لجأ الى قرية قريبة لكن احد عناصر قوات الكورد المؤيدة للحكومة حضر فابلغه ان هناك عفو عن الهاربين فسلم نفسه مع آخرين لكنه نقل الى السجن في طوبزاوة ومنها الى الرمادي حيث احتجزوا هناك مع عدد كبير من الرجال والنساء والاطفال.
وتابع المشتكي:في اليوم التالي نقلونا إلى معتقل آخر. واعجز الكلام عن ما شاهدته هناك، كأن سكان مدينة كاملة تجمعوا في المعتقل.
واردف المشتكي: شاهدت سيارات عسكرية ومدنية مختلفة تنقل أشخاصا وتلقي بهم داخل المعتقل.
واضاف المشتكي: سمعت شرطي يقول لآخر: "كن حذرا السيد علي حسن المجيد سوف يأتي للمركز.
واضاف المشتكي: ان المعتقلين قاموا بتفتيش المعتقلين وطلبوا تسليم كافة أشيائهم الصغيرة.
واردف المشتكي: في اليوم التالي سجلوا كافة المعلومات الخاصة بنا بعد فصل كل أبناء قرية على حدة ثم أعادونا للمعتقل داخل المركز.
واضاف المشتكي: بعد 15 دقيقة سمعت صوت مروحيتين عسكريتين وعلمت أنهما حطتا في منطقة مركز الشرطة.
وقال المشتكي: "خضعنا لتحقيقات مفصلة قال لي الضابط إن كل ما أدليت به في التحقيق كان كاذبا. أوضحت للضابط أنني لم أكن من قوات البيشمركة. ورد بأن هناك تقارير مفصلة عن نشاط كل كوردي حتى الأطفال. ثم أحضر ورقة مطبوعة وأجبرني على التوقيع عليها".
واشار المشتكي الى انه ذات يوم أحضروا نساء إلى المعتقل وقسموا القاعة إلى قاعتين. وعزلوا الأطفال الصغار عن النساء لفترة ثم أعادوهم بعد حوالي ساعتين.
رئيس المحكمة يطلب من المشتكي إيجاز التفاصيل الخاصة بموضوع شكواه.
وتابع المشتكي الادلاء بافادته:" بعد التحقيق معنا وضعونا في قاعة وقاموا بلحمه من أعلى إلى أسفل. وعادوا بعد 20 دقيقة ليكسروا الباب وطلبوا ممن يريد قضاء حاجته الخروج في مجموعات من أربع أشخاص.
وتابع المشتكي: في أحد الأيام قامت قوات حكومية بأخذ شخص معنا بعد أن صفعوه صفعة قوية للغاية. ولم يظهر هذا الشخص مرة أخرى. وبجانبي كان أحد الأشخاص يتأوه وقال لي ضربوني وكسروا لي ضلعين. ولاحظت أنه كان يتنفس بصعوبة".
وتابع المشتكي: أثناء سيرنا في القافلة كنا نسمع صوت إطلاق رصاص وصراخ. لم يسمحوا لنا بشرب مياه منذ خروجنا من المعتقل. وفجأة أناروا ضوء السيارات وكنا ليلا وشاهدنا العسكر الذين كانوا برفقتنا يطلقون النار على رؤوس مجموعات من المعتقلين متراصة في ثلاثة صفوف" لكنه نجا من ذلك برغم مقتل اخرين. واشار الى انه تم بعد ذلك نقلهم بالسيارت الى بغداد لكنه استطاع الهرب ووصل الى كركوك متخفيا.
الادعاء يستجوب المشتكي (عقب انقطاع البث التلفزيوني لفترة).
المشتكي ردا على أسئلة: لا أعرف المتهم علي حسن المجيد ولكنني شاهدت مجموعة من الضباط تدخل المركز ولا أعلم إذا كان المجيد من بينهم.
المشتكي: الذين نفذوا عمليات الإعدام كانوا يرتدون خوذات عسكرية. وموقع الإعدام لم يكن في معسكر بل كان في الخلاء.
يتابع المشتكي: كنت هاربا من الخدمة العسكرية. ولم أكن منتميا إلى قوات البيشمركة. القرية التي كنت أعيش فيها كانت تحت سيطرة تلك القوات.
المشتكي: القافلة التي تحركت بنا نحو الرمادي كان بها حوالي 35 سيارة. ولا أعلم شيئا عن السيارات التي كانت خلفي.
المشتكي: الأطفال دون عشر سنوات اللذين فُصلوا عن أمهاتهم في المعتقل، تمت إعادتهم كلهم بعد ساعتين.
المشتكي: عندما حدث عراك بين المعتقلين ورجال الأمن داخل السيارة أصبت بشظية صغيرة.
المشتكي: أثناء نقلي من الرمادي إلى الساحة المفترض أن نُعدم بها على أيدي مفرزة عراقية لم أكن معصوب العينين أو مكتوف اليدين.
- المتهم علي حسن المجيد يقول إن المعتقلين كانوا يُنقلون فقط من مكان إلى آخر وليس إلى موقع يتم إعدامهم فيه وفقا لرواية المشتكي.
ومن ثم قرر القاضي محمد عريبي الخليفة رفع الجلسة للاستراحة.
وبعد فترة الاستراحة استمعت المحكمة الى افادة المشتكي الثاني في جلسة اليوم الذي اكد خلال افادته مشاهدته لعملية إعدام جماعي في الرمادي وذكر انه تم إعتقاله من قبل ازلام النظام البائد في عام 1988 وانه تمكن من الهرب من المعتقل الذي نقل اليه في الرمادي بعد ان تعرض الى اصابة عندما كان يحاول الهرب من المعتقل تحدث كذلك عن عمليات تعذيب حدثت لمعتقلين كورد داخل المعتقل.
وتقدم المشتكي الثاني في جلسة اليوم الـ17 محاكمة في قضية الانفال بالشكوى ضد المتهم صدام حسين والمتهم علي حسن المجيد وكل من شارك في جريمة الأنفال وطالب بتعويضه عن الاضرار التي لحقت به.
مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الكوردستاني
https://telegram.me/buratha