تقول جيل كارول ان خاطفيها كانوا على علاقة مع عدنان الدليمي او احد معاونيه في بغداد ، وان الدليمي التقى زعيم المجموعة التي قامت بخطفها مرتين على الاقل اثناء فترة احتجازها وانه ناشدهم ان يطلقوا سراحها ، حسبما اخبرها خاطفوها.
وتقول كارول إن الدليمي يعرف " ابو نور " شخصيا ولكن الدليمي ينكر تماما انه التقى احدا من خاطفي جيل كارول ، لا بل يقول الان انه دفع فدية لتأمين اطلاق سراحها ، ولكنك عندما تحاصره بالاسئلة حول عملية خطفها، تلاحظ حركة عصبية تعتري خده الايسر.
وكان قد تم خطف كارول وقتل مترجمها العراقي على بعد مائة ياردة من مكتب الدليمي التي كانت تستعد للقائه يوم السابع من شهر كانون الثاني يناير الماضي . ويقول سائق الصحفية الاميركية عدنان عباس الذي نجا من الموت باعجوبة ان العملية كانت منظمة جدا وانه كان كمينا محكما.
ومنذ ذلك اليوم والدليمي الذي يعتمر دائما سدارته السوداء يدعي براءته التامة من هذه العملية وان الخاطفين يريدون الاساءة الى مكانته السياسية. ولكن روايته للاحداث، بما فيها انكاره وجود موعد بينه وبين كارول ، كانت تتغير بين فترة واخرى ، سواء في لقاءاته مع صحيفة كريستيان ساينس مونيتور او في البيانات الرسمية.
ويقول الدليمي الان انه دفع مليون نصف مليون دولار لتأمين اطلاق سراحها ، ولكن الصحيفة وعائلتها يقولون انه لا توجد ادلة على هذا الادعاء . في بداية فترة اختطافها قال لها الخاطفون انهم يأملون اطلاق سراحها مقابل اطلاق سراح اربع او خمس عراقيات من سجن ابو غريب ، وبالفعل كان الشريطان الاول والثاني اللذان اذاعتهما الجزيرة يحملان مثل هذا الطلب.
تقول كارول "انه من الواضح ان المال لم يكن مطلبهم الرئيسي وان كانت تسمع في الاشهر الاولى مثل هذا الكلام يدور بين الخاطفين ، ولكن عندما اعلن المسؤولون الامريكيون رفض المساومة في موضوع اطلاق سراح السجينات، اخبرها الخاطفون انهم سيطلبون عشرة ملايين دولار من صحيفتها او من عائلتها ، لانهم على حد قولهم ، لا يستطيعون اطلاق سراحها مقابل لاشيء. وتقول كارول انه بعد مرور شهر على اختطافها فانه لم يكن من الواضح ما هي مطالبهم او مع من يتفاوضون او متى ، ومن كان يكذب عليها في كل هذه الامور . وسبق للدليمي ان ناشد خاطفين سابقين لاطلاق عدد من المحتجزين ، وقدم مرة لائحة باسماء الف سجين عراقي ، قائلا ان اطلاق سراحهم سيدعم جهوده، كما انه طالب علنا واكثر من مرة وهو دامع العينين باطلاق سراح كارول.
اذن لماذا يقول الدليمي الان انه دفع فدية لاطلاق سراحها ؟يجيب عدنان الدليمي في مقابلة اجريت معه بالمنطقة الخضراء ببغداد مؤخرا " لقد رفضت ان اتكلم علنا في هذا الموضوع وقتها ، لانني اردت انجاح عملية تحريرها من الاسر ، واي خطأ كان سيقود الى قتلها ، وان الحديث الان عما دفعه من فدية ليس في الصالح العام وسيضعه هو شخصيا موضع الخطر.يضيف الدليمي " اقسم بالله انني دفعت الفدية واخبرت السفارة الامريكية ببغداد بذلك ، واتحدى اي شخص يقول انني لم ادفع ، وليس هناك اثبات غير كلامي والا فانني اكذب !
