بغداد (أ.ف.ب) - يمثل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من اعوانه غدا امام المحكمة في قضية الانفال التي ذهب ضحيتها نحو مائة الف كردي. وعلى رأس هؤلاء علي حسن المجيد، احد ابناء عمومة صدام حسين وذراعه اليمنى، والملقب بـ«علي الكيماوي» و«جزار كردستان». > صدام حسين: رئيس جمهورية العراق بين عامي 1979 و2003 ومتهم باصدار الاوامر لشن حملة الانفال والمسؤول الرئيسي عن «الابادة». > «علي الكيماوي»:61 عاما، وزير سابق للداخلية يتحدر من مدينة تكريت «170 كلم شمال بغداد» وهو من رفاق الدرب الاوائل لصدام ومن اوفى الاوفياء. وقد اوقف المجيد في 21 أغسطس (آب) 2003. وهو متهم بقصف مدينة حلبجة الكردية بأسلحة كيماوية عام 1988 قبل ان يشارك في اجتياح الكويت عام 1990 وقمع الانتفاضة الشيعية بعدها عام 1991. وكان المجيد يعتبر الذراع اليمنى لصدام، وكان يكلف بتنفيذ المهمات ذات الطابع الدموي. وسعيا منه لاثبات الولاء الذي لا لبس فيه والطاعة العمياء، قرر علي حسن المجيد شخصيا الانتقام من صهر الرئيس الذي فر الى الاردن مع شقيقه وعائلاتهم العام 1995 بحيث قتلهم بيده فور عودتهم الى بغداد في فبراير (شباط) 1996 بعد العفو عنهم. وقد اقدم المجيد على قتل صدام حسين كامل وشقيقه، وهما ابناء احد اشقائه، «غسلا للعار». وفي مارس (آذار) 1987، عين مسؤولا عن حزب البعث في منطقة كردستان العراق، وسيطر على الشرطة والجيش والميليشيات في هذه المنطقة. وبعد شهرين من توليه هذا المنصب، قام الجيش العراقي بعملية اخلاء واسعة لعدة مناطق في كردستان، اذ اقتيد سكان وماشيتهم بالقوة الى مناطق صحراوية متاخمة للحدود الاردنية والسعودية، اي بعيدا عن مناطق تواجد الاكراد. وشكل ذلك بداية لسياسة «الارض المحروقة» التي اعتمدت في كردستان، وقد تعززت هذه السياسة بعد ان دعم الاكراد حملة «نصر 4» التي شنتها ايران على العراق في يونيو (حزيران) 1987. في 17 و18 مارس 1988، قصفت مدينة حلبجة الكردية «70 الف نسمة» بالقنابل الغازية «الكيماوية» في عملية بقيادة «علي الكيماوي» الذي اطلقت عليه هذه التسمية نسبة الى العملية المذكورة. وفيما اكدت مصادر ايرانية ان خمسة آلاف شخص قتلوا في هذه العملية، بينهم نساء واطفال، اكد تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» ان مائة الف كردي قضوا في حملات القمع التي قادها علي حسن المجيد. وطالبت هذه المنظمة بتوقيف هذا الرجل ومحاكمته لجرائم الحرب والجرائم بحق الانسانية التي ارتكبها. وقال المدير التنفيذي لـ«هيومن رايتس ووتش» كينيت روث ان المجيد «تورط في اسوأ الجرائم التي ارتكبت في العراق، بما في ذلك الابادة». وفي أغسطس 1990، عين حاكما للكويت تحت الاحتلال العراقي، حيث عمد الى اخماد جميع جيوب المقاومة هناك، قبل ان يعود ليشغل منصبه مجددا كوزير للشؤون المحلية في مارس 1991 بعد تعيينه عام 1989. وكان من مهامه ايضا عادة بناء مدن الجنوب العراقي التي دمرتها الحرب العراقية الايرانية «1980 ـ 1988». وفي مارس 1991، لعب المجيد دورا اساسيا في قمع التمرد الشيعي في جنوب البلاد والذي يطلق عليه الشيعة تسمية «الانتفاضة الشعبانية». وعين «علي الكيماوي»، وهو عضو «مجلس قيادة الثورة» اعلى هيئة حاكمة في عهد صدام، مسؤولا عن المنطقة العسكرية الجنوبية لمواجهة الاجتياح الاميركي البريطاني الذي بدأ في 20 مارس 2003. وفي يناير (كانون الثاني) 2003، توجه المجيد الى دمشق ومن ثم الى بيروت، في اطار جولة على الدول العربية لشرح الموقف العراقي بعد شهر ونصف الشهر من بداية مهمة مفتشي الامم المتحدة المكلفين التحقق من عدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق. وكانت تلك زيارته الاولى خارج العراق منذ 1988. واعلن التحالف الاميركي البريطاني في السابع من ابريل (نيسان) 2003 ان «الكيماوي» قتل في قصف على مدينة البصرة «جنوب»، لكن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد عاد واعلن في يونيو العام ذاته ان الرجل «قد يكون ما يزال على قيد الحياة». أما المتهمون الآخرون فهم: > صابر عبد العزيز الدوري: عضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل ومدير الاستخبارات العسكرية، وهو منصب مهم ابان فترة حكم صدام حسين. ويتهم الدوري بأنه أحد أبرز المحرضين على حملة الانفال واحد منفذيها الرئيسيين. > طاهر توفيق العاني: عضو القيادة القطرية في الحزب ووزير صناعة سابق. تولى منصب محافظ الموصل خلال حملة الانفال. > سلطان هاشم احمد الطائي:وزير الدفاع السابق وقائد حملة الانفال ميدانيا. كان يتلقى الاوامر مباشرة من علي الكيماوي. > حسين رشيد التكريتي: عضو القيادة العامة للقوات المسلحة ومن المقربين من صدام ويتهم بالمشاركة في الحملة. > فرحان مطلك الجبوري: مدير الاستخبارات العسكرية في المناطق الشرقية ويتهم بالمشاركة في الحملة. ويشتبه بمسؤولية صدام حسين عن حملة الانفال التي أدت بين مطلع العام 1988 واواخره الى مقتل نحو مائة الف من الاكراد وتهجير الآلاف مناطق سكنهم.