طالب المتهم صدام حسين، بأن يفسح امامه المجال للحديث باعتباره »رئيس الجمهورية العراقية والقائد العام للقوات المسلحة«، ليرفع عن نفسه »الغبار والمسبة« عبر التاريخ، لكن القاضي محمد العريبي الخليفة الذي كان مرنا اكثر من السابق حذره من الدخول في متاهات سياسية. وقال صدام، في الجلسة 15 لمحاكمات الأنفال ان العدالة غير موجودة داخل المحكمة، لان صوت الشهود والادعاء العام يصل الى العالم، في حين يقطع الصوت عندما يتحدث المتهمون.
وكانت المحاكمة التي يواجه فيها صدام وستة من ازلامه تهما بالابادة الجماعية، راح ضحيتها حوالي 180 الف كردي، فيما يسمى بحملات الانفال التي تمت بين عامي 1988/1987 في كردستان العراق، استأنفت جلساتها يوم الاربعاء، بحضور جميع المتهمين الذين وضح لهم القاضي حقوقهم طلبا منهم الابتعاد عما وصفه بـ »الخطب السياسية«، لكن الجلسة شهدت »جدلا« بين القاضي وصدام الذي اعترض على إغلاق لاقطات المحكمة عندما يبدأ هو بالحديث وفتحها عندما يتحدث الاخرون كما ابدى اعتراضه على قرار رئيس المحكمة باخراجه من قاعة المحكمة امس الاول الثلاثاء.
وقال صدام »أي إنسان يحترم نفسه،ويحترم القانون...يعرف ان ما يحدث في المحكمة هو أن صوت المشتكي والادعاء ورئيس المحكمة يُبث للعالم، فيما يُغلق الصوت على من يسمون بالمتهمين.لا يهم صدام حسين شخصه إلا بقدر السمعة،وهذا يجب أن يتضح للشعب العراقي.البارحة تكلمت سيدة عراقية وكنت أتمنى ألا تتحدث بهذه الطريقة،فإذا أردنا التوضيح مُنعنا من ذلك.صدام يستفزه تجاوز الحق ولكنه يتحدث بالحق«.وقد رد القاضي على صدام قائلا إن »مسألة الميكرفون مسألة تنظيمية بالقاعة،وأنه لن يسمح بالدخول في متاهات السياسة«.إدعاءمن جانبه ادعى المتهم حسين رشيد التكريتي انه تعرض يوم امس الاول الى الضرب والشتم في قاعة المحكمة.وقال رشيد انه تعرض في قاعة المحكمة الى الضرب والشتم من قبل بعض الحراس بإيعاز من القاضي نفسه.واضاف المتهم في بداية الجلسة انه يشعر بأنه مستهدف من قبل رئيس المحكمة شخصيا وان المحكمة والادعاء العام هم خصوم للمتهمين.بين العريبي رفض ادعاءات المتهم قائلا ان جميع المتهمين هم في حماية رئيس المحكمة وانه مسؤول عن حماية جميع الموجودين داخل قاعة المحكمة.وطلب العريبي من المتهمين التزام الهدوء داخل القاعة واحترام الاخرين معربا عن رغبته في ان يبقى جميع المتهمين داخل القاعة والا يطرد اي منهم خارجها.واضاف ان جميع المتهمين يحاولون الاستخفاف بالمحكمة منذ توليه رئاستها وحتى الان مجددا ترحيبه باي مداخلة قانونية من قبل المتهمين.وطلب العريبي من المتهم اعداد لائحة بكل اعتراضاته وملاحظاته على اداء المحكمة على ان يبتها في وقت لاحق.
وقال صدام للقاضي »يحصل دائما ان اصوات الادعاء والمشتكين تصل الى العالم (...) لكن حينما يتكلم المتهم تطفئون الميكرفونات، ان الحق ميزان فما تضع في كفة يؤثر في الاخرى«.واضاف »انا رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة وهذا المسؤول لن يدافع عن شخصه فليس مهما شخص صدام حسين الا بقدر سمعته وما يمثله اسمح لي (..) صدام حسين لا يخاف ولا يتجاوز الحق«.واجاب القاضي قائلا »لكنك تدخل في متاهات السياسة. طالما كان الكلام في القانون لتدافع عن نفسك او افعالك فلا مشكلة لدي (...) واول الغيث مطر فقد استهللت كلامك امس بـ (قاتلوهم)....«في اشارة الى اية قرانية استهل صدام حديثه بها الثلاثاء.وفيق السامرائيوقال حسين رشيد التكريتي »ليس لدي اي خصومة انا خريج كلية القانون وخدمت بالجيش مدة 44 سنة لكنني اناقش نقطة جوهرية ان ايران ارادت ان تحتل شمال العراق«.واضاف ان »الشخص الذي اعد هذا التقرير الاستخباراتي الذي يؤكد نية ايران في احتلال شمال العراق مسؤول في الدولة حاليا وهو (مدير الاستخبارات العسكرية سابقا) اللواء وفيق السامرائي (مستشار الرئيس جلال طالباني)«.وتابع التكريتي »نشعر ان المحكمة خصم لنا والادعاء العام المشتكي«.ورد القاضي »ارفع لنا في نهاية الجلسة كل ما لديك واذا كانت موجهة ارفعها الى الرئيس الاعلى«.
جريدة الوطن الكويتية
https://telegram.me/buratha