العراق بيتنا ـ عامر ناجي
على غرار "لافتات" الشاعر العراقي احمد مطر وجد مواطنو حي العمال (في الكوت) في اللافتات وسيلة للتعبير عن السخط على الواقع الخدمي الذي وصلت اليه منطقتهم.
وبينما كانت لافتات مطر شعرا سطر حروفه على الورق وفي ادمغة عشاقه كانت لافتات حي العمال قطع قماش بيضاء تبرع الموسورون من ابناء الحي لشرائها وخط عبارات السخط والاستهجان عليها.
وفي تصريح لوكالة العراق بيتنا قال المواطن حيدر (منتسب في الشرطة المحلية) "من غير الممكن ان يطول صبر الانسان في القرن الواحد والعشرين لاكثر من خمس سنوات من اجل الحصول على خدمات ممكنة التحقيق".
والحي المعروف بتسمية حي العمال ويعرف ايضا بدور العمال يقع شمال شرقي مدينة الكوت مركز محافظة واسط ويعود تاريخ انشائه الى الستينات من القرن الماضي.
وكانت اعمال الحفريات الخاصة بمشروع انشاء مجاري الكوت الكبير قد شملت هذا الحي السكني قبل ثلاث سنوات وقد ترك تأخر العمل وعدم اكماله تأثيرا سلبيا على واقع هذا الحي.
واللافتات التي علقت على جدران حي العمال في الكوت تشير الى نوع الخدمات التي يدعو الى تحقيقها منتسب الشرطة حيدر وابناء الحي الذي يسكنه اذ جاء فيها "اهالي حي العمال يمنحون الجائزة الكبرى لمن يعرف عدد السبالت والستلايتات في بناية مجلس المحافظة" في اشارة الى تنعم اعضاء المجلس بالكهرباء.

واشارت اخرى الى "اعضاء مجلس المحافظة يتقاضون الملايين لغرض تحسين معايشهم" وجاء في تتمة اللافتة قول للامام علي عليه السلام يدعو الى انصاف الفقير.
وجاء في لافتة اخرى القول "من اراد ان ينظر الى غزة في حصارها وهيروشيما في دمارها فلينظر الى دور العمال واسرارها".

والى جانب ما تم ذكره كانت اللافتات تشير الى عدم اكتراث اعضاء مجلس المحافظة بحياة مواطني هذا الحي السكني وحصول حالة ندم لقيامهم بانتخاب اعضاء هذا المجلس.
وكان مدير بلدية الكوت المهندس حسين علاوي سبق له ان اعلن عن جاهزية مديريته لتقديم الخدمات البلدية للمنطقة في حالة الانتهاء من اعمال انشاء المجاري فيه.

فيما تراجعت مديرية توزيع كهرباء محافظة واسط عن تنفيذ مشروع العشرة امبير الذي اطلقت تجربته الاولى في حي العمال عام 2008 لاسباب لم تفصح عنها مديرية الكهرباء.
ومما لوحظ على اللافتات التي علقت على جدران الدور السكنية والجامع الموجود فيها عدم اشارتها الى السلطة التنفيذية وعلى رأسها المحافظ واقتصارها على السلطة التشريعية ممثلة بمجلس المحافظة وهو امر لم يجد له على تفسير.
والى جانب عدم صلاحية الشارع الرئيسي الواقع بجوار الحي لمرور السيارات فان حي العمال يشكو من انتشار محلات بيع المواد الانشائية "السكلات" وعلى هذا الامر علق المواطن محمد خضر قائلا "لا ليلنا ليل ولا نهارنا نهار" والعبارة الانفة قد لفظها المواطن باللهجة العراقية الدارجة. والشارع الرئيسي في حي العمال يعتبر حلقة وصل ما بين مناطق وسط الكوت واطرافها الشرقية متمثلة بمناطق داموك والشهداء والسجاد وهذا الامر جعل المنطقة التي تضم اكثر من 200 دارا تعيش اجواءا من الضجيج لعدم صلاحية الشارع لحركة المرور
https://telegram.me/buratha

