تعهد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني من أنقرة التي وصلها الثلاثاء ببذل جميع الجهود لوقف أعمال العنف المتزايدة التي يشنها مسلحو حزب العمال الكردستاني ضد تركيا. وأعرب البرزاني بعد محادثات مع وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو الخميس عن استعداده لتقديم جميع أشكال التعاون مع أنقرة لتحسين العلاقات بين الجانبين، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، أشاد داود أوغلو بتحسن العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن تركيا لديها رؤية "بالاندماج الاقتصادي التام" مع إقليم كردستان، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة بذل أكراد العراق المزيد من الجهود لوقف نشاط حزب العمال الكردستاني. ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي ينطلق بعض مقاتيله من مناطق حدودية داخل العراق صراعا مسلحا مع أنقرة منذ ثمانينيات القرن الماضي حول حقوق الأكراد في تركيا. وقد شكلت زيارة البرزاني لتركيا علامة فارقة في علاقة الإقليم بأنقرة والتي كانت توصف عادة بالتوتر وخصوصا خلال فترة السنوات الست الماضية التي غاب فيها البرزاني عن العاصمة التركية. ويرى الخبير في الشؤون التركية محمد عادل إن أنقرة قبلت أن يحل البرزاني ضيفا عليها لأنه قرر أن يضع أحلام إنشاء دولة كردية جانبا :"تستقبل تركيا البرزاني اليوم كشريك اقتصادي وسياسي في المنطقة بعد أن أنهى خيال الدولة الكردية في شمال العراق أصبح مقبولا في تركيا التي توجهت في السنوات الماضية للاستثمار بضخامة في شمال العراق وتوجهت أيضا لإصلاح ذات البين بين الأطراف الكردية والحكومة المركزية في بغداد ولهذا فهناك مصلحة أمن قومي واضحة جدا لتركيا في العراق وكذلك مصلحة للطرف الكردي العراقي".
وقال عادل إن استقبال تركيا للبرزاني لايعتبر تنازلا من أجل مصالح اقتصادية أو دور تركي أكبر في المنطقة من بوابة زيادة عدد حلفائها فيها مضيفا بالقول: "أنقرة أعلنت أكثر من مرة أن أحد أسس سياستها الخارجية التفاعل الإيجابي مع قضايا المنطقة ولهذا تعاملها مع الطرف الكردي بإيجابية بعد أن ألغى على الأقل من الناحية الفعلية الآن مشروع الدولة الكردية وبدأوا ينصهرون في إطار عراق موحد وبالتالي فتركيا تتعامل الآن مع إقليم هو جزء من العراق وتستثمر اقتصاديا وأمنيا في العراق وهذا كله لا ينفصل عن الدور الإقليمي الذي تلعبه في المنطقة".