كشف هوشيار زيباري وزير خارجية العراق عن ان بلاده ستفتح بحلول بداية العام المقبل 30 سفارة في العالم، 15 منها جديدة وسيتم افتتاحها في الدول التي شاركت بالتغيير الديمقراطي في العراق فهؤلاء لديهم سفارات وقوات في العراق كما انهم يمدون البلد بالمساعدات، وسيعاد فتح 15 سفارة اخرى وصولا الى تحقيق اكبر تمثيل دبلوماسي في العالم، مشيرا الى ان العراق قد حقق في الفترة الانتقالية السابقة وبالرغم من معاناته بخصوص السيادة وسوء الاوضاع الامنية والاقتصادية، حضورا بارزا في جميع المحافل الدولية.
وقال زيباري في حديث لـ«الشرق الأوسط» خلال زيارته الى لندن الأربعاء، ان «العراق بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بدأ يتعافى وبدأ يتعامل مع العالم الخارجي على اسس من المصالح المشتركة والعلاقات الثنائية، مثلما حصل مع الاردن والاتفاقات التي تحققت معه وتزويدهم بالنفط باسعار تفضيلية وكذلك مبادرة العراق بمساعدة الاشقاء في لبنان بمبلغ 35 مليون دولار حيث كانت خطوة مدروسة. صحيح لدينا مشاكل وتحديات لكنها مؤشر على ان العراق بدأ يعود الى وضعه الطبيعي ويستعيد عافيته. ومع تركيا تفاهمنا ووقعنا مذكرات لتوسيع التبادل التجاري وكذلك مع ايران وقعنا اتفاقيات تجارية ونفطية. لقد ذهب ذلك الزمن الذي كان فيه العراق يتخاطب مع الدول الاخرى عبر مؤتمرات واجتماعات وعن طريق المجاملات الدبلوماسية والسياسية وصار يتعامل مع دول العالم كدولة ند وصار العالم ينظر الينا بعين أخرى».
وقال زيباري «انا متفائل من سير السياسة الخارجية لكن هذه السياسة وفي أي بلد مرتبطة بالاوضاع الداخلية ومهما كانت الدبلوماسية العراقية ناجحة ومتطورة لكن الاوضاع الامنية والاقتصادية والخدماتية تمشي معها بشكل متواز وتؤثر فيها وعليها. استطيع القول ان العراق اليوم موجود في جميع المحافل الدولية وهذا رد على البعض ممن يقولون ان العراق يجب ان يستعيد مكانته الدولية، لكن الاخرين هم من يظلم العراق».
وعن عدم وجود تمثيل دبلوماسي عربي واضح في بغداد، قال وزير الخارجية «لقد اشتكينا في المناسبات الدبلوماسية واللقاءات المتعددة الاطراف والجامعة العربية وقلنا انه من العيب ألا يكون للدول العربية الشقيقة الحريصة على مستقبل وأمن الشعب العراقي أي وجود دبلوماسي في العراق وعلى مختلف المستويات»، منوها الى ان «الاردن ارسل سفيره أخيرا وجامعة الدول العربية فتحت مكتبا وارسلت ممثلا لها في بغداد»، مشيرا الى ان «المبرر بعدم ارسال السفراء هو الوضع الامني وان الدبلوماسيين مستهدفون في العراق، لكن هناك الكثير من الدول حتى التي لها مواقف ضد اميركا والحرب ووجود القوات المتحالفة بل والتي رفضت دخول القوات المتحالفة عبر اراضيها، مثل تركيا وفرنسا، لها سفارات عاملة في بغداد وهي التي تؤمن حمايتها، وهذه السفارات في اماكنها الطبيعية السابقة أي انها ليست في المنطقة الخضراء».
وقال زيباري «للاسف هناك مواقف مسبقة لبعض الدول العربية من العراق، مواقف سياسية اسقاطية، نحن توصلنا الى قناعة بان نمشي في مشروعنا ولا ننتظر فضلا من احد، وسنتواصل مع الدول العربية التي لم تفتح سفاراتها في بغداد، فنحن مثلا، فتحنا سفارتنا في السعودية وكذلك في الكويت».
واوضح وزير الخارجية ان «الشعب العراقي، وليست الحكومة فقط، يحز في نفسه جدا ان لا يرى وجودا عربيا في العراق، في الاقل من باب التواصل او الاطلاع او ابداء مواقف عربية مثل تقديم المساعدة في مجال المصالحة الوطنية او تقديم بعض المشاريع بدلا من اتخاذ موقف المتفرج اللامبالي مما يجري وهو موقف التشفي، هذا ما يحز في نفوسنا. العملية السياسية الديمقراطية لن تتوقف في العراق ولن ننتظر منة من احد».
وشكا زيباري من ان «هناك تدخلات اقليمية في الشأن العراقي من جميع الدول المجاورة بهذه الدرجة او تلك، عدا دولة او اثنتين، التدخلات قائمة وموجودة، هناك تعويل على فشل العملية السياسية وعلى فشل المشروع الديمقراطي في العراق، لكن العراقيين مصممون على انجاح مشروعهم رغم كل الظروف السيئة، هناك القتل والذبح والعراقيون يدافعون عن بلدهم وحريتهم، واي بلد في العالم يمر بهذه التجربة المريرة يتطبع مع ظروفهم لكن هذا دليل على اصالة شعبنا في تحديه لهذه الظروف القاسية». وقال«لدينا حديث صريح مع كل دول الجوار حول تدخلاتهم في الشأن العراقي الداخلي وفي زيارة رئيس الحكومة «نوري المالكي» الاخيرة الى طهران اخذ وفدا متخصصا بالشؤون الامنية حمل معه ملفات معلومات وادلة واثباتات وطلبات صريحة لوقف التدخل الايراني في الشأن الامني العراقي والحاجة الى تعزيز التعاون الامني ومنع التسلل وتسرب الاسلحة ومنع التأثير على الاوضاع الداخلية بطريقة وبأخرى، وكذلك مع سورية اوضحنا ذات الامور».
وخاطب زيباري دول الجوار قائلا ان «على هذه الدول ألا تفكر باننا لا نملك البدائل او اننا عاجزون، بل العكس نحن صبرنا كثيرا وعندنا آليات التأثير وخيارات معينة لم نلجأ اليها حتى الان احتراما وتقديرا للجيران وحفاظا على أمنهم واستقرارهم، وهذا ليس تهديدا او اننا سنلجأ الى مثل اساليبهم، لا، عندنا آليات وخيارات اذا اضطررنا سنلجأ اليها».
وفي ما يتعلق بالجواز العراقي، قال زيباري «الجواز العراقي يحتاج الى وقت حتى ينظر اليه من قبل الدول الاخرى بعين اخرى وذلك بسبب الظروف الامنية والارهاب الموجود في العراق وسوء الاستخدام،حاليا هناك محاولة جدية لاستصدار جواز جديد مستوف لجميع الشروط والمواصفات الدولية لمنع تزويره، مشددا على ان «العراق سيتعامل مع مواطني الدول التي تتعامل مع العراقي بشكل سيئ بالمثل»، وقال «ان المعاملة بالمثل مبدأ دبلوماسي ومن مبادئ التعامل الدولي في جميع انحاء العالم والعراق غير مستثنى من ذلك ومن لا يحترم مواطنينا سنتخذ مع مواطنيهم نفس الاجراءات».
https://telegram.me/buratha