الأخبار

«عصابات بغداد» انتقلت الى «الكيلو 160» واختلطت مع «فرق الموت» و «التكفيريين» ... «مثلث برمودا» العراقي... يبتلع المركبات والأموال والبشر

2953 06:26:00 2006-09-18

«مثلث برمودا» اسم يطلقه العراقيون على طريق بغداد - عمان ودمشق حيث ينفصل الخط السريع بالقرب من مدينة الرمادي على مسافة (160 كلم غرب بغداد) وتسمى المنطقة رسمياً «الكيلو 160» مكوناً من مثلث جغرافي تضيع فيه حياة ومركبات المسافرين وينتشر فيه المتطرفون والعصابات والمجموعات المسلحة.

وتؤكد تقارير وزارة الداخلية العراقية ان الشهور الستة الماضية شهدت نحو 200 حادث سلب او اختطاف على الطريق الدولية وادت عمليات الى قتل للمسافرين حيث الوجود الامني معدوم لصالح العصابات والمسلحين.

وخلال الاسبوع الماضي داهم مسلحون في ثلاث سيارات حديثة الطراز «اوبل وبي ام دبليو وبرنس» باصاً لنقل المسافرين من العراق الى سورية يقل اربعين راكباً بعدما حاصروا السائق ونادوه بالوقوف ووجهوا السلاح الى المسافرين وطالبوهم بإخراج ما يملكونه من نقود وخلع مصوغاتهم الذهبية ورميها في كيس كبير.

وهذه الواقعة، حسب المسافرين، تحدث كل يوم على طريق العراق - طريبل - الاردن أو العراق - الوليد - سورية عبر الانبار وهي اكبر محافظة عراقية من حيث المساحة وتسكنها عشائر سنية لكنها تمتد بمساحات شاسعة يسهل فيها اختباء عصابات السلب والخطف ويزيد من صعوبة ضبط المنطقة امنياً على رغم ان المحافظة لا تزال خاضعة لسيطرة قوات البحرية الاميركية «المارينز» وبضع وحدات من الجيش العراقي. وكان قادة عسكريون اميركيون اعترفوا اخيراً بصعوبة حفظ الامن في الانبار مؤكدين ان الفراغ السياسي في المدينة تشغله «القاعدة».

وعلى رغم المخاطر تبقى الطريق مزدحمة لأنها المعبر البري التجاري الوحيد للعراق والمهرب الاساس للعراقيين الى دول اكثر استقراراً من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والرصاصات الغادرة.

ويقول احد السائقين على الطريق، مفضلاً الاشارة الى هويته بحرف «ب»، ان «هذه الطريق باتت مرتعاً لغالبية العصابات الاجرامية في بغداد وضواحيها كونها بعيدة عن سيطرة الحكومة كما انها المكان النموذجي للخطف والسرقة».

وتشير تقارير امنية الى ان فرق الموت انتقلت الى المنطقة لاستهداف السنة اذا كانت الفرق شيعية والشيعة اذا كانت سنية ويزيد على ذلك ان الانبار هي معقل جماعات المقاومة العراقية والتنظيمات المتطرفة التي تتحدى الحكومة العراقية والقوات الاجنبية.

ويضيف «ب»، وهو من مدينة الكاظمية الشيعية، انه نجا من مسلحين تراجعوا عن ذبحه لانه كان يحمل ترخيص قيادة باسم مستعار ويقول «لن اعود الى العمل في المنطقة فالجرة لا تسلم كل مرة».

ويشير احد المسلحين العراقيين، من جماعة تطلق على نفسها اسم «الجيش الاسلامي»، الى ان حوادث السلب والقتل في الطريق الدولية اساءت الى سمعة «المقاومة» لافتاً الى ان قراراً اصدرته مجموعات مسلحة بداية العام يقضي بتسيير دوريات لمراقبة الطريق واستهداف العصابات... ويؤكد بعض السائقين ان دوريات لتلك المجموعات رافقتهم حتى منطقة الحدود.

ويؤكد احمد الدليمي، سائق سيارة «جي ام سي» على طريق بغداد - دمشق لـ «الحياة» ان «الطريق ليست آمنة لكن لقمة العيش تتطلب المجازفة»، ويذكر كيف بات يؤمن على نفسه وسيارته وركابه من اللصوص بعدما يقسم برأس ابنه «تم سلب الركاب الذين كانوا معي اربع مرات لأعود خاوي اليدين».

ويضيف «في المرة الخامسة عقدت هدنة مع العصابة وابلغت رئيسها بأنه لو عفا سيارتي من السلب سأمنحه عشرة في المئة من الاجرة وانتهى التفاوض الى ثلاثين في المئة من مجموع 600 دولار تزداد في موسم الصيف وتنخفض في الشتاء مع قلة عدد المسافرين». ويستدرك «وهكذا في كل مرة اعطيه مالاً لكن المشكلة تكمن في ان قطاع الطرق ليسوا عصابة واحدة ولذا عليّ الحذر من عصابة لا اعرفها».

وعادة ما تتبخر احلام المغتربين او المستثمرين العائدين الى بلدهم عند سلبهم في المثلث وبعد سرقة ماجمعوه في سنوات الغربة يقسمون بأن خروجهم هذه المرة لا رجعة فيه. ويعمد البعض الى نقل نقوده عبر البنوك او مكاتب الصيرفة بين بغداد وسورية وعمان والسفر بالطائرة هرباً من قطاع الطرق.

جريدة الحياة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي
2006-09-18
وتشير تقارير امنية الى ان فرق الموت انتقلت الى المنطقة لاستهداف السنة اذا كانت الفرق شيعية والشيعة اذا كانت سنية ويزيد على ذلك ان الانبار هي معقل جماعات المقاومة العراقية والتنظيمات المتطرفة ¨ التقارير الامنية التي وصلت لم تخبرهم ان الشيعي محرم له ان يكون بمثلث اموت والا سيكون مصيره الموت ؟ نرجو من الحكومة ان تترك المصالحة الوطنية في مثل هذه التقرير لانها تزيد من نقمة الشارع عليها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك