أود ان أبين للأخوة المؤمنين والمؤمنات بعض الأمور التي تتعلق ببلدنا الجريح المظلوم. في الوقت الذي يحرص فيه الغيارى والمخلصون من أبناء هذا الشعب المظلوم على بذل كل الجهود والإمكانيات من اجل الحفاظ على وحدة الشعب العراقي وتآلف أطيافه المختلفة من السنة والشيعة والعرب والأكراد والتركمان والمسلمين والمسيحيين وغيرهم، وتجنيب هذا البلد والشعب الجريح ما يمكن ان يؤدي إلى تمزيقه وتشتته وتفرقه، ويعاضدهم في ذلك المخلصون من أبناء الأمة الإسلامية و العربية الذين يتألمون للوضع المأساوي في العراق ويحرصون على وحدة المسلمين وترابط صفوفهم، نجد في نفس الوقت تلك الجماعات التي تدعي انتماءها للإسلام زورا وبهتانا وهي في كل يوم تطعن الإسلام بخنجر الحقد والتفرقة والتشتيت والذبح لأبناء الأمة الإسلامية وخاصة في العراق وذلك من خلال تبنيها للخطاب التكفيري والتحريضي ضد الفرقة المحقة من اتباع أهل البيت عليهم السلام.
فقد نشرت بما يسمى بجماعة شورى المجاهدين في العراق على موقعها في شبكة الانترنيت يوم أمس الخميس بيانا يحرض أهل السنة على قتال الشيعة وقالت: ان الذين يموتون مثواهم الجنة.
وقال هذا البيان المشؤوم: يا أهل السنة ليس أمامكم غير مجاهدة هؤلاء الذين كفروا صحابة نبيكم وطعنوا بعرض رسولكم واستباحوا دماء المسلمين ( ويقصد الشيعة) ولن تنفع مؤتمرات المصالحة مع من اتخذ الكذب دينا والغدر عبادة.
ثم أضاف البيان: (إن الله تعالى قد أمرنا بمحاربة الكفار والمرتدين حتى تكون كلمة التوحيد هي العليا) أقول لهؤلاء:
عجبا لهم فهم لم يبقوا لأهل الإسلام حرمة ووضعوا جميع فئات الشعب العراقي إما في خانة الكفر أو الخيانة أو الارتداد وهؤلاء في الواقع لم يعد ينفع معهم أي كلام يحمل روح الإسلام ومضامينه السامية ولا يجدي معهم خطاب العقل والرشد.
ولكن ما يجب قوله هو التحذير من خطورة الاستجابة لهذه الخطابات التحريضية من مرضى القلوب وضعاف النفوس ولن ذلك لا يجلب لهم أي مكسب أو نصر، وان الذي سوف يهلك ويحترق بمثل هذه الخطابات هم هؤلاء المارقون عن الدين ومن ينخدع بخطاباتهم الكاذبة والمضللة فيستجيب لها وبالتالي لا يكون منقلبه إلا إلى عذاب وهوان.
كما ان من المهم الانتباه إلى أساليبهم الخبيثة حيث من الممكن ان يقوموا بخطف أو قتل بعض الشخصيات السنية واتهام أطراف شيعية بذلك من اجل إثارة الفتنة فعلى المخلصين من أبناء هذا الشعب العراقي والذين يحملون الغيرة على دينهم ووطنهم ان يتنبهوا إلى خطورة مثل هذه الخطابات وعليهم – وخاصة إخواننا أهل السنة – اليقظة وبذل الجهود لإرساء دعائم الأخوة والوحدة والتآلف ونبذ العنف من خلال اعتماد الخطابات التي تزرع وتعمق روح الانتماء لدين واحد ووطن واحد وترسيخ الشعور بالوحدة لدى الجميع ..
وأود ان اذكر جميع الأخوة من أبناء الشعب العراقي ببعض المضامين التي احتواها بيان سماحة أية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) بشان الأحداث التي تجري في العراق حيث قال في بعض هذا البيان:
أناشد كل المخلصين الحريصين على وحدة هذا البلد ومستقبل أبنائه من أصحاب الرأي والفكر والقيادة الدينيين والسياسيين وزعماء العشائر وغيرهم بان يبذلوا قصارى جهودهم في سبيل وقف هذا المسلسل الدامي الذي لو استمر كما يريده الأعداء فلسوف يلحق ابلغ الضرر بوحدة هذا الشعب ويعيق لأمد بعيد تحقق آماله فيالتحرر والاستقرار والتقدم.
واذكر الذين يستبيحون دماء المسلمين ويسترخصون نفوس الأبرياء لانتماءاتهم الطائفية يقول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في حجة الوداع ( ألا ان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا ليبلغ الشاهد الغائب) وبقوله صلى الله عليه وآله ( من شهد ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله فقد حقن ماله ودمه إلا بحقهما وحسابه على الله عز وجل ) وبقوله صلى الله عليه وآله (من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقى الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس منت رحمة الله).
