الأخبار

العلامة السيد محمد بحر العلوم : الابرياء يدفعون ثمن الصراع السياسي


اصدر سماحة العلامة السيد محمد بحر العلوم بيانا ادان فيه الاعتداءات الرهابية التي استهدفت الابرياء في مناطق عديدة من البلاد كما دعا السياسيين الى تغليب المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية

لقد اقضت مضاجعنا يوم امس العمليات الارهابية التي ضربت المحافظات العراقية الست واودت بحياة العشرات من الابرياء والمئات من الجرحى. ولاشك ان تداعيات الاوضاع السياسية لها دور كبير في تنامي قدرات الارهابين للتنسيق في شن هجمات متزامنة تدفع باتجاه زعزعة ثقة المواطن بقدرات اجهزتنا الامنية. فالصراع السياسي على السلطة يأخذ منحنيات متصاعدة لا تبشر بقرب الانفراج. فلازالت المياه راكدة وليس في الافق ما يشير الى قرب تشكيل الحكومة الجديدة رغم مرور شهرين بالكامل على اجراء الانتخابات والعيون مشدودة الى عمليات اعادة العد والفرز في محافظة بغداد ويبدو ان نتائجها سوف لاتغير من الخارطة السياسية شيئا.

ولست هنا في مقام المطالبة بل التمني بالاستفادة من تجارب الاخرين فهناك اوضاع مشابهة لما نمر به سياسيا رغم ان القياس غير وارد فلكل شعب تجربته وتأريخه، ولكن استوقفني نبأ اعلان كولدن براون استقالته عن رئاسة حزب العمال في غضون الاشهر القادمة بسبب ما افرزته نتائج الانتخابات البريطانية في الاسبوع الماضي حيث فشلت الاحزاب في تحقيق الاغلبية التي تسمح لاحدهما بتشكيل الحكومة مالم يصار الى ائتلاف سياسي واصبح حزب الاحرار الديمقراطي بيضة القبان بين العمال والمحافظين، واعلن حزب الاحرار امكانية تحالفه مع العمال بشرط تخلي براون عن رئاسة حزب العمال مما اضطره الى التلويح باستعداده للتخلي من اجل التوصل الى حل يتيح للبلد حكومة ائتلافية من الحزب الحاكم والاحرار.

السياسة فن الممكن لادارة البلاد، اما في العراق وبسبب حداثة التجربة وحلاوة السلطة فلازالت السياسة بعيدة عن هذا التوجه بل تسعى لان تكون فن المستعصي لتعقيد الامور. كل يوم نستكشف احد موارد الخلل في الدستور والقانون فلم تحدد فيه الفترة القصوى للمصادقة على نتائج الانتخابات التشريعية مما فسح المجال للسياسيين باستعراض عضلاتهم في التصريحات واللقاءات والزيارات وتناسوا المهمة الكبرى لوظيفتهم الاساسية في انقاذ البلد.اليوم امامنا نافذة ضوء نحاول من خلالها ان نضع حدا لهذا الترهل السياسي، فالمحكمة الاتحادية ستصادق على اسماء الفائزين في المحافظات السبعة عشر باستثناء بغداد خلال اليومين القادمين وبالتالي امام السيد رئيس الجمهورية دعوة الاعضاء الفائزين والذين يمثلون قرابة 78% من النواب الى انعقاد البرلمان في غضون الاسبوعين القادمين. واذا ما انعقد البرلمان في الفترة المحددة ففي قناعتنا سيبدأ العمل السياسي الحقيقي وسيكون كافة الفرقاء امام استحقاق زمني لتشكيل الحكومة. لقد احسن صنعا المجلس الرئاسي في الضغط باتجاه المحكمة الاتحادية للمصادقة على الفائزين في الانتخابات وشكرا لاستجابة المفوضية المستقلة للانتخابات في رفع الاسماء اليها، واليوم ننتظر بفارغ الصبر قرار المجلس الرئاسي للمصادقة عليها من اجل ان تبدأ عجلة العملية السياسية في الدوران.

وكلمتي الى اخوتي السياسين من كافة الكتل الفائزة السعي الى انجاح المقترح وانعقاد مجلس النواب باسرع وقت وتحت قبته لكم الحق في السجال والنقاش ما شئتم لانتخاب رئيس البرلمان ونائبيه ورئيس الجمهورية وتحديد الكتلة النيابية الاكبر لتقدم مرشحها بتشكيل الحكومة. وما عدا ذلك فسيزداد الوضع تعقيدا وستدفعون القوى الخارجية للتدخل حينئذ ستزعزع ثقة الشعب بساسته من امكانياتهم للوصول الى رؤية قادرة الى اخراج البلاد من الازمة التي يمر بها. انه امتحان عسير وعند الامتحان يكرم المرء او يهان. واخيرا يا ساسة العراق ارحموا العراقيين يرحمكم من في السماء

11 مايس 2010 النجف الاشرفالسيد د. محمد بحر العلوم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
موفق مباركة
2010-05-12
بسمه تعالى أضم صوتي إلى نداء السيد المبجّل وأضيف نصائحي للمعنيين بالأمور راجياً من التيّار الصدري تجاوز المشاعر الشخصية لما حصل في الظروف الأستثنائية وكذلك من السادة الراغبين في قيادة الحكومة باعتبار أن هذه المرحلة ستتبعها أنتخابات أخرى تتاح لهم فيها الفرص لمن يثبيت جدارته أو جدارتها في تسنم المسؤوليّات وهي جسيمة وعظيمة وأرجو من الجميع ممارسة الثقة بالآخر والنظر بعين مايمكن الأتفاق عليه وترحيل الأمور الأخرى إلى الوقت المناسب فالمرحلة الحاليّة تتطلب الجد الحزم والتعاون ولايضيع أي حق بإذن الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك