اليوم بمناسبة ميلاد الامام علي(ع)اجتمعت مجموعة من المثقفين والتكنوقراط المهتمين بالشان العراقي في لندن وذلك عصر يوم الاحد المصادف 6 8 2006.وقد تناولت الندوة المحاور الرئيسية الثلاثة:المحور الاول: الفيدرالية مالها وماعليها.المحور الثاني: الاداء الشيعي العراقي .المحور الثالث: الملف الامني ومواقف الدول الاقليمية الكبرى.وقد طرح الاخ الاستاذ صلاح التكمجي استعراضا سريعا تناول فيه تعريف الفيدرالية وانواعها وماورد في الدستور العراقي الحالي عن الفيدرالية في عراق اليوم وتطرق الى جوانبها الايجابية والسلبية، وحسب الظاهر هناك تفضيل للخيار الفيدرالي حسب استطلاعات الراي خاصة تلك الفيدرالية التي تستند على الجوانب الادارية والجغرافية والتي تؤكد على الحفاظ على وحدة الدولة العراقية ولاتتحصر نفسها بالانتماء الطائفي او العنصري.وقد ذكر الدكتور محمد الفرطوسي المغالطة التي تصف فيدرالية الوسط والجنوب، وان السبب الرئيسي وراء اطلاق الدعوات لتشكيل فيدرالية الوسط والجنوب هذه الايام هو مسلسل الارهاب والقتل والحرمان الذي يتعرض له الشيعة حتى بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية... رغم الوجود الشيعي الظاهري في السلطة، وهي كذبة كبرى ووهم. اذ ان السلطة الحقيقية في العراق الان هي بيد البنتاغون الامريكي وبقايا مخابرات صدام التي تحالفت مع المخابرات العربية الوهابية والامريكية والموساد الاسرائيلي والتي ترى منصالحها السماح للارهابيين في مواصلة جرائمهم اللاانسانية بحق الشعب العراقي الصابر ودون رادع حتى تبقى الحكومة المنتخبة بحاجة الى الحماية من قبل القوات المتعددة الجنسية.وذكر السيد مصطفى الموسوي ان العراق على المحك بين التقسيم والبقاء موحدا. وان معاهدة سايكس بيكو هي الاساس في زرع فتائل الانفجار والاحتراب بين العراقيين، وان اطروحة الفيدرالية قد تكون محاولة لترقيع الخلل الذي تضمنته هذه المعاهدة، وماجاء طرح المجلس الاعلى للفيدرالية هذه الايام الا بعد ان استبيح الدم الشيعي وتصاعد القتل والتفجير بين الشيعة على الاسم والهوية... ولم تقف الحكومة ولاقوات الاحتلال بحزم لحد الان بوجه الارهابيين والتكفيريين قتلة الشيعة ومدمري مقدساتهم، وقد دعى الدكتور جعفر علاوي الذي اعتذر عن حضور الندوة لمشاغله الى ضرورة تنفيذ احكام الاعدام بحق الارهابيين الذين ثبت جرمهم بحق العراقيين. وانطلق الاخ الشيخ عباس الامامي بانفعال مطالبا باقرار الحقوق الوطنية والتاريخية لتركمان العراق واشار الى ان كركوك بحاجة الى وقفة ومراجعة خاصة لحل المشاكل العالقة او الاتفاق على فيدرالية خاصة بها. وذهب الاستاذ محمود الربيعي الى ان فيدرالية الجنوب سوف تصطدم بمصالح ومخططات الدول الاقليمية والدول الكبرى.وذهب الاخوان الدكتور طالب الصراف والسيد حامد الياسري الى تاييد اعلان فيدرالية الوسط والجنوب لوقف نزيف الدم الشيعي الذي اباح الاعراب المتطرفين وافتوا بتكفير الشيعة ووعدوا من يقتلهم بدخول الجنة ووجبة غداء مع الرسول(ص) واذا تنازل الشيعة عن حقوقهم وقبلوا العيش في العراق كمواطنين من الدرجة الثانية كما كانوا ايام الدكتاتور المقبور فسوف يتوقف مسلسل القتل وتجف حمامات الدم واقترح السيد عدنان الصراف المتريث في طرح فيدرالية الوسط والجنوب في الوقت الحاضر ولكن يبدو ان الطرح الفيدرالي قد اصبح امرا واقعا مفروضا علينا.