وكان شاهد اثبات يدلي بإفادته خلال الجلسة شارحا كيف حاول لقاء الرئيس المخلوع لمعرفة مصير افراد عائلته بعد حملة الانفال فسأله صدام «لماذا كنت تريد المجيء لرؤيتي وانت تصفني بالدكتاتور»؟. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن العامري تدخل عندها قائلا «انت لم تكن دكتاتورا»، مشيرا الى ان المقربين منه جعلوه يبدو كدكتاتور. واثر ذلك، رد صدام قائلا «شكرا».
وكان المدعي العام، منقذ آل فرعون، قد طلب في مستهل جلسة أول من امس من رئيس المحكمة التنحي متمها اياه بالتساهل ازاء صدام.
واستمعت المحكمة إلى إفادة الشاهد عبد الله أحمد حسن وهو من مواليد 1949 وهو فلاح من قرية سيدا التابعة لمدينة السليمانية والذي، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، روى تفاصيل قيام الجيش العراقي السابق بشن هجوم لملاحقة قوات البيشمركة الكردية مما اضطر الاهالي إلى الفرار من القرية ومشاهدته قيام أفراد الجيش العراقي باعتقال عدد من الاهالي داخل مسجد.
كما روى الشاهد تفاصيل تقديم طلب لمقابلة صدام حسين بحثا عن أفراد أسرته. وقال: «تقدمت بطلب إلى ديوان الرئاسة لتحقيق مقابلة مع صدام حسين وبعد ثلاثة أيام تمت دعوتي لمقابلته».
وأضاف: «طلبت من صدام إطلاق سراح أفراد أسرتي وسألني أين تم إلقاء القبض عليهم» مضيفا: «قلت لهم في قريتي». وأضاف أن صدام تحدث بصوت عال: «لا تتحدث، لقد فقدوا في الانفال» ثم قال لي «لا تتكلم .. أخرج». وقال: «أديت التحية العسكرية وخرجت بعد أن كنت قد اعتقدت أن صدام سيطلق سراحهم وبعدها رجعت إلى الوحدة العسكرية التي كنت اخدم في الجيش العراقي في مدينة العمارة إلى أن انتهت حرب الكويت».
وأضاف الشاهد «اشتكي ضد صدام وعلي حسن المجيد (من كبار أعوان صدام) وأطالب بالتعويض حيث لم أجد أفراد أسرتي إلا بعد العثور عليهم مع مستمسكات في احدى المقابر الجماعية».
لكن صدام نفى مقابلة الشاهد وقال «أنا لا أتذكر أنني قابلت هذا الشخص». واقترح على رئيس المحكمة طلب ألف من العراقيين الذين قابلوه ويتم سؤالهم «إذا كان صدام حسين في يوم زجر واحدا من هؤلاء الالف، فكلامه صحيح وشكرا، وكان الله في عون العدول». وطرح صدام جملة من الاسئلة على الشاهد مستوحاة من إفادته التي قدمها في جلسة المحكمة.
ثم خاطب صدام القاضي قائلا إن الحرب في شمال العراق «استمرت 44 عاما مات فيها العرب والاكراد ومسيحيون ومن العدل أن يفتح العدل للجميع أن يشتكوا، المسيحيون والاكراد، وأن يفتح المجال للجيش أن يشتكي ولرجال الامن والشيعة والسنة بعد التقسيمات المعروفة أن يشتكوا».
ووجه صدام إلى القاضي رئيس المحكمة سؤالا: «في هذا القفص (في إشارة للمتهمين) ناس بقدر عمرك أو اكبر، ولم تقل لأحد منهم أخي بينما تقول للمشتكين أخي». فأجابه القاضي: «لا يوجد فرق إذا قلت للمشتكي أخي وأنا معتاد على مخاطبة المتهم والمشتكي بكلمة أخي، لكنني في قاعة هذه المحكمة أكون أكثر تحفظا لان أي كلمة تؤول وتفسر بشكل آخر، وأنا عندما أقول للمشتكي كلمة أخي لا يعني أنني لا أقول لك أخي أو أي شخص آخر». كما استمعت المحكمة إلى إفادة شاهد إثبات آخر روى جانبا مما شاهده من مآس جراء تعرض قريته إلى قصف بالاسلحة الكيمياوية فضلا عن تعرضها للدمار وهروب الاهالي من دون أمتعتهم.
الشرق الاوسط
https://telegram.me/buratha