" هذا جنون" ! يقول محقق امريكي ، "الدليمي لم يفعل شيئا من اجل اطلاق سراحها" .ويضيف مسؤول من السفارة الامريكية في بغداد انه لا يعتقد ان للدليمي دورا لا في خطف كارول ولا في اطلاق سراحها وقد سمح الدليمي لعناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالية الاميركية باستجواب عدد من حراس وموظفي مكتبه ، ولكن الاجوبة التي قدمها هؤلاء تتناقض مع ما صرحوا به للصحافة.
فقد نشرت وكالة الصحافة الفرنسية لقاء مع احد الحراس ويدعى سمير نجم قال فيه انه سمع صوت اطلاق نار من مسافة قريبة من المكتب وهرع الى الخارج ليجد جثة المترجم.ولكن الدليمي قال للكريستيشان ساينس مونيتور فيما بعد ان حراسه لم ينتبهوا لعملية الخطف ، وردد حراسه نفس الاجابة لمحققي مكتب التحقيقات الفيدرالية ، لا بل انكر الدليمي ان هناك حارسا في مكتبه يدعى نجم!يقول قيادي في الشرطة العراقية : ربما لايكون الدليمي وراء هذه العملية ، لانه كان بانتظار مهمة رئاسية ، وتورطه كان سيسيء اليه كثيرا ، ولكن ربما شخص آخر خطط للعملية بدون علمه.
ومع هذا فان هناك نظرية تقول ان الدليمي ربما وافق على عملية خطف سريعة لاستعادة مصداقيته وسط المتطرفين السنة، او ان يكون احد المسؤولين في مكتبه خطط للعملية ، ثم خرجت الامور عن سيطرته لان الخاطفين اخبروا كارول في البداية انها ستبقى لديهم لمدة اسبوع ولكن خاطفيها سخروا من الدليمي وبقية القادة السنة عندما اظهروا شريطا على شاشة الجزيرة ، فالدليمي في نظر المسلحين السنة يعتبر خائنا لتحويله جبهة التوافق العراقية الى اقوى كتلة سنية في مجلس النواب.
وتقول جيل كارول ان : أبو نور " اخبرها ان الدليمي ليس عنصرا جيدا وانهم لايريدون التعامل معه ، وربما يتعاملون مع ابناءه يوما ما وينكر الدليمي معرفته بالاسم الحركي لابو نور وهو عبدالله رشيد البغدادي ، او لقاءه بقيادات الجماعات المسلحة ، ويقول انه سمع باسم " ابو نور " أول مرة اثناء لقاءه مع مراسل الكريسنشيان ساينس مونيتور في اواخر حزيران الماضي .
وكان عبدالله رشيد البغداد قد اصدر بيانات تقول انه يتزعم مجلس شورى المجاهدين ، وهي مظلة سنية لاكثر الجماعات المسلحة تطرفا بما فيها تنظيم القاعدة - فرع العراق - والذي تشكل اواسط شهر يناير الماضي.ويضيف الدليمي انه لم تكن له اي علاقة بالخاطفين الى ما قبل اسابيع قليلة من اطلاق سراح كارول ، عندما اجرى لقاء مع صحفي عراقي يعمل في قناة الراي الكويتية في شهر مارس الماضي.وقناة الراي تسلمت وبثت الشريط الثالث والاخير الذي ظهرت فيه كارول وذلك في يوم التاسع من فبراير الماضي ، وانه بعد اجراء اللقاء مع قناة الراي بفترة قصيرة تم الاتصال بين الدليمي واحد الذين يطلق عليهم لقب " البياع " عبر وسيط . يقول الدليمي انه التقى بهذا " البياع " مرة واحدة فقط وتبين له انه ليست لديه اي معلومات عن خاطفي جيل كارول.
ويضيف قائلا انه دفع نصف مليون دولار صبيحة اطلاق سراح كارول ، وان دفعات اخرى من المال تم دفعها حتى وصل الرقم في اواخر شهر يونيو - حزيران الى مليون ونصف مليون دولار ، مع ان المطلوب دفعه كان ثلاثة ملايين دولار .
ويختتم عدنان الدليمي لقاءه مع الصحيفة بالقول " كان علي ان ادفع هذا المبلغ لانني وعدتهم به ويجب المحافظة على الوعود ، ولتأمين حياتي ، فلا احد يستطيع منعهم من فعل أي شيء !
المصدر : ذي كريستيان ساينس مونيتور
https://telegram.me/buratha