وجاء في المنشور ان «الشرطة مرتدة لأنها اتخذت الطاغوت أولياء لها من دون المؤمنين، وصوبوا (الشرطة) أسلحتهم حيث يصوبها المحتلون». وهدد المنشور عناصر الشرطة والشرطة السرية التي قال انهم «لن يفلحوا في خداعهم وان المجاهدين يملكون المعلومات الكاملة عنهم وسينزلون بهم العقاب الذي يستحقونه بالقتل ما لم يبادروا الى اعلان توبتهم في منشورات تعلق أمام الناس ويقرأها الجميع يعلنون فيها براءتهم من الشرطة وتوبتهم عما بدر منهم».
وشهد جامع الراوي ليلة الجمعة - السبت تدفق رجال الشرطة أو أقرباء لهم لتعليق «التوبة» على الجدران وفي مناطق اخرى متفرقة من الفلوجة .
وجاء في أحد هذه الإعلانات «انا التائب (فلان بن فلان) أشهد الله ورسوله والمؤمنين والناس أجمعين على أنني تبت عن العمل في الشرطة، وانني نادم أشد الندم واتبرأ من الشرطة والله على ما اقول شهيد».
يذكر ان الشرطة في الفلوجة تعرضت لهجمات عنيفة خلال الشهر الماضي قتل فيها العشرات، بينهم عدد من الذين تركوا الشرطة بعد فترة من الالتحاق بها، ما اشاع موجة من الرعب وأدى الى انسحاب المئات من جهاز الشرطة.
وعلى رغم ان معظم خطب الجمعة في الفلوجة حافظت على رتابتها التقليدية منذ أن اشتدت حملة استهداف رجال الدين، وقتل العشرات منهم في تصفيات غير واضحة الاسباب، إلا أن الشيخ منتصر العيساوي خطيب جامع ابي ايوب الانصاري في حي الجولان، شمال غربي المدينة، انتقد الوضع المزري الذي آلت اليه الفلوجة «من انتشار للقتل والخطف وسفك الدماء بين المسلمين من أهل المدينة»، وانتقد «الجهات التي تقدم على استباحة دماء المسلمين بدم بارد وبحجج وذرائع واهية يحاولون نسبتها الى الدين»، وقال انهم (المسلحون) «خارجون عن الدين ولا بد من التصدي لهم والوقوف في وجههم». وأضاف: «ان هؤلاء في الغالب هم من المغمورين وشذاذ الافاق الذين استغلوا الفوضى التي تمخض عنها الاحتلال لتحقيق مكاسب مادية ومنافع دنيوية بارتكاب أشنع الأعمال من قتل وخطف وسلب ونهب لم يسلم منها أحد، حتى علماء الدين، محاولين الباس اعمالهم لباس الدين وهو منها براء».
وحذر الشيخ من ان «الفلوجة مقبلة على ايام عصيبة ما لم تتكاتف جهود جميع الخيرين من أهلها لوقف نزيف الدم ووضع حد لكل من يعيث فساداً في أرض هذه المدينة وإعادة الأمن الى أهلها.
جريدة الحياة
https://telegram.me/buratha