لم يكن يعلم دلال العقارات "أبو جمال" أن تأجيره للشقة السكنية التي تعلو محله بحي الشرطة غرب بغداد سيكلفه حياة ابنه الذي قتل، بعدما فجر مسلحون مجهولون الشقة وأدى ذلك لتدمير كبير للمبنى ومقتل وجرح العديد من المواطنين.
ويروي أبو زهراء وهو جار أبو جمال وقد بدا مذهولا من انهيار المبنى الذي قال إنه "كان يعج بالحياة صباحا"، أن الأخير قام بتأجير الشقة لشخص "غير معروف قبل أيام" ليجري تفجيرها وتنهار على قاطنيها.
ويقول أبو زهراء وهو صاحب أحد المحلات المجاورة للعمارة السكنية التي دمرت بحي الشرطة في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الانفجار كان هائلاً، ونتج عنه تطاير الكتل الإسمنتية في الهواء، غطى الغبار أعيننا ولم نعلم إلا بعد دقائق أن الانفجار حدث في المبنى المجاور لنا"، مضيفا أنه "أسفر عن تضرر جميع المباني المجاورة وانهيار الطابق الثاني من البناية الى استشهاد وجرح عدد الأشخاص".
ويوضح أبو زهراء، أن "الشقة التي انفجرت كان قد استأجرها أحد الأشخاص قبل خمسة أيام من الحادث"، مبيناً "شككنا بالشخص الذي استأجر الشقة لأنه لم ينقل أي أثاث إليها وإنما نقل بعض الأكياس الإسمنتية إلى الشقة".
ويضيف "كنا نسمع أصوات أعمال صيانة في الشقة إلا أننا لم نكن نعلم ماذا يحدث بداخلها بسبب تغطيته النوافذ بورق الصحف".
عطا: لقد استغلوا غياب الضوابط القانونية لتأجير العقارات من جهته، يقول المتحدث باسم عمليات بغداد قاسم عطا في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التفجيرات التي استهدفت مبان سكنية صباح اليوم في بغداد تحمل بصمات تنظيم القاعدة والبعث في تنفيذها"، مبينا أن "عمليات التفتيش مازالت مستمرة عن خيوط التفجيرات".
ويؤكد عطا أن "هذه التفجيرات استخدم فيها الأسلوب نفسه يوم الانتخابات، من موادTNT وC4 ومتفجرات أخرى تقليدية غير حديثة إضافة إلى قوارير الغاز"، مشيرا إلى أن "منفذي العملية استغلوا موضوع تأجير العمارات وعدم الدقة في تأجيرها لأشخاص معروفين".
ويضيف المتحدث باسم عمليات بغداد أنه "حسب المعلومات المتوفرة لدينا الآن فأن منفذي هذه العمليات نقلوا المتفجرات التي استخدموها من داخل المناطق التي يتواجدون فيها، أي منطقة الحادث".
ويلفت عطا إلى أن "عدم وجود ضوابط قانونية في تأجير العقارات السكنية مكنت الجماعات المسلحة من استغلال هذه الفجوة، عن طريق استئجارها باسم أشخاص غير معروفين وتنفيذها لهذه العمليات في العاصمة بغداد"، حسب قوله.
توقعنا أن الحكومة ستتعظ من نسف بناية قبل أسابيع بنفس الطريقة ومن جانب أصحاب المحال التجارية المتضررة، يقول أحدهم وهو صاحب متجر يقع في مبنى مجاور للمبنى المستهدف في منطقة الشرطة الخامسة ويدعى صلاح علي، إن "الدلال الذي قام بتأجير الشقة أبلغ أحد السكان القريبين من الموقع أنه يثق بالمستأجر الجديد، بينما كان ابنه هو أحد الذين قتلوا في الانفجار أثناء تواجده بمحل الدلالية التابع لوالده".
من جهته، يطالب فارس كاظم وهو أحد العاملين بمحل تجاري قريب من موقع المبنى الذي استهدف في منطقة الشعلة في حديث لـ"السومرية نيوز"، الحكومة بـ"تطبيق إجراءات أمنية للتحقق من مستأجري العقارات".