وأخاطب الذين يستهدفون المدنيين العزل والمواطنين المسالمين بما قاله أبو عبد الله الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء مخاطبا من راموا الهجوم على حرمه ( ان لم يكن دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم ان كنتم عربا كما تدعون وان النساء ليس عليهم جناح فما بالكم تستهدفون أناسا لا دور لهم في كل ما يجري من الشيوخ والنساء والأطفال وحتى طلاب الجامعات وعمال المصانع وموظفي الدوائر الحكومية واضرابهم وان لم يكن يردعكم عن ذلك دين تدعونه أفلا تصدكم عنه إنسانية تظهرون في لبوسها.
وأقول لمن يتعرضون بالسوء والأذى للمواطنين غير المسلمين من المسيحيين والصابئة وغيرهم أما سمعتم ان أمير المؤمنين عليا عليه السلام بلغه ان امرأة غير مسلمة تعرض لها بعض من يدعون الإسلام وأرادوا انتزاع حليها فقال عليه السلام ( لو ان امرءا مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما بل كان عندي جديرا) فلماذا تسيؤون إلى إخوانكم في الإنسانية وشركاؤكم في الوطن،
أيها العراقيون الأعزاء ان الخروج من المأزق الذي يمر به العراق في الظروف الراهنة يتطلب قرارا من كل الفرقاء برعاية حرمة دم العراقي أيا كان ووقف العنف المتقابل بكافة أشكاله لتغيب بذلك والى الأبد ان شاء الله تعالى مشاهد السيارات المفخخة والإعدامات العشوائية في الشوارع وحملات التهجير القسري وغيرها من الصور المأساوية وتستبدل بالتعاون مع الحكومة الوطنية المنتخبة بمشاهد الحوار البناء لحل الأزمات والخلافات العالقة على أساس القسط والعدل والمساواة بين جميع أبناء هذا الوطن في الحقوق والواجبات بعيدا عن النزعات التسلطية والتحكم الطائفي والعرقي على أمل ان يكون ذلك مدخلا لاستعادة العراقيين السيادة الكاملة على لبلدهم ويمهد لغد أفضل ينعمون به بالأمن والاستقرار والرقي والتقدم بعون الله تبارك وتعالى.
ثانيا: ستحل علينا عما قريب مناسبة عظيمة على جميع المسلمين وخاصة اتباع أهل البيت عليهم السلام وهي مولد الحرية والعدل والمساواة والكرامة مولد الأمل للمستضعفين والمظلومين والمحرومين مولد النصر واقتراب الفرج لمن تنتهك حرماتهم وأعراضهم ودمائهم في كل يوم انه مولد منقذ البشرية ومنفس الكربات والهموم عن لمؤمنين الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف .
أيها الموالون يا أنصار حجة الله في الارض يا أنصار العدل والمستضعفين ...
ان هؤلاء التكفيريين والمجرمين أعداء الإسلام ومحمد صلى الله عليه واله وعلي وفاطمة والحسن والحسين يريدون ان ينزعوا من قلوبكم حب ال الرسول صلى الله عليه واله ومن أرواحكم الولاء لقادة ال بيت النبي صلى الله عليه واله ومن أجسادكم النصرة لقيم العدل والحق وذلك من خلال سيارات الحقد المفخخة ورصاصات الكفر التي تحمل سموم البغض والعداء لآل الرسول وأتباعهم ..
وانتم يا محبي الحق والحرية ورافع رايتها بم تجيبون هؤلاء المارقين الذين لا يهدأ لهم بال ولا تتوقف جرائمهم وانتهاكاتهم ألا بان تقطعوا حبل الوصال والمودة والعشق لرمز وقادة ديننا ومذهبنا ومجدنا وسؤددنا.
لاشك فان عمق ولائهم وولهكم وقوة انتمائكم لأهل بيت الرسالة سيكون هو التحدي الأكبر يوم النصف من شعبان ...
فلتزحفوا بمسيرات مليونية إلى مدينة كربلاء المقدسة لكي تقولوا لسيد الشهداء عليه السلام أبي عبد الله الحسين عليه السلام انه حال الزمان والقدر بيننا وبين نصرتك وفداء أنفسنا بين يديك يوم العشر من محرم حيث كنت تستغيث فلا من مجيب وتستنصر فلا من ناصر ... فها نحن اليوم نجدد عهد النصرة والولاء والبيعة لحفيدك صاحب راية الثار لدمك الطاهر ولكي تقولوا لهؤلاء الإرهابيين الحاقدين ...
ان دمائنا التي تسيل على ارض العراق في كل يوم بسبب حقدكم الأعمى وجرائمكم الوحشية بتفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والغدر بزوار أهل البيت عليهم السلام برصاصات الحقد والتعصب والبغض لآل البيت عليهم السلام ولهذا البلد الجريح سوف لن تزيدنا إلا إصرار وصبرا وصمودا وتحديا ...
اظهروا لأعداء الإنسانية والإسلام والعراق قوتكم وتماسكم ووحدتكم وصمودكم بالزحف أفواجا أفواجا نحو مدينة الفداء والتحدي والصمود مدينة أبي الأحرار والثوار مدينة الحسين الشهيد المظلوم ..
موقع نون الخبري
https://telegram.me/buratha