وذكر الدكتور محمد حسن السعدي (استاذ القانون) ان الخيار الانسب قد يكون الاتفاق على الفيدرالية المبنية على اللامركزية الادارية حتى نصون وحدة العراق والفيدرالية لاتصلح لدولة ترضخ تحت الاحتلال ولم يجر استفتاء شعبي عليها في ظروف دولة مستقرة لان اكثرية العرب والاكراد والتركمان وغيرهم يرغبون في العيش من خيرات عراق موحد ومستقر، فالدستور العراقي الحالي قد شرع لخدمة الاكراد تحت حراب الممثل الذي تحالف معهم مسبقا، وان قادة الشيعة الحاليين اضعف من ان يقوموا بشئ في مقابل ذلك. وذكر بان السلطة الحالية وهمية وهي ليست بيد العراقيين وليفهم العالم ذلك! وذكر الاستاذ هادي كاظم العطارجامعة واسط ان اية الله السيد الشهيد محمد باقر الحكيم قد اعترض على طرح الفيدرالية في مؤتمر بيروت للمعارضة العراقية عام 1991م وعلينا ان نحترم دزلة القانون ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب وربد من ابراز الناس الين لهم كفاءة ونزاهة وغير طامعين في استغلال السلطة. واشار الدكتور اسماعيل الكروي الى فهم حقيقة الهيمنة الامريكية على العالم وخطتها في رسم الشرق الاوسط الجديد، والتفاوض معها بالطريقة التي تطمئنها على رعاية مصالحها الاقتصادية ودعم التغييرات الديمقراطية التي تريد تحقيقها في الشرق الاوسط من خلال الاقناع والحوار بعيدا عن الحروب والدمار وضمان حل عادل ومقبول للشعب الفلسطيني، وقد تكون الاحداث الجارية في لبنان هذه الايام هي بداية المرحلة الثانية من مشروع الشرق الاوسط الجديد.وقد شارك سماحة السيد اية الله مرتضى الشيرازي في الندوة واشار الى قول الامام علي (ع) (الولايات مضامير الرجال) ومن خلال تسلم السلطة تعرض الافراد والاحزاب الى الامتحان والتجربة، واقترح سماحته مايلي:اولا: عراقيو الخارج مدعوون الى ترك حالة الترقب والمتفرج ويمكن ان يلعبوا دورا مهما ضاغطا لتحسين الاوضاع في داخل العراق وذلك بتلاحم التكنوقراط ورجال الاعمال وشيوخ العشائر والسياسيين في موقع المسؤولية.ثانيا: خطة اسرائيل منذ 35 عاما والتي نشرت في جريدة القبس ان يجرا العراقثالثا: ان الفوضى الخلاقة التي تشاهدها في العراق هي مقدمة لرسم خارطة الشرق الاوسط الجديد لان امريكا هي القوة المهيمنة الوحيدة التي يمكن ان تستثمر هذه الفوضى وتملي ماتريده على جميع الفرقاء المعنيين، وهي تغفل حقيقة مهمة وهي ان تفكك العراق سوف يولد بركان يهدد العالم كله ومن ضمنه المصالح الامريكية.رابعا: وطالب المجتمعين الاستفادة من موقع دراسات عن العراقSiir on line.comوقد طالب الدكتور علي الحسيني ( منسق الندوة) والدكتور وليد البياتي الاخوة المجتمعين الاخذ بنظر الاعتبار الحاجة الى عمل مؤسساتي على كافة المستويات ومن ضمنها المرجعية الدينية حتى تواكب التحديات والمتغيرات على الساحة العراقية والى تشكيل لجنة ادارة ازمات او مطبخ ازمات يقترح الحلول ويساعد على ترتيب الاولويات في معالجة القضايا المهمة التي تواجه الدولة العراقية المهددة بالانهيار اذا استمر الوضع الحالي في التدهور.وفي مناقشة الارهاب الذي يتعرض له الشيعة في العراق قدم المهندس زيد العيسى رؤيته التي شخصت الدور الرئيسي للملكة العربية السعودية في تمويل حرب الابادة ضد الشيعة في العراق ومحاولاتها المتكررة في اقناع الادارة الامريكية للتخلي عن شيعة العراق والحاقهم بايران كما فعلوا مع جورج بوش الاب الذي اقنعوه من اجهاض الانتفاضة الشعبانية بعد حرب تحرير الكويت عام 1991 والتي نتج عنها المجازر الدموية لنظام صدام والمقابر الجماعية التي يندى لها جبين الانسانية. ولكن هيهات ان ترتد عقارب الساعة الى الوراء.