اكد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، الاربعاء، عدم وجود دعوة مقدمة من قبل الحكومة العراقية لأي طرف خارجي للتدخل في الشأن الداخلي العراقي، معتبرا أن الأزمة التي يشهدها تشكيل الحكومة الجديدة لايمكن تدويلها.
وقال علي الموسوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الفترات السابقة لم تشهد أي دعوة من قبل الحكومة لأي طرف سواء كان عربيا او غير عربي للتدخل في الشأن العراقي او حل ازماته"، موضحاً أنه "لايمكن تدويل أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، لأن الظرف الذي نمر به دقيق وحساس".
وكانت وسائل إعلام عراقية وجهات سياسية عراقية تحدثت في الأيام القليلة الماضية عن زيارة مرتقبة لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى العراق لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية، وممارسة الضغط على جميع الكيانات السياسية الفائزة في الانتخابات لتقديم تنازلات للإسراع في اختيار رئيس الوزراء والمرشحين للمناصب السيادية.
واشار الموسوي إلى أن "المفاوضات التي تجري بين العراقيين منذ نهاية الانتخابات التي جرت في السابع من آذار ولحد الان، كانت بين اطراف عراقية، لذلك لم نرَ أي مسؤول عربي أو اجنبي قَدِمَ العراق وفرض رايه، رغم وجود محاولات من البعض لدعوة الاخرين للتدخل".
وأستدرك الموسوي كلامه بالقول إنه "من الطبيعي أن يطلب العراقيون تقديم الدعم والمشورة و المساعدة للاستفادة من خبرات الاخرين"، مضيفاً "أما التدخل في الشأن الداخلي للعراق، امر لايرفضه العراقيون فقط، بل كل شعب حر يرفض ان يتدخل الاخر في شؤونه الداخلية"، وفقا لقوله.
وكان رئيس الجمهورية المنتهية ولايته جلال طالباني قد بحث مع نظيره المصري حسني مبارك، الأحد الماضي خلال زيارته القاهرة الأوضاع في العراق بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، مطالبا مصر والجامعة العربية بالتدخل لحل الأزمة العراقية، بقوله "بصفتي رئيس جمهورية العراق طلبت أن تتدخل القاهرة والجامعة العربية من خلال أمينها العام لمساعدة العراق على حل أزمته فهي جامعتنا ومن حقها أن تتدخل لصالح العراق".
إلا أن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قال في حديث سابق لـ"السومرية نيوز"، إن رئيس الجمهورية لا يقصد بحديثه التدخل الذي تثار حوله علامات الاستفهام، أو التدخل الذي يؤدي لدعم طرف وتقويته دون الأطراف الأخرى، وإنما حديثه جاء استناداً لمبدأ العلاقات المتوازنة بين العراق ودول المنطقة.
واضح الدباغ أن الطالباني يمثل رمزا للدولة العراقية ويتكلم باسمها ليس كممثل لطرف على حساب أطراف أخرى، مبينا أن الحكومة الشرعية المنتخبة هي فقط من يعرف طلب المساعدة أو التدخل وليس أطراف، في إشارة منه إلى رئيس القائمة العراقية أياد علاوي الذي كان طلب قبل نحو أسبوعين خلال زيارة قام بها لمصر أيضا الجامعة العربية بالتدخل لمنع استبعاد مرشحين فائزين من قائمته تم شمولها في قرارات اجتثاث البعث.
وشهدت المفاوضات على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة تحولات مهمة في الأيام الأخيرة، بعد أن أكد رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم القائمة العراقية أياد علاوي أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاق مباحثات جادة بينهما، وسيتم البحث في تفاصيل العقبات التي تعترض تشكيل صيغة حكومية مقبولة من قبل جميع الشركاء.
وكان مصدر مشرف على مفاوضات ائتلافي دولة القانون بزعامة نوري المالكي والعراقية بزعامة إياد علاوي كشف، الخميس الماضي، لـ"السومرية نيوز"، أن المباحثات التي يجريها الطرفان لتشكيل الحكومة المقبلة قد وصلت إلى مراحل متقدمة وشبه نهائية، مبينا أن الأيام المقبلة ستحمل مفاجأة كبرى، واصفا التحالف الذي أعلن عنه بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني بـ"الهش" بسبب عقدة منصب رئيس الحكومة.
https://telegram.me/buratha