ويدعو كاظم إلى "مطالبة المستأجرين الجدد بالحصول على تأييد من مختاري الأحياء بعد التأكد من هوياتهم"، مؤكداً أن "ضحايا انفجارات الثلاثاء سقطوا نتيجة أخطاء اقترفها أصحاب الأملاك ونتيجة الجشع وعدم التأكد من هوية المستأجرين".
ويضيف كاظم في حديث لـ"السومرية نيوز"، "بدليل أن عمارة نسفت قبل أسابيع بالكامل بنفس الطريقة، وكنا نعتقد أن الحكومة قد اتعظت من الحادثة، إلا أن الأمر تكرر وفي منطقة غير بعيدة".
وكان أكثر من ثلاثين شخصا سقطوا بين قتيل جريح بانهيار ثلاثة مبان سكنية في بغداد بفعل انفجارات تعرضت لها في يوم انتخابات، إذا كان مجهولون استأجروا شققا في تلك المباني وقاموا بتفخيخها ثم تفجيرها بوقت متزامن صبيحة السابع من آذار الماضي.
الحكومة تصدر تعليمات إيجار مشددة ودفعت تفجيرات الثلاثاء، الحكومة العراقية لإصدار تعليمات مشددة فيما يخص عمليات تأجير الشقق السكنية، بعد ساعات من التفجيرات التي استهدفت سبع مبان في العاصمة بغداد وأدت إلى مقتل وإصابة نحو 191 شخصا.وقال الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي بالوكالة علي العلاق في بيان تسلمت "السومرية نيوز" نسخة منه، أن "الحكومة العراقية أصدرت اليوم تعليمات واضحة تحدد الإطار القانوني لتأجير العقارات السكنية والتجارية حفاظا على سلامة المواطن العراقي"، مؤكدا أن "هذه الإجراءات رغم العبء الذي ستشكله على المواطنين إلا أنها اتخذت لحمايتهم".
وأوضح العلاق أن "من بين الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليوم بشأن تأجير العقارات، عدم إبرام عقود الإيجار بشكل شفوي بل بصيغة تحريرية يبرز فيها المستأجر هوياته (بطاقات تعريفية أربعة معتمدة لدى الدوائر الرسمية) التعريفية كافة لتدوينها في تفاصيل عقد الإيجار"، مبينا أن "الإجراءات تتضمن المصادقة على صحة المعلومات الواردة في عقد الإيجار من قبل مركز الشرطة المختص عن طريق توقيع الضابط المسؤول عن المركز على صحة المعلومات الواردة في العقد".
وتابع قائلا إن "الإجراءات تتضمن أيضا قيام مالك العمارة السكنية بالاتفاق مع ساكنيها على إجراء كشف يومي في الأماكن الشائعة بينهم وبالتناوب وتعيين حارس للقيام بهذه المهمة"، لافتا إلى "ضرورة مراجعة الشقق الشاغرة بشكل دوري من قبل مالك البناية أو حارسها وخلال فترات زمنية متقاربة".
يذكر أن بغداد شهدت خلال اليومين الماضيين تصعيدا أمنيا لافتا إذ استشهد وجرح نحو 191 شخصا في سبعة تفجيرات، اليوم الثلاثاء، استهدف أغلبها مبان سكنية في مناطق مختلفة من العاصمة، وبحسب قيادة عمليات بغداد، فإن الانفجار الأول وقع في الساعة التاسعة من صباح اليوم في شارع 60 في منطقة الشعلة وأدى إلى انهيار مبنى بالكامل،
أعقبه انفجار ثان وقع قرب حسينية قمر بني هاشم في منطقة جكوك التابعة، بمنطقة الشعلة وأدى إلى انهيار مبنيين أحدهما يضم محلات تجارية، فيما وقع تفجيران آخران بعد أقل من ساعة على تفجيري الشعلة كان أحدهما قرب أمانة بغداد في الصالحية وسط العاصمة، أدى إلى انهيار عمارة بالكامل،
فيما وقع الآخر في منطقة الشرطة الرابعة جنوب بغداد، وانهارت عمارة بسببه، فيما وقع انفجاران آخران أحدهما في مبنى بمنطقة 84 بحي العامل جنوب بغداد أدى إلى انهيارها وتدمير عدد من البيوت المجاورة لها واحتراق عدد من السيارات، أما الثاني فاستهدف مبنى في حي الإعلام جنوب بغداد أسفر عن انهيار المبنى بشكل كامل.
https://telegram.me/buratha