وذكر السيد عدنان الصراف ان الخلل الرئيسي هو التنازلات التي اعطاها الشيعة بعد الانتخابات لادخال السنة في العملية الانتخابية دون ان يعلنوا برائتهم من الصداميين والتكفيريين القتلة، فدخلوا السلطة لخرق العملية الديمقراطية والملف الامني ولهذا تصاعدت عمليات الارهابيين.وشرك في الندوة شاعر اهل البيت السيد سعيد الصافي الذي اشاد بواقف اية الله العظمى السيد السيستاني وطالب الجميع سنة وشيعة واكرادا اعتماد سماحته كمرجع للجميع لانه اثبت كفاءة عالية في دفع العملية السياسية نحو كتابة الدستور بايد عراقية واجراء الانتخابات العامة، ولم يقدر الساسة العراقيون وقفته هذه وحتى الساسة الشيعة تصارعوا من اجل تحقيق السلطات الذاتية وليس الوطنية وفشلوا في احتواء الجماهير الشيعية التي صوتت لهم وفي توحيد صفوفهم امام الارهابيين والتحديات الكبرى التي تنتظرهم. وقد القى السيد سعيد الصافي قصيدة شعبية بالمناسبة واكد على ضرورة البحث عن المخلصين والاكفاء النزيهين والالتفاف حولهم.وذكر الشيخ الدكتور ابو نبوغ ( البندر) الى حقيقة ان لاعودة الى الماضي وان المرحلة الحالية تتطلب مشاركة كافة اطياف الشعب العراقي، وتجميد المصالح الذاتية من اجل الحفاظ على المصالح الوطنية المهددة هذه الايام. وهناك امكانيات هائلة ولكنها معطلة لم ينجح الساسة في الحكم على استثمارها لحد الان.والحالة الحاضرة تستدعي وجود جسم شيعي منسجم ومتماسك يتحاور من اجل الوجود السياسي الشيعي في ممارسة السلطة الفعلية والاتفاق على مشروع سياسي مشترك يتبناه جميع الاطراف الشيعية وهذا لن يتم مع وجود تناحر شيعي داخلي، وللاسف هناك حالة انفصام عن المرجعية الدينية التي بركتها صعد هؤلاء السياسيون الى مواقعهم الحالية واصبحت صورة بدون صوت الا في حالات نادرة لايمكن السكوت عليها.وفي المحور الامني هناك تخوف من سوء فهم مهمة اللجان الشعبية لحماية المناطق والمواطنين من ضربات الاهابيين حيث فشلت الحكومة من نتامين ذلك ويمكن استثمار هذه اللجان الشعبية كذراع لمساعدة الدولة وهي بالتاكيد غير اللجان التي شكلت لتقويض العملية الديمقراطية وخير مثال على ذلك هو لجان الدفاع المدني والجيش الشعبي التي خدمت النظام السابق... وهناك تخوف من ان يتطور سوء الفهم هذا الى مجابهة مسلحة بين القوات الامريكية واللجان الشعبية او الميليشيات الشعبية التي تعمل على حفظ النظام وحماية مؤسسات الدولة.. وقد اشار الدكتور طالب الصراف الى وجود تامر ضد لجان جيش المهدي وان السفير الامريكي في بغداد راح يضخم من التاثير الايراني في الساحة العراقية كمقدمة لصراع بين امريكا والتيار الصدري، واكد ان شيعة العراق لايمكن ان يكونوا تبعا لشيعة ايران والتاريخ القريب خير شاهد على ذلك، وذكر ان زيارات السفير خليل زادة للمملكة السعودية اصبحت متكررة هذه الايام.وقد اختتمت الندوة بقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء في العراق ولبنان بعد ان قرا الاعلامي الاستاذ سامي فرج علي مذكرة الاستنكار لجرائم اسرائيل ضد لبنان.المنسق للندوةالدكتور علي الحسينيامين التعبئة الشعبية العراقية15 8 2006.