المراسل / عندما عدتم الى العراق عام 2003 لاقيتم استقبال كبير جداً ولدينا صور لذلك ، ما هو سبب ذلك الاستقبال ؟
سماحة السيد الحكيم / السبب واضح هو وجود علاقة قوية لنا بالشعب العراقي والشعب العراقي له علاقة ومحبة خاصة ببيت الامام السيد محسن الحكيم ، لقد كان والدي المرجع الاعلى للشيعة في النجف الاشرف وبعد ذلك خلف مجموعة كبيرة من الاولاد والاحفاد وهؤلاء عارضوا نظام صدام وتعرضوا الى ظلم صدام واعدم عدد كثير منهم وحاولنا نحن الذين كنا في الخارج الدفاع عن الشعب العراقي والتعريف بمظلوميته وبالتالي استمرت العلاقة بالشعب العراقي وقد ابدى الشعب العراقي هذه المحبة من خلال الاستقبال الكبير الذي تم .
المراسل / بالنسبة لكم شخصياً ماذا مثلت لكم العودة هل مثلت لحظة فرح ؟
سماحة السيد الحكيم / مثلت لي حالة عاطفية كبيرة لاستقبال ابناء شعبي بعد ان سقط النظام العراقي وكلي محبة وشوق لهذا الشعب العظيم وامنيتي من الدنيا ان اتمكن من ان اخدم هذا الشعب الذي انتمي اليه واعتز بانتمائي اليه .
المراسل / كيف تنظرون اليوم الى العراق الجديد وما يمر به من حالات عنف ، بنظركم ما هو مقدار فاعلية عناصر القاعدة و الاجانب الموجودين في العراق في هذا العنف ؟
سماحة السيد الحكيم / لهم فاعلية واسعة هولاء استقبلوا من قبل حزب البعث (البعثيين ) وهولاء هم الاعداء الحقيقيون للشعب العراقي وارتكبوا كل هذه الجرائم ايام حكمهم وسيبقون اعداء حقيقيين للشعب العراقي سخروا كل امكاناتهم للقاعدة وللتكفيريين وبالتالي حولوا هذا الوجود لصالحهم ، ولوجود حالة التفافية تحول الكثير من ضباط الامن الى هذا الفكر التكفيري واصبحوا يصدرون الفتاوى ويمارسون عمليات الاجرام وبالتدريج هم يسيطرون على القاعدة في العراق والخطر الحقيقي هوالتحالف بين القاعدة وبين التكفيريين والصداميين من البعثيين ضد الشعب العراقي و هولاء يمثلون رأس الحربة للارهاب العالمي .
المراسل / كيف تنظرون للوجود الامريكي في العراق ؟
سماحة السيد الحكيم / من الطبيعي بعد ان وصلت الامور الى هذا المستوى من المفروض نكمل الشوط ، في البداية لم نكن نرجح ان تكون هناك حرب وانما يكون اسقاط النظام عن طريق العراقيين انفسهم و توفير الدعم والإسناد من القوى الإقليمية والمجتمع الدولي ولكن صارت الحرب وحصل الاحتلال وحصل ما حصل ، ومن الطبيعي لايمكن لشعب من شعوب العالم ان يقبل جيوش اجنبية في بلاده ويريد الاجانب ان يتواجدوا للبناء والاعمار واقامة العلاقات السياسية والثقافية وبالتالي الجميع يسعى لاجل ان يخلوا العراق من أي وجود اجنبي ويتحمل العراقيين مسؤوليتهم ، هذه القضية المتفق عليها بين الجميع طبعاً مسؤولية التشخيص موجودة عند الحكومة العراقية والحكومة العراقية تدرس قرارات مجلس الامن وتتم مراجعتها في كل سنة وهي التي ستحدد وقت خروج القوات الاجنبية من العراق .
المراسل / هل يمكن ان نقول بحدوث حرب اهلية اذا تم الانسحاب بشكل مفاجئ ؟
سماحة السيد الحكيم / لا يمكن ان نسميها حرب اهلية ولكن يحدث نوع من التصادم الكبير بين البعثيين وبين الناس وقد يتمكنوا من ان احداث جرائم كبرى ولكن الاحتمال القوي هو ان يتمكن الشعب العراقي من دحر هولاء وان تبقى كل الخيارات مفتوحة .
