الأخبار

سماحة الشيخ الصغير في حديثه لصحيفة لوس انجلوس تايمز: الفيدرالية إن لم تفعل، فإن الاحتقان الاجتماعي الحالي سيدفع باتجاه الكونفيدرالية أو الانفصال وهذه كارثة

2899 02:21:00 2006-08-18

نحن نتقدم على رغم الصعاب والمكائد الكثيرة، هذا هو مستهل حديث سماحة الشيخ الصغير في معرض جوابه على سؤال مراسل صحيفة (لوس انجلس تايمز) الأمريكية عن طبيعة النصر المحرز في العراق، وقال سماحة الشيخ: إننا أحرزنا نتائجا مهمة للغاية، وأسسنا لأرضية تنموية هامة جدا رغم كل ما احتوش مسيرتنا خلال هذه الفترة من هجمة هائلة لقوى الارهاب المتسلح بدعم ضخم من قوى اقليمية ودولية، والمبتني على اساس ما اختزنه حزب البعث المجرم من أسلحة ومعدات ضخمة للإرهاب وما سرقه من أموال هائلة من الدولة، ومستفيد من سياسات امنية خاطئة، ومن اخطبوط من الفساد المالي والاداري الشرس، ولكن مع ذلك لدينا قاعدة بدأت تتنامى من المؤسسات الدستورية، ولدينا انتقال سلمي للسلطة جرى بشكل جيد خلال كل هذه الفترة، ونمى احساس الجماهير بقيمة ارادتها وحسم توجهات هذه الارادة للمناخات السياسية وتوجهاتها، وبدأنا نلمس ضوءا مهما في أفق الاعمار رغم المعوقات الهائلة التي وضعت أمام ذلك.

وقال سماحة الشيخ: إن مشاكل حادة موجودة لدينا في الخدمات والسياسات الخدمية وغالبيتها يأتي نتيجة هجمة الارهاب والفساد، فضلا عن العطب الذاتي في داخل البنية الخدمية للدولة، وهذا إرث ورثناه من دولة أسست نفسها على أن لا يرى الشعب بنية خدمات متميزة، ولذلك يكمن الكثير من هذا التردي وأسبابه في هذا الاتجاه، ولكن ومن خلال الارقام التي أراها أمامي اعتقد وبوجود حكومة لأربع سنوات، أن أحلامنا في تحقيق الرخاء العام لم يعد مستحيلا كما يتوقع البعض، بل ثمة إجراءات حازمة ومهمة تتخذ من قبل الحكومة والمتابعة الحريصة والغيورة لرئيس الوزراء الدكتور المالكي يمكن من خلالها التفاؤل في هذا المجال.

وفي خصوص الفيدرالية قال سماحة الشيخ: إن ثمة فارق بين الأطر القانونية للفيدرالية وبين تجسيد الفيدرالية، ونحن نسير باتجاه الأمرين معا بشكل متوازن، فلدينا من حيث الأولوية الآن مهمة الانتهاء من وضع الأطر القانوينة لعملية الانتقال من المحافظة إلى الاقليم، وهذا مطلب دستوري باعتبار ان الدستور أشار إلى ضرورة وضع مثل هذه الأطر خلال الستة أشهر الأولى من تفعيل الدستور، وأكاد أن أقول اننا انتهينا من وضع اللمسات الاخيرة على القانون الذي ينظم ذلك وسيعرضه الائتلاف قريبا على مجلس النواب لحيازة الموافقة عليه.

أما شأن تجسيد الفيدرالية، فهذا يتم التعامل معه بشكل جدي أيضا، ولكن بوتيرة وبسطح مختلف عن الأمر الأول، ولكن مسيرة ذلك لن تكون قصيرة، فمن التثقيف السياسي، إلى إعداد النظم والكادرات الإدارية، إلى التطمينات السياسية التي يجب ان تشعر بها أطراف دولية واقليمية، إلى الحوار السياسي مع بقية المكونات، ولكن مهما يكن فإننا متمسكون في حقنا الدستوري ولن نتنازل عنه أبداً، ونشعر ان حل المشكلة الوطنية لكثير من المعضلات من المليشيا إلى الاحتقان الطائفي والقومي إلى مسألة التوزيع العادل للثروة، إلى مسألة محاربة الارهاب وغير ذلك من مشكلات جوهرية إنما يكمن حلها في الفيدرالية.

ورأى إن الحديث عن أن الفيدرالية ستقسم العراق مجرد أضحوكة، فالفيدرالية ومن خلال تجربة 80 نظام عالمي يطبقها الان كانت دوما باتجاه منع الدول من التفتت والتبعثر وصهرها في نظام واحد، وليس العكس لأننا لا نلمس أي تجربة تأريخية معاكسة، مشيراً إلى أن كل الديكتاتوريات في العالم حينما تسقط ونتيجة لقيامها على الظلم تفرز مشكلات اجتماعية وسياسية خانقة في داخل المجتمع الواحد، وديكتاتورية كديكتاتورية المجرم صدام كانت بارعة في نثر كل بذور الشقاق والتشتت في داخل المجتمع من خلال قيامها على قاعدتي التمييز الطائفي والقومي، ولذلك فإن ما يحصل فعلا إنما هو نتاج لتلك السياسة، ومالم نتدارك الأمر لا يمكن لنا أن نضمن بقاء العراق موحدا، ومن هنا كانت مطالباتنا بالفيدرالية من أجل ضمان بقاء العراق موحدا، لأن الفيدرالية إن لم تفعل، فإن الاحتقان الاجتماعي الحالي سيدفع باتجاه الكونفيدرالية أو الانفصال وهذه كارثة.

المكتب الاعلامي لسماحة الشيخ الصغير

وكالة أنباء براثا (واب)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك