المكتب الاعلامي-حازم خويرالاحد-17/9/2006نحن وكرسالة تقدمها النجف الاشرف وهي المركز العلمي الاسلامي الكبير نسجل حول تصريحات بابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر: انه لم يكن موفقا في عرض صورة موفقة عن نبي الاسلام والدين الاسلامي في البعد العلمي والاخلاقي ولا البعد السياسي، جاء ذلك في المؤتمر الصحفي لإمام جمعة النجف الاشرف سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي (دام عزه) الذي عقده يوم الاحد 17/9/206على قاعة الامام علي(ع) في النجف الاشرف.حيث تطرق سماحته الى المحاور الثلاث التي طرحها البابا في محاضرته في احدى الجامعات الالمانية وهي: الجهاد في الاسلام، الذي حاول فيه الحبر الاعظم تسليط الضوء على ما يعبر عنه بالعنف من خلال الرجوع الى نصوص تاريخية مقتطعة ضد نبي الاسلام والمسلمين، وفي المحور الثاني انه لم يرد على تلك النصوص ردا علميا بل اكتفى بالقول: ان كلام الامبراطور في القرن الرابع عشر ميلادي كان ردا فظا، اما على المحور الثالث قال سماحته: ان الحبرالاعظم وجه نقدا علميا غير صحيحا الى الفكر الاسلامي.وقيم امام جمعة النجف الاشرف تلك الابعاد والمحاور حينما قال: ان البابا قد ابتُلي بخطأ علمي واخلاقي وسياسي وتستحق ان نناقش تلك المستويات ان تناقش .ففي البعد العلمي اكد السيد القبانجي ان لا يكون بعيدا عن ذهن البابا ان الديانة الاسلامية ونبيها قد رسخ رسالة التوحيد والارتباط بالله واحترام الانبياء ورسالاتهم والدعوة الى القيم الاسلامية كذلك دعوة نبي الاسلام للنهوض على الديكتاتوريات وعلى الجبابرة، وتساءل سماحته عن غفلة البابا لهذه المفاهيم وانتقد رجوع البابا وهو استاذ جامعي الى نص مقتطع يعود الى عصر الاصطدام بين الاسلام والمسيحية مؤكدا ان الاسلام يقود منازلة علمية حقيقية مع الاتجاهات المعادية للتوحيد وهي اتجاهات مادية كافرة.اما في البعد الاخلاقي اكد السيد القبانجي ان سيادة البابا والعالم المسيحي يعرفان ان الاسلام كرم السيد المسيح واعتبره روح الله وكلمة القاها الى مريم وان الاسلام قدس النبوات الالهية جميعا وآمن برسالة التعايش الاخلاقي والانساني بين اتباع البشر، وتساءل قائلا: كيف سوغ البابا لنفسه الطعن بمشاعر 1.5مليار انسان ممن اعتنقوا الاسلام؟ واضاف: كان الاجدر به ان يراعي اللياقة الادبية فضلا عن العلمية والسياسية.وعلى المستوى السياسي اكد امام جمعة النجف الاشرف ان المسلمون يتبنون اليوم نظرية التعايش بين اتباع الاديان وتقاربها وان تصريحات الحبر الاعظم في المانيا تبدو انحرافا وتحولا عن مسيرته التي بداها في نسيان 2005 بتقارب الاديان وحوار الحضارات، وتساءل قائلا: هل كان حديثه قريبا من التحريض على العنف واثارة الروح العدائية بين الاديان؟في السياق ذاته دعا سماحته لان لا تكون كلمات البابا اعلانا عن التبعية السياسية في الوقت الذي نشهد فيه حربا متكالبة على الاسلام، مشيرا الى ان حديثه جاء متفاعلا مع الحملة السياسية والاعلامية على الاسلام وهذا ما لا نرجوه. مؤكدا اصطفافنا جميعا لمواجهة الارهاب ومحاربتة، وان الجدير به ان يندد بالا رهاب العالمي، واضاف: نحن ندين قبله استخدام الدين كورقة للارهاب ونحن اليوم ضحية للارهاب والارهابيين، مؤكدا عدم جواز اعتماد البابا مجموعات ارهابية مرتزقة تستخدم الاسلام لم تعطى لها أي شرعية من أي زعامة دينية.وتساءل سماحته قائلا: اين هو عن العنف والارهاب الذي استخدمته اسرائيل ضد لبنان وتستخدمه اليوم ضد الشعب الفلسطيني داعيا لان لا تكون تلك التصريحات واقعة تحت التاثيرات والضغوط السياسية والى تقديم الاعتذار للاسلام ونبيه وعكس الصورة عنهما بصفته كرجل ورمز من اتباع الديانات الالهية.وعلى الصعيد ذاته اكد امام جمعة النجف ان الاسلام دين الانفتاح الحضاري ورسالة ان لا اكراه في الدين وتاكيده لمبدا التعايش السلمي مع الاديان الاخرى معربا عن اسفه حول تلك التصريحات التي اساءت الى المسيحين والى العقلية المسيحية قبل الاساءة للمسلمين.وحول سؤال مراسل قناة العراقية عن السبب وراء هذه الهجمة على الاسلام في هذا الوقت تحديدا، اكد امام جمعة النجف ان حديث البابا كا غير موفقا من حيث التوقيت ايضا ويفسر الى انه دخل كجزء من المعركة.وحول سؤال مراسل قناة البغدادية عن ماهية وصايا امام جمعة النجف الاشرف للمسلمين باعتباره رجل دين لنبذ العنف، شدد سماحته قائلا: لسنا مع العنف والتحريض عليه، مشيدا بالشعب العراقي وبعض الشخصيات والمواقع الوزارية في الحكومة العراقية من المسيحين الذين اعطوا صورة رائعة في التعايش.كما اشار الى ان اثارات البابا يمكن ان يكون لها ردود افعال غير قابلة للسيطرة ودعا الجميع الى تعميق روح التعايش وعدم القبول بالذل الذل والاستهتار بقيمنا وضرورة الاعتذار على نبيينا.كما واكد سماحته في معرض رده على سؤال مراسل قناة العراقية حول مرجعية رسالة النجف هذه على ان هذه الرسالة تمثل رسالة المرجعية الدينية في النجف الاشرف.وحول سؤال مندوب اذاعة النجف عن اتهامات البابا وهل هي دليل على عدم فهمه للاديان؟ قال امام جمعة النجف الاشرف: نجن نجل ان يكون البابا جاهلا او غير دارس للاسلام وهو استاذ في العقيدة وعلل ذلك بان البابا اما ان قد يكون وقع تحت تاثيرات سياسية او نظرته الى الواقع الاسلامي من خلال الحالات المرفوضة التي يقوم بها ارهابيون يدعون انتسابهم للاسلام مؤكدا ان ذلك غير صحيح لانه نظرة الى الاسلام والمسلمين من زاوية شاذة.