المراسل / انتم تمثلون الان الاغلبية في البرلمان لديكم رئيس الوزراء ومناصب اخرى الغرب يريد ان يعرف هل طبقت الديمقراطية الان في العراق ؟
سماحة السيد الحكيم / لقد حصل تحول تاريخي عظيم ، خرج العراق من دكتاتورية معتمدة على سياسة الاضطهاد والابادة الجماعية والطائفية وتسمعون اليوم ويسمع العالم عن الانفال والمقابر الجماعية وارتكب من جرائم والتهديد الذي كان يمثله النظام السابق هذا كله انتهى وعوض الشعب العراقي بامتلاكه لحرية واسعة واحترام لارادته احترام حقيقي واعتبرت الانتخابات هي المبدأ الذي يرجع اليه الشعب العراقي في كل شئ وبالتالي الشعب هو الذي ينتخب الحكومة المناسبة من خلال البرلمان ويوجود دستور لأول مرة في العراق يضمن الحقوق والحريات لكل الساكنين في العراق هذا النجاح حصل وهو ما يشبه المعجزة خلال الثلاث سنوات التي مضت والحكومة اليوم يمكن ان نقول انها اقوى حكومة في الشرق الاوسط باعتبار ما تتملك من قاعدة مليونية ، الناس التي شاركت في الانتخابات وحكومة المشاركة الوطنية واقول للسياسيين لو واحد بالمئة من ما موجود في العراق يوجد في دولة اوربية فانها سوف تسقط الحكومة نعم توجد هناك مشاكل في الحكومة والحكومة تسعى لحل هذه المشاكل والحكومة قوية وثابتة والشعب العراقي يدرك ان ما تحقق من انجازات عظيمة ومن حرية وبنفس الوقت يدفع تضحية لهذه الحرية ويوجد اعداء للشعب العراقي واعدائهم هم التكفيريين والصداميين وهولاء يريدون ان يفرضوا اراءهم بالقوة من خلال القتل والذبح وممارسة الاجرام ويريدون ارجاع العراق الى الوراء ويريدون ارجاع العراق الى المرحلة السابقة التي حكمت العراق.
المراسل / هل تعتقدون ان النظام الديمقراطي يمكن ان ينجح في العراق ام الافكار التي تتجه نحو الفيدرالية هي التي تكون افضل للعراق ؟
سماحة السيد الحكيم / الفيدرالية لا تتنافى مع الديمقراطية، توجد هناك حكومات ديمقراطية فيها نظام فيدرالي كما في امريكا وغيرها من البلدان ، الفيدرالية هي شكل من اشكال الحكم كما هو معروف وقد حصل بحث كثير قبل ان نكتب الدستور وبالنسبة لنا كنا مستعدين ان نقبل حكم مركزي اوحكم لا مركزي او حكم محافظات اوحكومة اقاليم وكان البعض يرى ان المشكلة لا تحل في العراق الا من خلال الفيدرالية وبالتالي بالنسبة لنا لم يكن عندنا مانع ان يكون الحكم فيدرالي ، ولكن يكون في كل انحاء العراق حتى لا تحصل حالة من الخلل وعدم التوازن ثم بعد ذلك يؤدي الى مشاكل في السنين القادمة .
المراسل / اصبح موضوع المليشيات اشكالية في الوقت الحالي ويجب نزع سلاحها وانتم مطلعين على بعض هذه القوى كبدر وجيش المهدي حيث راينا ما فعلوه في الديوانية مؤخراً فهل يمكن نزع سلاح المليشيات ؟
سماحة السيد الحكيم / نحن نؤمن بان لا يكون أي سلاح سوى بيد الدولة ويكون استخدامه ضمن النظام والقانون وسلسلة المراتب هذا من حيث المبدا ، وهذا ثبتناه في الدستور ونسعى للعمل على اساسه ولذلك حولنا منظمة بدر من فيلق الى منظمة ولم تكن لدينا أي ممارسات عسكرية منذ سقوط النظام ولحد الان ، بالنسبة للميليشبات توجد اشكال مختلفة للمليشيات وبالتالي يجب ان نفرق بين كل نوع وصنف منها ونتعامل معه على هذا الأساس ، التقصير من قبل القوى التي تتعامل مع القضية الأمنية ، هناك ما يصطلح بالمليشيات واجهت وقاتلت النظام الصدامي واضعفته مثل البيشمركة وبدر والمليشيات التابعة لحزب الدعوة والحزب الأسلامي ، وكان هناك القانون الموقم (91) لدمج المليشيات والذي صدر في زمن بريمر وقد حدد كيفية التعامل مع هذه المليشيات لكنه مع الأسف لم ينفذ ، نفذ على بعض المليشيات ولم ينفذ على البعض الأخر ، وهناك مليشيات اسسها الأحتلال كحماية للمنشآت وهؤلاء يحملون الصفة الرسمية والزي الرسمي وهويات وسيارات رسمية ولكنهم يتحركون وفق ارادتهم وليست مرتبطة لابوزارة الدفاع ولا بوزارة الداخلية وهي اكثر من مائة واربعون الف هؤلاء مليشيات حقيقية وعددهم يتجاوز حوالي (33) مليشيا وهذا النوع يجب ان ينظر فيه اماان يدمج في وزارة الدفاع او الداخلية وتكون حركتهم ضمن حركة القوى الأمنية .
وهناك مليشيات وجدت في المناطق للدفاع عن النفس في مناطق شيعية ومناطق سنية هؤلاء يجب التعامل معهم ويمكن ان يحولوا الى لجان شعبية ليكون عملهم تحت المراقبة وبأشراف مراكز الشرطة وهناك مليشيا رابعة هم اعداء للشعب العراقي مثل الصداميين والتكفيريين ويجب ان نقاتلهم جميعاً ولا يجوز بأي شكل من الأشكال ان يحمل السلاح بدون قانون او بدون نظام .
