1- من الضروري جدا ان يقوم الوزراء وكبار المسؤولين بزيارات ميدانية للمحافظات ومعايشة واقع الحال لدوائرهم ومؤسساتهم وما تعانيه من صعوبات ومعوقات للوصول إلى الحال الأفضل في الأداء ومراقبة عمل وأداء هذه المؤسسات ومكافحة الفساد الإداري والمالي فيها ومعاقبة المفسدين ماليا وإداريا والاطلاع على مدى توفر الصفات المطلوبة في المسؤول عن هذه الدوائر من الكفاءة والسمعة الحسنة والنزاهة، فان وجد من لا يتصف بذلك فان من الضروري تنحيته وإيصال من يملك الكفاءة الإدارية والفنية والنزاهة ليصل أداء تلك الدائرة إلى ما يؤمل منها.
ومن الضروري الابتعاد عن اعتماد معايير الولاء الشخصي أو الولاء للجهة التي ينتمي إليها ان كان فاقدا للكفاءة والسمعة الحسنة وكان هناك أشخاص أجدر وأكفا منه لإدارة هذه المواقع.وأوضح سماحته دام ظله الوارف أهمية انفتاح الوزراء والمسؤولين على جميع شرائح المجتمع وطبقاته للاطلاع على معاناتهم واحتياجاتهم وما هي مطالبهم وأمانيهم خصوصا وهؤلاء الناس يعيشون ظروفا قاسية وصعبة فلا بد من الوقوف معهم في معاناتهم هذه ولابد من الانفتاح على الجميع منهم الفقراء والأغنياء ، الموظف وغير الموظف، المتعلم منهم وغير المتعلم ، الرجال والنساء، الكبار والصغار. ونفس التوجيهات تجري مع الأخوة أعضاء مجلس النواب ويضاف لها:
أولا: نحن نقول لفلان وفلان نائب عن محافظة كذا...ما معنى ذلك؟ ..معناه ان تسعى لخدمة هذه المدينة وتحقق مصالحها وتطويرها وتحسين واقع خدماتها ورفع المستوى المعاشي لأهاليها، وهذا يتطلب الانفتاح على دوائرها ومؤسساتها وأهلها لتأشير المعوقات والسلبيات التي تواجهها وبذل الجهد فيما بعد من اجل إعانتهم في تلافي هذه السلبيات والمعوقات وذلك من خلال استثمار موقع النيابة في مجلس النواب لدى دوائر الدولة التنفيذية لتقديم ما يمكن لمحافظته وتوظيف الوجاهة والاعتبار الذي يتمتع به النائب لصالح مدينته وأهلها الذين وضعوا ثقتهم وأمانيهم فيه وبذلوا التضحيات من اجل إيصالهم لهذه المواقع.
ثانيا: تفعيل دور المراقبة والإشراف على أداء الوزارات ومؤسسات الدولة من اجل تأشير حالات الإخفاق والتقصير وتشخيص المعوقات والصعوبات التي تمر بها وكشف حالات الفساد المالي والإداري التي تحصل فيها، وهل ان الذين يديرونها هم أكفاء وجديرون بهذه المواقع ، ومن بعد ذلك السعي لمعالجة كل هذه الأمور ، فان من المهام الأساسية لأعضاء مجلس النواب أداء دور الإشراف والمراقبة على وزارات الدولة ومؤسساتها، لان ذلك يردع كل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات هذه الوزارة أو تلك وقطع دابر المفسدين وتحسين أداء الوزارات بما يخدم مصالح الشعب ويحقق أمانيه ومعالجة السلبيات والإخفاقات وفي نفس الوقت تشجع المخلصين لشعبهم ووطنهم حينما يكون لجهدهم وأدائهم موقع التقدير والتثمين والتشجيع بما يؤدي إلى رفع مستوى أدائهم ووصول أمثالهم إلى مواقع المسؤولية. واعتذر لجميع الإخوة الذين أخاطبهم مما يعتقد البعض ان قسوة وشدة في الخطاب الكلام وأرجو قبول اعتذاري لان الضريبة التي يدفعها ألان أبناء الشعب العراقي كبيرة جدا من دماء أبرياء لا ذنب لهم إلا حفاظهم وتمسكهم بروح المواطنة والولاء لهذا البلد وقائمة جديدة في كل يوم العشرات الأرامل واليتامى المفجوعين وتحطيم متواصل للبنية الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والعمرانية لهذا البلد المظلوم .
