في محاولة أخيرة للوصول الى توافق سياسي والخروج برؤية موحدة الى مشروع قانون الاقاليم في البرلمان، تناقش زعامات الكتل اليوم الاثنين الاتفاقات الجانبية التي خرجت بها خلال اجتماعاتها المستقلة أمس، عشية طرح مشروع القانون.
وفيما هدد الأمين العام لـ «مجلس الحوار الوطني» خلف العليان بالانسحاب من جلسة يوم غد في حال قدم المشروع، أكدت مصادر داخل جبهة «التوافق» السنية، وجود خلافات بين أحزاب الجبهة حول مشروع القانون. وفيما يؤيد الحزب «الاسلامي» طروحات حزب «الفضيلة» في اللامركزية في المحافظات، وتشكيل فيديراليات في المدن الكبرى، يرفض «مؤتمر أهل العراق» بزعامة عدنان الدليمي و «الحوار الوطني» بزعامة صالح المطلك، مشروع القانون رفضاً قاطعاً.
وقال الدليمي، لـ «الحياة» ان مؤتمر «أهل العراق» الذي يتزعمه «يرفض الفيديرالية جملة وتفصيلاً ولن يسمح بتقسيم البلاد طائفياً وعرقياً تحت غطاء النظام الفيديرالي»، لافتاً الى «ضرورة مراجعة الكتل والاحزاب التي تتبنى هذا المشروع حساباتها قبل طرح المشروع الذي قد يؤول الى إحداث تصدع بين الكتل».
ويتفق العليان مع الدليمي، ويرى ان «مشروع الفيديرالية طبخة كردية»، ساندتها أطراف في كتلة «الائتلاف» بدافع المصالح الشخصية.
وزاد ان «سعي الكتل الى اقرار المشروع عمل مشابه لمن يقوم بتقطيع ثوب جديد وإعادة خياطته»، مؤكداً أنه «سينسحب من جلسة الثلثاء في حال طرح المشروع قبل التوصل الى حلول نهائية بين الكتل في اجتماع اليوم».
من جانبه أكد صلاح حسن زيدان، النائب في «جبهة الحوار» بزعامة المطلك لـ «الحياة» ان الجبهة «ترفض المشروع الفيديرالي بجميع أشكاله ولن تنساق وراء مطالب باقي الكتل في مناقشته داخل البرلمان، واي طروحات من هذا النوع لن تلقى إذناً صاغية من الجبهة قبل اجراء التعديلات الدستورية». وأوضح ان «الصراعات بين الكتل والاحزاب حول بعض المسائل العالقة مثل الفيديرالية بدأت تلقي بظلالها على الوضع الأمني وأدت الى اغتيال مجموعة من الشخصيات البرلمانية والحزبية داخل الكتل وفق أجندة مدروسة».
وأكد الناطق باسم «التوافق» سلمان الجميلي وجود «خلافات بين الشخصيات السياسية داخل الكتلة حول مسألة الفيديرالية». وقال ان «التحفظ المعلن عن مسألة الفيديرالية من الجبهة والاعتراف بواقع الحال في اقليم كردستان لا يعبر عن رأي كل الأحزاب والشخصيات».
وبرر عمار وجيه، النائب في كتلة «التوافق» عن الحزب «الاسلامي» المرونة التي ابداها الحزب خلال اجتماع الجبهة حول مسألة الفيديرالية بأنها ناتجة عن «ازدواجية الرؤيا الى القضية». وقال لـ «الحياة» ان «القيادات الحزبية تنظر الى الفيديرالية من ناحيتين: الأولى فنية تساند النظام اللامركزي وتمنح المحافظات صلاحيات أوسع»، مبيناً «عدم وجود أي تحفظ عن هذا المبدأ شرط ارتباط المحافظات بالمركز في المسائل المصيرية مثل الدفاع والأمن والتعليم»، والثانية: سياسية تتعلق بالاعتراض على الفيديرالية الطائفية ما دفع الحزب الى تقديم اقتراحات الى كتلة «الائتلاف» بتشكيل أقاليم تجمع بين محافظات سنية وأخرى شيعية، بدلاً من تشكيل فيديراليتين إحداهما سنية في الوسط وثانية شيعية في الجنوب، وثالثة كردية في الشمال». وقال ان الحزب يضمن الفيديرالية لكنه لا يريد ربطها بالأزمات الأمنية «لأنها لن تكون حلاً لإنهائها».
جريدة الحياة
https://telegram.me/buratha