المراسل / راينا هناك مجاميع مسلحة وراينا افراد من بدر وجيش المهدي لديهم سلاح جيد وهناك امثلة كثيرة لتواجد هذه المليشيات في عدة مناطق لو تحركت الحكومة لمواجهة مثل هذه المليشيات ما الذي يحصل ؟
سماحة السيد الحكيم / ما يتعلق ببدر كل سلاحهم هو سلاح رسمي يوجد فيه اجازات حمل لحماية انفسهم ومقراتهم وسكنهم وبالتالي لا يوجد أي سلاح لبدر خارج القانون ولم يشهر سلاحهم بوجة الدولة ولم يقوموا باي عملية لأي هدف من الاهداف ومتفقين مائة بالمائة مع الدولة ومنسجمين بهذه القضية وهذا هو الواقع وبالتالي نحن جميعن نعمل من اجل ان لايكون هناك سلاح خارج نطاق الدولة .
المراسل / ماذا يحصل لو تم نزع السلاح من هذه المليشيات خصوصاً بعد احداث الديوانية وماذا يحصل لو ان الامريكان قاموا بنزع هذا السلاح ؟
سماحة السيد الحكيم / ما حصل في الديوانية شئ غير مبرر وغير مقبول ولا نرى أي مبرر للقيام بمثل هذه المواجهات وبالتالي يقتل هذا العدد من العراقيين، المسألة ليست مسألة نزع السلاح توجد مشكلة حقيقية في البلد يجب ان نعترف بها المشكلة الحقيقية لايوحد هناك احساس بالامان وبالتالي كل منطقة وكل مجموعة بغض النظر عما اذا كانت سياسية او غير سياسية تحمل السلاح تشعر بان الحكومة عاجزة عن حمايتها والامريكان عاجزين عن حمايتهم وبالتالي يسعون ان يحتفظوا بمقدار من السلاح من اجل حماية انفسهم في الوقت المناسب سواء كان هذا الشي قانوني او غير قانوني فهذا الشي واقعي هذا شئ اما حمل السلاح في الخارج واستعمال السلاح في الخارج فان الجميع لا يقبل به والجميع يجب ان يعمل على تنفيذ ما اتفقنا عليه .
المراسل / سماحة السيد اود ان اسالكم سؤال كثيرا ما يطرح عليكم حول تدخل ايران في العراق وتجيبون بانه لا توجد ادلة ولكن السفير الايراني في العراق قال بان ايران مستعدة لمساعدة العراق في بناء قواته الامنية ؟
سماحة السيد الحكيم / طبعاً ايران دولة كبيرة موجود في المنطقة ونحن بحاجة الى كل دولة لمساعدتنا نحن بحاجة الى ايران والى سوريا والى الممكلة العربية السعودية والى الاردن وتركيا وبالخصوص دول الجوار هذه الدول اولاً تمتلك اجهزة امنية قوية وهي دول ثابتة أسست خلال سنوات طوال ثانياً هذه الدول محاذية للعراق وبالتالي يمكن ان تساعد العراقيين بان تمسك الحدود وان تتعرف على المجرمين وتوجد هناك شبكات مشتركة تتواجد في تلك الدول وتتواجد في العراق واذا حصل تعاون في الجانب الامني من الممكن ان تقدم هذه الدول خدمات لنا وبالتالي يجب ان نرحب باستعداد كل هذه الدول خصوصاً اذا طبلت هذه الدول ، نحن نذهب ونطلب منهم ان يعينوننا .
المراسل/هل تعتقدون ان هذا لابأس به عندما ياتون لمساعدة القوى الامنية وبناء القوى الامنية العراقية مع ان هذا يعتبر مشكلة للامريكان ؟
سماحة السيد الحكيم / لانحن لانريد ان نحل مشكلة وندخل في مشكلة اخرى في داخل العراق نحن نقول ان هذه الدول يمكن ان تساعدنا اما كيف تساعدنا فقد يكون هذا الامر يحتاج الى نظام امني لكل المنطقة ، وبالتالي كما تعرفون ان النظام الامني حالة مترابطة وليست بشكل فردي اما كيف وما هي الحلول فيجب ان تدرس من قبل الجهات المختصة .
المراسل / كم يستغرق من الوقت لانتهاء العراقيين من هذه المعاناة ؟
سماحة السيد الحكيم / عندنا امل كبير باعتمادنا على شعبنا توجد هناك امكانية كبيرة قطعاً اذا توصلنا الى سياسات مناسبة لغرض التعامل في الملف الامني ونحن نرى ان هناك بعض السياسات الخاطئة أتبعت من قبل الامريكان ميدانياً وبعد تجاوزها سوف نتقدم بشكل اسرع في حل قضية الملف الامني .
https://telegram.me/buratha