أقول للإخوة الوزراء والمسؤولين والإخوة أعضاء مجلس النواب: حينما وقف الشعب العراقي بوعي وإخلاص تجاه ما هو مطلوب منه في الظرف الراهن وسابقا وضحى بالكثير من دمائه من اجل تحقيق حياة سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية وخدماتية وفق ما يأمله ويطمح أليه وذلك من خلال انتخابه لكم.
وأقول للإخوة والأخوات في الجهازين التنفيذي والتشريعي للدولة العراقية ...لا يمكن ان تحقق الأهداف التي من اجلها ضحى أبناء هذا الشعب بالجلوس في قاعات محصنة والخوض في نقاشات لساعات متأخرة من الليل وان كان لها نفع في بعض الأحيان .. بل اخرجوا إلى الناس وعايشوا الظروف التي يمرون بها ... عايشوا معاناتهم .. عايشوا قساوة الحياة التي يمرون بها .. عايشوا آهات المرضى وانين الجرحى وحسرات اليتامى وتفجع الأرامل .. مم تخافون .. أتخافون من الموت الذي يتلقاه الآن أبناء هذا الشعب الجريح في كل يوم وفي كل ساعة بصدورهم وأجسادهم التي أثقلتها الآم الحياة القاسية التي يعيشونها ... أو من الجراح التي يئن منها في كل يوم مئات المواطنين والمواطنات الأبرياء ... هل ان أرواحكم ودمائكم أغلى واعز من أرواح واعز من أرواح المواطنين ودمائهم ..
ان من أهم مواصفات المسؤول هو التضحية والشجاعة وإيثار الآخرين على نفسه وان يكون في مقدمة الذين يتصدون لأعداء هذا البلد وشعبه وان تطلب ذلك التضحية بنفسه.انظروا وتأملوا في توجيهات أمير المؤمنين عليه السلام في هذا المجال وسيرته حينما قاد الأمة الإسلامية وفق النهج المحمدي الأصيل وكيف كان يعيش الناس ويتفقد الأسواق ويراقب أداء ولاته، فإذا ما رأى فسادا أو تقصيرا ما عاقب مسؤوليه ... ويعايش بنفسه عامة الناس وفقرائهم ومساكينهم وأيتامهم وأراملهم ويجالس عموم الناس ليستمع إلى مشاكلهم ومعاناتهم على الرغم من ان هناك أعداء كثيرين يسعون للخلاص منه ..
أيها الأخوة والأخوات الذين انتخبكم هذا الشعب ووضع ثقته فيكم ..ان المكتسبات والمنجزات التي بلغها هذا الشعب بفضل تضحياته هي أمانة في أعناقكم – ولا سمح الله تعالى – لو فشلتم فان هذا الشعب لا يتحمل أي مسؤولية لأنه أدى وقام بما مطلوب منه . نعم – هناك معوقات وصعوبات تعترض طريقكم في أداء هذه المسؤوليات وعلى رأسها وجود الاحتلال ولكن هذا لا يعني ان لا توجد هناك مساحة واسعة يمكن ان تتحركوا من خلالها لرفع معاناة هذا الشعب المظلوم والجريح .أسأل الله ان يوفق المسؤولين للعمل في رفع معاناة هذا الشعب المظلوم وتحسين واقع الحال له .
موقع نون الخبري
https://telegram.me/buratha